نشر المُحلِّل الإسرائيليّ روغل ألفر، اليوم الاثنين، مقالاً في صحيفة (هآرتس) العبريّة، أكّد فيه على أنّ "إسرائيل" قد وقعّت على شهادة وفاتها (زوالها)، وما علينا إلّا الانتظار لمعرفة التوقيت، على حدّ تعبيره.
وحول أسباب خراب وزوال "إسرائيل" عن الخارطة، أوضح الماتب، أنّ العامل الأوّل، هو: أنّها دولة عزل عنصريّ (أبارتهايد)، ودولة ثنائية القوميّة، إذْ أنّ اليهود يُشكّلون فيه الأغلبيّة الساحقة وسوادهم الأعظم يؤيّد استمرار احتلال المناطق الفلسطينيّة، كما أنّ معظم الإسرائيليين، لا يؤيّدون الاحتلال فحسب، بلْ يتعاونون معه من أجل تكريسه، مُشدّدًا على أنّهم سيُواصِلون دعم الاحتلال نظريًا وعمليًا، كما قال.
وزعم الكاتب الإسرائيليّ، أنّ الفلسطينيين أضعف من أنْ يتمكّنوا من تغيير الواقع، وأنّهم إذا قاموا بانتفاضةٍ ثالثةٍ فإنّ جيش الاحتلال سيقوم بإخمادها وقمعها بشكلٍ عنيفٍ مُستغلاً تفوقه على الطرف الثانيّ، وأنّ العالم لن يُوجِع "إسرائيل" بما فيه الكفاية لوقف الاحتلال، ووصف الكاتب "إسرائيل" بأنّها دولة بربريّة وهمجيّة، وتوقفت منذ زمنٍ طويلٍ عن كونها دولةً يهوديّة وصهيونيّةً، على حدّ وصفه.
وأشار الكاتب، المعروف بميوله الـ”يساريّة”، إلأى أنّ السبب الثاني هو حركة التأييد لرئيس الوزراء الإسرائيليّ السابِق، بنيامين نتنياهو، ناعتًا إيّاها بالحركة العنصريّة، الفاشيّة، المعادية للديمقراطيّة، والتي تدعم الزعيم المتهّم بمخالفاتٍ جنائيّةٍ خطيرةٍ، والذي لا يُخفي نظرياته الدكتاتوريّة، لافِتًا إلى أنّ الـ”يسار الصهيونيّ” سيُواصِل مسيرة الضعف حتى الاختفاء.
وبيّن أنّ السبب الثالث لزوال الكيان، هو: ما أسمها منطقة الحكم الذاتيّ لليهود المُتشددين دينيًا وعقائديًا داخل كيان الاحتلال، لافِتًا إلى أنّ هؤلاء لا يعملون ولا يُنتِجون، فيما تقوم الدولة العبريّة بتمويلهم، ووصفهم بالعبء على الدولة اليهوديّة.
ورأى الكاتب الإسرائيليّ، أنّ السبب الرابع الذي سيؤدّي أيضًا إلى زوال "إسرائيل" عن الخارطة يمكن في معضلة جودة البيئة، وعلى حدّ وصفه فإنّ "إسرائي"ل هي دولة مكتظة، مليئة بالنفايات والتلويث، حارّة أكثر من اللازم، عصبية للغاية، وهذه الأمور، أضاف الكاتب، تُشكّل بيئةً حاضِنةً لمؤيديّ نتنياهو الفاشيين، وفق قوله.
أمّا السبب الخامس، فيكمن في صراع الثقافات في المجتمع الصهيونيّ، وانفلات الحوار داخل المجتمع الإسرائيليّ، وعلى نحوٍ خاصٍّ في وسائط التواصل الاجتماعيّ، كما أنّ سيطرة البرامج الترفيهيّة الهابطة في قنوات التلفزيون بإسرائيل يُضيف إلى سوداوية الصورة، حيث اختفت تقريبًا نهائيًا ظاهرة الانتقاد والنقد، على حدّ قوله.
وذكر الكاتب الإسرائيلي، أنّ السبب السادس يكمن في اندلاع حربٍ، تسقط خلالها آلاف الصواريخ على "إسرائيل" من قبل حزب الله وإيران وحركة حماس الفلسطينيّة، وفقًا لتعبيره.
