في احتفال ذكرى "رجل السلام" لم يذكروا أيّ كلمة عن الاحتلال

0A4A0983-323E-4040-98A0-60987A26316C-e1608481804606.jpeg
حجم الخط

بقلم: جدعون ليفي

 

 




التقت الهواجس الكبيرة لمعسكر اليسار – الوسط، هذا الاسبوع، واتحدت لتصبح هاجساً واحداً. قتل اسحق رابين وكراهية بنيامين نتنياهو، لا يوجد أي موضوع يشغل هذا المعسكر ويوحده ويثيره ويحثه مثل قتل الأب وكراهية وريثه. هذا الأسبوع أصبح الأمران أمراً واحداً.
لم يشارك نتنياهو في إحياء ذكرى رابين، الذي أعلن فيه أن "حكم الشعب" انتصرت على "حكم الفرد". حكم الشعب هو حكمهم، وحكم الفرد هو حكم نتنياهو بالطبع. الطيبون والمتنورون، مرة أخرى، أحسنوا تشخيص الوضع. لقد خرجنا من الظلام إلى النور، كما قال ابناء عائلة رابين بسرور في الحديث مع الكثير من الإسرائيليين الآخرين، وفقط نتنياهو، الذي لم يشارك، أفسد الاحتفال.
بدأ هذا بشبيبة الشموع في اليوم التالي لعملية القتل. الشبيبة التي بشرت بخواء هذا المعسكر، الذي سار على ضوء شموعه المنطفئة. قاموا بالبكاء في الميادين، لكن الشموع سرعان ما انطفأت، ومن اشعلوها تفرقوا في كل صوب. جيل كامل طلب السلام وذهب باتجاه مصالحه. هكذا بدأت العبادة التي استمرت ربع قرن منذ ذلك الحين. مرتين في كل سنة، مرة في التاريخ العبري ومرة في التاريخ الميلادي، يجتمعون ويبكون ويغنون ويقسمون بأن لا يتكرر ذلك مرة أخرى، ويتحدثون عن إرث لا يعرف أي أحد ما هو، ويحتقرون المعسكر الآخر، ويبكون على الدولة التي ضاعت ويتطهرون.
احتفالات التطهر هذه حيوية للمعسكر، الذي في معظم السنوات منذ ذلك الحين لم يكن في الحكم. ايضا عندما كان في الحكم لم يحدث أي تغيير. إضافة الى ذلك، فقد هذا المعسكر الطريق وتمسك بقتل رابين كملاذ فكري اخير له. دائما يمكن أن نكون ضد العنف والكراهية والقتل. فمن الذي يؤيدها؟ دائما يمكن أن تكون مع الوحدة والمصالحة. فمن الذي ضدها؟ دائما يمكن القول بأن قتل رابين كان ايضا هو "قتل للسلام". أي سلام؟ أين هو السلام؟ لماذا قتل السلام عندما قتل رابين؟ لا يتم التدقيق في ذلك.
السنون فعلت فعلها. نصف دولة تسمى باسم رابين، لكن في هذه الاثناء ايضا نما جيل لم يعرفه. وعبادة الموت لم تعد كافية من أجل الحفاظ على ذكرى الشموع التي انطفأت والمعسكر الذي صمت. هكذا ولدت كراهية نتنياهو. ايضا هذه الكراهية استهدفت صب مضمون في الفراغ لحث المعسكر على فعل شيء وإعطائه شعور الثمل بالمشاركة المدنية، وبالاهتمام بروح النضال. ولكن بالضبط مثل تخليد رابين، بدون معرفة ما الذي يخلدونه، ايضا لم تقدم محاربة نتنياهو أي اجابة على السؤال الخالد، ما الذي يقترحونه؟ من هو بديله؟ ما هي الطريقة؟ وما هو الفرق بين هذه الطريقة وبين طريقة اليمين المكروهة؟ الاسئلة بقيت بدون اجابة، باستثناء التقدم في استئصال الشر، وليكن ما يكون. وسيأتي الخير من تلقاء نفسه، اعتقدوا هناك. نهاية جيدة، كل شيء جيد، الخير ظهر واسمه نفتالي بينيت ويائير لابيد. من المشكوك فيه اذا كان جيداً، ومن المفهوم أنه ليست له أي علاقة باليسار.
هذا الأسبوع تجمع كل شيء في صورة واحدة، الخطب الموصى بها والجوفاء مع الغضب الضائع على نتنياهو، الذي لم يأت لامتصاص اهانته السنوية على جبل هرتسوغ، كان هناك حديث عال جدا عن القيم، لكن لا أحد ذكر أي كلمة عن انهاء الاحتلال، في ذكرى اعظم "رجل سلام" يتم الزعم بأنه نشأ هنا. ولم يتم ذكر أي كلمة عن الخمسة ملايين شخص الذين يعيشون تحت ديكتاتورية من الديكتاتوريات الاكثر وحشية في العالم وهي الاحتلال الإسرائيلي. هذه الديكتاتورية لا يكرسون لها أي كلمة، فقط يعطرون انفسهم حتى النخاع بالديمقراطية المضللة لدينا، التي قدسها رابين ودنسها نتنياهو. لذلك، يسمى المعسكر القيمي والديمقراطي الذي يقف أمام جهلة اليمين.
عن "هآرتس"