"ديبلوماسية إكسبو" لكسر "عقدة" علاقة الرئيس عباس مع الإمارات!

1625121147-434-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 في عام 1971 تمت دعوة 9 لاعبين أمريكيين لتنس الطاولة إلى بكين للمشاركة في مباريات، كخطوة سياسية ذكية فتحت الباب لكسر الجليد بين الولايات المتحدة والصين، لتمهد زيارة أول رئيس أمريكي (نيكسون) الى بكين، فتنطلق مرحلة جديدة من العلاقات بينهما، من "العدائية الشاملة" الى "انفتاح شامل".

ومنذ ذلك الحين، دخل تعبير ديبلوماسية تنس الطاولة أو ديبلوماسية البينج بونخ، عالم السياسة كرمز على طريق كسر جمود أو تصويب مسار علاقات بين دول وأطراف، أصابها "عطب سياسي" ما

ويبدو، ان الرئيس محمود عباس وفريقه الخاص، وجد في "ديبلوماسية البنج بونخ" نموذجا لكسر حاجز العلاقة مع دولة الإمارات، فكان اختياره لرئيس المخابرات ماجد فرج لتلك المهمة، ليكون على رأس مستقبلي حاكم دبي محمد بن راشد (الرجل الثاني بروتكوليا في الدولة)، خلال زيارته لجناح فلسطين في معرض "إكسبو 2020" في دبي.

اختيار رئيس المخابرات ليصبح "ماجد إكسبو"، مؤشر أن البوابة الأمنية وقنواتها، التي دائما تكسر جدر العقد السياسية، لعبت الدور الكبير في الخطوة الأولى نحو إعادة "ترسيم" علاقات فلسطين الرسمية مع الإمارات، بعد سنوات من "أزمة مفتعلة" جوهرها شخصي تماما، ارتبط بالخلاف داخل حركة فتح، وبروز تيار الإصلاح بقيادة النائب محمد دحلان، وعلاقته مع الإمارات.

ودون عودة لتفاصيل الأزمة وحقيقتها، فهي لم تخدم أبدا القضية الوطنية الفلسطينية، بل العكس أصابتها بكثير من الضرر، ونالت من مكانتها السياسية، ما يمكن اعتبار خطوة "ديبلوماسية إكسبو" قرارا ذكيا وبحثا عن مسار تصويب الخطيئة التي طال أمدها

عودة العلاقات الفلسطينية الرسمية مع دولة الإمارات، لا يعني مبدئيا الموافقة على مواقفها اوحركة التسارع التطبيعي مع إسرائيل)، بل ربما تكون عاملا مساعدا لبحث المسألة في سياق مختلف، ضمن علاقة التفاعل الإيجابي وليس "التفاعل المناكفي" في المواقف السياسية، خاصة وأن السلطة ليست مؤهلة كثيرا للاعتراض، وهي غارقة في كثير من مظاهر لا تتفق والموقف العام فلسطينيا.

تصويب مسار العلاقات سيكون قوة مضافة للموقف الفلسطيني في مختلف المجالات، سياسيا، اقتصاديا وصحيا، وبالقطع ستمثل قوة دفع لتعزيز دور الممثل الرسمي عربيا ودوليا في ظل استمرار حركة الانقسام، نظرا لما باتت تمثله الإمارات من "وزن إقليمي – دولي" في ظل التطورات الأخيرة.

تصويب العلاقات الثنائية، ربما يساعد موضوعيا في تسريع وتيرة "التحاور الوطني الوطني الفلسطيني"، وأيضا داخل حركة فتح نفسها، التي هي قبل غيرها ما تحتاج ترميما حقيقيا لوضعها الداخلي، ودونه لن يستقيم دورها القيادي الوطني العام، بل استمراره يمثل "ثغرة عبور" تستغلها قوى أخرى لمحاصرتها حتى لا تنهض من جديد.

وكي لا يذهب ريح خطوة "إكسبو" في دهاليز مصالح لأفراد ما – أطراف ما، لا تريد خيرا لفلسطين، وبالتأكيد لحركة فتح، على الرئيس محمود عباس أن يسارع في ترتيب زيارة أبو ظبي ولقاء رجلها القوي محمد بن زايد، لردم ماضي إشكالية العلاقات التي برزت، بعيدا عمن أصاب أو أخطأ، فعالم السياسة ليست خطا مستقيما أبدا.

وربما يكسر "هاتف شكر خاص" من الرئيس عباس لحاكم دبي لتخصيصه زيارة جناح فلسطين خطوة تسارع في ترتيبات تلك الزيارة الضرورة.

ملاحظة: لحارسة نارنا المقدسة...للفلسطينية التي رفعت راية الثورة ولا تزال...في يومها الوطني نرفع قبضة التقدير الذي لا يتوقف بيوم أو مناسبة...فهي دوما "أم المناسبات"!

تنويه خاص: دون موقف عنجد من السلطة الفلسطينية والرئيس عباس ضد قرار حكومة الإرهاب السياسي في تل أبيب حول المسألة الاستيطانية سيصبح كل الكلام حكي "يقدم الغزوة" ولا يؤخرها!