انطلقت أعمال الدورة الخامسة لمبادرة مستقبل الاستثمار في العاصمة السعودية الرياض، تحت عنوان "الاستثمار في الإنسانية"، وتستمر الأعمال على مدار 3 أيام.
وتفيد وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" بأن أكثر من 2000 بعثة تشارك في المبادرة، بالإضافة إلى 5 آلاف مشارك من صناع القرار وقادة شركات وصانعي سياسات ومستثمرين ومبتكرين من جميع أنحاء العالم.
وقالت عضو مجلس أمناء مبادرة مستقبل الاستثمار، غادة المطيري، إن النسخة الخامسة للمبادرة تجمع العقول في أحد أفضل المناطق في العالم بهدف إحداث تأثير إيجابي على البشرية.
وبيّت المطيري أن جائحة كورونا جعلت الأمر جليا في أن ما يحدث في أحد جوانب العالم يمكنه أن يغير الحياة في الجانب الآخر منه، مفيدة أن المبادرة ستتناول مواطن الهشاشة والسياسات والصحة البشرية.
وأكدت أهمية إحداث نموٍ مستدامٍ قابلٍ للقياس والتحقيق لأجيال قادمة، مشددة على أن المبادرة تهدف إلى تشجيع المجتمع العالمي بالمزيد من الاستثمار لتحقيق المزيد من الأرباح في الأيام المقبلة.
وأشارت إلى أن المبادرة تناقش الشراكات التي تسهم في جمع نقاط القوة المختلفة، وكيفية توزيع رؤوس الأموال ونشرها في التقنيات والاستراتيجيات التي يمكنها سد الفجوات العالمية وفجوات الفرص.
وقالت المطيري إن "الاقتصاد والبيئة لابد أن يكون لهما نقاط قوة، فالاقتصاد منخفض الكربون هو استثمار وفرصة في الوقت ذاته، بالإضافة إلى تطوير الموارد اللازمة لأمن الطاقة فإن الاستدامة تعد أساسية لإيجاد عالم أنظف وأكثر أمنًا، ومجتمعٍ أكثر صحة، واقتصادٍ أكثر صحة".
وتناولت الجلسة الأولى في مبادرة مستقبل الاستثمار إطلاق حقبة جديدة في التقدم البشري والذكاء الاصطناعي وتأثير جائحة كورونا على العالم وخطر الفيروس.
وأوضحت السيدة الأولى السابقة لموزمبيق وجنوب أفريقيا غراسا ماشيل في جلسة بعنوان "كيف يمكن لمجتمع الاستثمار العالمي إطلاق حقبة جديدة في التقدم البشري" أن الذكاء الاصطناعي تجاوز حدود العلم والتقنية، ورغم ما قدمه من إنجازات في مجالات عدة تسبب في رفع نسبة البطالة وحرمان الكثير من العائلات دون مصدر دخل.
وبيّت أن العالم حاليا يواجه أزمة في التعلم، الملايين من الأطفال لم يحصلوا على التعليم الكافي رغم ضخ نحو 5 تريلونات دولار للتعليم العالمي.
وقالت غراسا: "في العقود الأخيرة واجه البشر تحولات كبيرة وسريعة أسهمت في توليد معرفةٍ بسرعة غير مسبوقة وهذا لم يكن بلا مقابل".
وأضافت أن جائحة "كوفيد 19" عمقت الاختلاف بين البشر في عالمين، عالم حصل البشر فيه على 70 بالمئة من اللقاح بينما هناك عالم يعاني من خطر الفيروس، مشيرةً إلى أن 4 بالمئة فقط من سكان إفريقيا حصلوا على اللقاح.
وأكدت أهمية العدالة في توزيع اللقاح كون ذلك مسألة حياة أو موت، داعية صناع القرار إلى الاستثمار في العقول وتعزيز العدالة والبناء بشكل أفضل للتضامن البشري لدى شعوب العالم لصنع مستقبل مشرق.