"سأعود إلى بلدي فلسطين، قلت: نعم، فأينما يذهب الزوج، تذهب زوجته معه، فقد كنت حامل بالشهر التاسع، ولا مجال للفراق عن زوجي؛ لكن هناك أيضاً ميثاق غليظ جمع بيننا وهو:"الحب"، وعلى الرغم من اختلاف ثقافتنا، فأنا تونسية، لكني عشقت فلسطين من خلاله"، بهذه الكلمات استهلت فاطمة التونسية قصتها مع زوجها الفلسطيني "محمد .خ. ش".
وقالت فاطمة لوكالة "خبر": "إنّها تعرفت على محمد، في العام 2018 أثناء دراسته ماجستير اللغة الفرنسية في تونس، بعد تخرجه من تخصص الصحافة والإعلام في فلسطين".
وأضافت: "بشكل مفاجئ، في شهر مايو من العام 2019، طلب العودة لفلسطين وتحديدًا الضفة الغربية في مدينة الخليل؛ لكن الحال تغير بعد عودته إلى مسقط رأسه، ودبت الخلافات بيننا، وتغيرت معاملته كليًا".
وتابعت: "طلبت أكثر من مرة العودة إلى بلدي، إلا أنّه كان يرفض ذلك، وتحملت سوء المعاملة؛ لأجل ابنتي، وصبرت على البقاء في فلسطين؛ رغم عودته لتونس لاستكمال الماجستير، في سبتمبر من العام 2019 وبقيت لوحدي في بلده".
وأردفت: "في نوفمبر من العام 2019، أكرمني الله بولادة ابنتي في فلسطين؛ وكنت سعيدة جدًا؛ لكن ما كًدر معيشتي سوء العلاقة مع أهله وعدم استيعابهم لي، فقد عانيت من تدخلات عائلته، ما جعلني أُفضل البقاء في الطابق العلوي من المنزل حتى يوليو من العام 2020، وهو تاريخ عودة زوجي من تونس".
واستدركت: "لكنّ المفاجأة هي زيادة سوء معاملته معي، ولم يُراعي أنني أم ابنته، وزادت الخلافات بيننا، ما دفعني للإصرار على العودة إلى بلدي تونس".
وأكملت حديثها بحسرة: "للأسف كان محمد بالاتفاق مع والده يُماطلان في مسألة عودتي لبلدي؛ بحجة أنّ ابنتي غير مسجلة لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ لتوقف التنسيق، لكن أمام اصراري تمكنت من العودة لتونس بموافقة زوجي وورقة مكتوبة منه بخط اليد".
واستطردت: "استخرجت تأشيرة لابنتي من السفارة التونسية؛ لأنّ زوجي طلب مني عدم تسجيلها كمواطنة تونسية؛ حتى لا تأخذ الجنسية التونسية؛ بذريعة أنّه يريد إكمال الدكتوراه خارج تونس؛ حتى نتمكن من الحصول على "الفيزا"، وجرى بالاتفاق بيني وبين زوجي محمد ووالده".
وبيّنت أنّه رغم عدم قناعتها، كان يُرسل لها إيميلات تتحدث عن قبوله في برنامج الدكتوراة بإحدى الجامعات خارج تونس، مُردفةً: "لم أكن أتوقع أنّ يغدر بي، وفي شهر يوليو تخرج من برنامج الماجستير بتونس، وتوجهنا بعد تخرجه بيومين إلى الأردن، وذهب إلى السفارة البريطانية بمفرده، ورفض اصطحابي بحجة جائحة كورونا".
وتروي فاطمة: "بشكل مفاجئ، جاء في اليوم الثاني وطلب مني السفر إلى تونس من أجل استخراج تأشيرة سفر لتونس، وعندما سألته عن جواز سفر ابنتنا "سيلينيا"، فقال إنّه موجود بالأردن مع جواز سفره".
وعلى الرغم من عدم اقتناع فاطمة بحديث زوجها بحسب ما تحدثت لمراسلتنا، فقد قامت بالاتصال على والده لاستيضاح الأمر، وهو بدوره أكّد صحة حديث نجله محمد وطلب منها السفر إلى تونس لاستخراج التأشيرة، وطلب من محمد الانتباه عليها في مطار لندن المعروف بسعته، وقال "لابد أنّ تتحملوا هذه الإجراءات من أجل مستقبلكم"، وهو الأمر الذي أدخل الطمأنينة لقلبها قليلاً وبناءً على ذلك سافرت إلى تونس.
أوضحت أنّها تركنت ابنتها مع زوجها محمد بعد تأكيده له بضرورة سفرها إلى تونس؛ لوجود موعد مع السفارة؛ مُضيفةً: "ذهبت وكانت الصدمة كبيرة والغدر أكبر، لذلك عُدت إلى الأردن بذات اليوم".
وأشارت إلى أنّها اتصلت بزوجها محمد على الفور، لسؤاله عن مكانه فكان الرد "أنا وبنتك في فلسطين"، وهنا تُوضح فاطمة حجم الصدمة التي تلقتها جراء هذا النبأ.
وتابعت: "عُدت للأردن تائهة غريبة بلاد، لا حول ولا قوة لي، وتواصلت مع أقاربه للشكوى لهم؛ لكنهم تبنوا روايته الكاذبة التي تقول إنه أحضرني للأردن؛ كي يقوم بتسوية أوراقي الثبوتية حتى أعود معه لفلسطين؛ لكنّي رفضت وقمت بإعطائه البنت وسافرت لتونس"، مُؤكّدةً على عدم صحة هذه الرواية.
وقالت فاطمة: "أريد ابنتي، هذا ما أريده من هذه الدنيا، ولا أهتم لبقية التفاصيل، لأنَّ ابنتي لا زالت صغيرة، ومحمد هارب من العدالة من مكانٍ لآخر، حيث إنّ عليه حكم قضائي منذ شهر أغسطس، وتم القبض على والده كوسيلة ضغط، لكنهم قاموا بتعيين محامي للخروج من القضية".
وأنهت فاطمة حديثها بالقول: "إنّني لا أهتم لأي تفاصيل ولا أريد سوى ابنتي، ولا أعرف من يقوم بتبديل ملابسها والعناية بها وإطعامها"، مُستدركةً: "والدها هارب من مكان لآخر، وتتعرض الطفلة للأذى رغم أنّها مع والدها".