فوهات المدافع طالت المناطق الاستراتيجية... هل ستشهد غزة تصعيداً إسرائيلياً قريباً ؟!

1295697032
حجم الخط

من الطبيعي أن يسعى كل طرف وقت الحروب إلى إخفاء الحقائق الموجودة على أرض الواقع، حتى لا يشعر خصمه بأي إنجاز من شأنه يرفع معنويات أفراد ومؤسسات هذا الخصم.

حاولت إسرائيل استخدام أسلوب التمويه في حروبها وما تزال، حتى لا تسمح للقوى المعادية في التخطيط بشكل أفضل لمواجهتها، فقامت بإخفاء المواقع التي استهدفتها في حروبها على قطاع غزة حتى لا تسمح للمقاومة الفلسطينية في غزة من تقييم خطواتها العسكرية بشكل دقيق.

وصرح المختص بالشؤون الإسرائيلية توفيق أبو شومر لوكالة "خبر" أن ما تدعيه إسرائيل حول محاولة ضرب محطات توليد الكهرباء وحقول الغاز من قبل صواريخ قطاع غزة إبان الحرب الأخيرة، هو زيف وضعه الإسرائيليون ليبينوا أن هناك خطراً على حقول الغاز في البحر، ولإنعاش قضية "طرادات دولفين" التي تلقوها من ألمانيا، القادرة على إطلاق صواريخ نووية، بالإضافة للتأكيد على أن السلاح البحري الإسرائيلي سيكون أكثر فعالية في أي حرب قادمة.

ومن الواضح أن اسرائيل تحاول الاستفادة من المتغيرات والأحداث التي تطرأ في العالم، حتى تفلت من الضغط الدولي وتسوق نفسها بأنها جزء من المنظومة الدولية في مكافحة الإرهاب الدولي المتمثل بالدفاع الفلسطيني.

حيث نجح رئيس وزراء اسرائيل السابق أرئيل شارون من تسويق حربه على الفلسطينيين التي شاركت فيها دول العالم بعد أحداث سبتمبر، وكأنها جزء من المنظومة الدولية في مكافحة الإرهاب الذي يقوم به كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

وحادثة باريس كانت منصة لرئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، فقام باستخدام نفس الخطوة التي قام بها شارون وحاول تسويق مكافحته للمقاومة الفلسطينية وللمواجهات مع الأطفال الفلسطينيين بأنها جزء من السياسة الدولية المكافحة للإرهاب الدولي، وأن مقاومة الفلسطينيين جزء من الإرهاب، كما ادعى أن تنظيم القاعدة وقياداتها تتواجد بعض الأحيان في غزة.

وقال المختص بالشؤون الإسرائيلية فريد قديح إن هذه الاتهامات ليست جديدة، بل منذ حوالي 3 سنوات تزعم إسرائيل بأن قيادات القاعدة ناشطة في غزة، وعندما ظهرت داعش بدأوا يروجوا بوجود عناصر وقيادات من داعش في سيناء وغزة، مضيفاً بأن هدف إسرائيل الأساسي من ذلك هو تشويه الكفاح الفلسطيني، وأن حالة الرفض التي يقودها أطفال فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل الحرية والاستقلال هي جزء من الإرهاب الدولي، وذلك حتى يستطيع أن يفلت من دفع استحقاقات السلام مع الشعب الفلسطيني والتي تقضي بالانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلت عام 1967م بما فيها أراضي شرق القدس، بالإضافة إلى إيجاد حلاً عادلاً للاجئين.

وأكد أبو شومر أن الشعار الاسرائيلي الدائم هو ربط غزة بالإرهاب، حيث أنه لم يتشكل فقط من زيارة رئيس تنظيم القاعدة في سيناء لقطاع غزة، بل هناك مؤشرات أخرى دفعتهم إلى هذا القول، مشيراً بأن المشروع الإسرائيلي القادم هو ربط النضال الفلسطيني بالإرهاب وهذه جريمة يجب على الجميع نفيها.

وأضاف قديح أن اسرائيل تحاول الإفلات من المواجهة الشعبية في شرق القدس والضفة من خلال مواجهة عسكرية ضد قطاع غزة، مشيراً بأنها لو حدثت ستكون حرباً شاملة بلا عودة لأي طرف من الأطراف، حيث أن فصائل المقاومة في هذه المرة بحسب تقييمه للميدان أدركوا خطورة العملية، وكانت خطواتهم أكثر دقة وحدة من الجولة التي سبقت عدوان 2014.

 وأوضح قديح أن تعيين رئيس الموساد الجديد يوسي كوهين يدل على أن التطرف أصبح منهجاً في النظام السياسي الإسرائيلي، حيث يؤكد بأنه "سوف يسعى إلى إنجاز أعمال نوعية، لكي يثبت أن اختياره من قبل نتنياهو واليمينيين المتطرفين كان صحيحاً".

ومن جهة أخرى اعتبر أبو شومر أن الإعلان عن تصعيد إسرائيلي قريب على غزة  جزء من التهديد المعتاد، حيث لا يتوقف هذا التهديد طوال التاريخ، فغزة معرضة للحروب دائما، وذلك لجعلها في حالة اضطراب وقلق لا تستطيع من خلالها بناء نفسها، هذا ما يؤثر على المواطنين بشكل سلبي.