«يديعوت أحرونوت» : تحريض يميني سينتهي بالقتل

بندرور يميني.jpeg
حجم الخط

بقلم: بن – درور يميني

 

 


اعتدنا على حساب النفس بعد الفشل، الهزيمة، القتل. أدت نشوة السنوات ما بعد حرب الأيام الستة الى قصور يوم الغفران. المصيبة في ميرون تتسبب بحساب النفس الآن. وفي الأشهر ما بعد قتل رابين جرى في إسرائيل حساب للنفس.  لم يتردد المعسكر الذي اتهم بالتحريض في التساؤل حول طريقه. هذا كان صحيحا، هذا كان شجاعا.
السنوات تمر، وما يحصل في السنوات الأخيرة أسوأ بكثير. نحن في ذروة خطاب عنيف، تحريضي وانقسامي. ففي سنتين من الجولات الانتخابية كان إيتمار بن غبير الشخصية الأهم والأكثر مشاهدة، او على الأقل في الخماسية الأولى. فلماذا؟ لأنه لم تكن اي حاجة للخطاب العنيف في الشبكات الاجتماعية. فالإعلام المركزي هو الذي قاد هذا الخط. من جهة كان بن غبير، ومن الجهة الأخرى رجل إعلام ينتمي الى اليسار المناهض للصهيونية والذي أصبح مندوب اليسار في عدد لا يحصى من المداولات.
روت وزيرة الداخلية آييلت شكيد بأنها هي والوزير جدعون ساعر يضطران لأن يسيرا مع حراسة. هذا مزعج، ولكن لا مفر من هذه الحراسة الدائمة لأن التحريض يرتفع درجة. مرات عديدة جدا تطلق كلمات مثل «محتال»، «حكومة ما بعد صهيونية» او «حكومة فلسطينية» لدرجة ان ثمة من اقتنع.
تنطلق هذه الصراخات في كنيست إسرائيل. وزيرة سابقة، هي ميري ريغف، تدعو النائب رام بن باراك «كاره إسرائيل». النائب ميكي زوهر، تعرض لإعلان ضده، جعله روبي ريفلين الجديد». وذلك فقط لأنه اعلن عن تغيير الأسلوب والانتقال الى خطاب اكثر احتراماً واعتدالاً.
هذا ليس اليمين فقط. في اطار الحملة ضد نتنياهو في السنوات الأخيرة كان عدد لا يحصى من التعابير والعروض العنيفة. فعندما شبه بن شطريت نتنياهو بهتلر فلعله لم يحظَ بإسناد للتشبيه، ولكنه واصل نيل العناق من ناطقين بارزين في المعسكر.
في دولة طبيعية يبدو الانشقاق في الآراء مثل انحناء الجرس. قليلا في الاطراف، اكثر في الوسط. عندما يضعف الوسط ويبدو الخط البياني منحنيا فهذا دليل على أن المجتمع مريض. هذا بالضبط ما حصل للمجتمع الأميركي. فقد في العقد الأخير العامود الفقري للمركز. في إسرائيل نحن لا نزال في انشقاق طبيعي للآراء. ولكن في الإعلام، وليس فقط في الشبكات الاجتماعية نحن في منحنى واسع. خطاب الأطراف.
يأتي الخطر الآن أساساً من الخطاب الذي يتصدره اليمين. هذا ليس خطابا نقديا ضد الحكومة، هذا خطاب تحريضي، يجري نزعا لشرعية الحكومة. كل الادعاءات عن التحريض ضد اسحق رابين في الأشهر ما قبل الاغتيال تتقزم امام تحريض الأشهر الاخيرة. هذا هنا، هذا الآن، هذا خطير. لان شخصا واحدا، واحدا فقط، من شأنه أن يقوم بالفعل. هذا سبق أن حصل، هذا من شأنه ان يحصل مرة اخرى.
هكذا فان هذا توجه لرفاقي في اليمين، بقدر ما هم مستعدون لان ينصتوا. انتم تنجرفون، انتم تتطرفون، انتم تبالغون. ليس للحكومة الحالية اي إعفاء من النقد، ولكن ما تفعلونه ليس نقداً، بل تحريض. ليس ثمة اي حاجة لانتظار احد ما يقوم بالفعل كي تقوموا بحساب النفس. يجدر عمل هذا منذ الآن لأنه اذا لم يحصل هذا فانه سينتهي بالقتل.

عن «يديعوت أحرونوت»