الشيخ جراح...صفعة جديدة في وقتها الوطني!

1625121147-434-3.jpg
حجم الخط

 كتب حسن عصفور 

لعدة أيام، مارس الإعلام العبري عملية تضليل سياسي واسعة بموافقة بعض عائلات الشيخ جراح على "تسوية" حول منازل مقامة فوق 4700 دونم، ما يمكن اعتباره سابقة لتكريس عملية التطهير العرقي بموافقة ذاتية.

وفجأة، تنتفض عائلات الحي النابض فعلا بالقدس، الشيخ جراح، لتعلن في مؤتمر صحفي بكافة ساكنيه وعائلاته، صوتا وصورة، أنهم لن يكونوا جسر عبور لتكريس العنصرية المستحدثة لدولة الاحتلال، وتمسكهم الكامل بحقوقهم كافة.

بيان أهالي الشيخ جراح يوم 2 نوفمبر 2021، ويا مفارقة الزمن، ان يكون في يوم مرور 104 عاما على الإعلان الاستعماري البريطاني المعروف بإعلان بلفور، سجل البيان نصرا سياسيا لكسر شوكة "قنونة" التطهير والمصادرة، وتعزيزا للقبضة الفولاذية لعائلات الحي، رغم غياب كثيرا من وسائل الدعم وتعزيز البقاء والمواجهة، مع أنه لا تترك الفصائل مناسبة تمر دون أن تصدر بياناتها النارية، بل أن هناك من يحاول اقتناص المشهد عبر آليات تواصل ما لإعلان خبر ما، عله يكسب نقطة ما.

بعد حرب مايو 2021، والتي فجرتها مواجهة الشيخ جراح، تضاءلت حركة فعل المواجهة للسياسة الاحتلالية في القدس، وخاصة الأحياء المهددة بالتطهير، وكأن الأمر تحول من نصرة عسكرية ترفع من مكانة المواجهة الشعبية لفرض واقع جديد، يعزز من موقف أهل القدس وأحيائها المهددة، وخاصة الشيخ جراج وسلوان، ومستوطنة تم سرقة زمن البناء فوق أرض بيت صفافا، الى عقاب يحاصرها.

قيمة رد أهالي الشيخ جراح، بعد أشهر من "الخمول العام"، انه يعيد فرض المسألة التي فجرت حربا الى جدول الأعمال الوطنية، بما فيه جدول السلطة الفلسطينية، التي سارعت وسائل الإعلام العبرية وبشكل مفاجئ لفتح نيرانها عليها وعلى مقر الرئيس محمود عباس، متهمة إياها بتشجيع أهالي الحي النابض قوة، برفض تسوية تكريس التطهير العرقي.

وبعيدا عن مدى صوابية الاتهام العبري من عدمه، فالسلطة الفلسطينية، لا يجب أن ينحصر دورها في متابعة تطورات الحدث، او تشجيع عائلات الحي وغيره من أحياء تتعرض لذات الفعل العنصري، بل هي يجب أن تقود معركة المواجهة بشكل مباشر، وليس عبر "نقاب" غيرها، فتلك هي مهمتها الأولى الدفاع عن حق الفلسطيني في وجه المحتل.

ليس منطقيا أبدا، أن يكون مؤتمر أهالي عائلات الحي النابض فعلا، دون مشاركة رسمية من وزير شؤون القدس، والذي لا يبعد سكنه كثيرا عن الحي، حضوره أو من هم ممثلين رسميين للسلطة وفتح، شكل من أشكال التأكيد الوطني، أن الأمر ليس صراع "قانوني" بين عائلات الحي ودولة الاحتلال، بل هو جزء من صراع المواجهة بين شعب واستعمار استيطاني بقيادة حكومة إرهابية.

المشاركة الواضحة من الممثلية الرسمية، هو جزء من تعميم المواجهة المفترض أنها "أولوية" بعد خطاب الرئيس عباس، كما تدعي قيادات حركة فتح (م7)، وليس الاختباء وممارسة دورها وكأنه عمل من تحت الماء.

قرار عائلات الشيخ جراح برفض الخدعة الكبرى، لا يجب أن يقف عند حدود "الفرح الفصائلي – الإعلامي"، وبعيدا عن محاولة البعض سرقة اللحظة بحركات باتت "صبيانية"، فالسلطة والفصائل عليها أن تضع الأمر أولوية حقيقية، وليس مناسبة لإصدار بيانات وتباهي بربح لا فضل لهم فيه، فالقادم قد يكون أكثر خطورة مما كان، ولن تقف المسألة عند حدود ما حدث رفضا، ولذا يجب أن يتم تحضير حقيقي لليوم التالي لرفض قرار التطهير المقنون.

الاستعداد، يبدأ من آلية تلاحم بين ممثلي الرسمية والفصائل في القدس وأهالي الأحياء المهددة، ووضع آلية الحضور الشعبي الدائم، وتشكيل فرق حماية شعبية تكون حارسة الحي ورأس حربة دفاع في مواجهة جيش الاحتلال، واعتباره وحي سلوان منطقة ارباك ليلي مضافة لبيتا وجبل صبيح.

الفرحة الآنية انتهت برفض قرار الخديعة في الشيخ جراح، فالقادم هو المعركة الفعلية لكسر شوكة جوهر قرار التطهير العرقي العنصري، ولإعادة حضور القدس بلدة وقضية ثانية على رأس أعمال المشهد الفلسطيني.

ملاحظة: خبر الـ "مفاجأة"، أن يلتقي وزير الخارجية "العتيق" لافروف بوفد تيار الإصلاح في حركة فتح وقائده دحلان...قرار كسر الروتينية الروسية في التواصل مع "الرسميات" الفلسطينية مش حيمر هيك... شغلة جديدة تشغل بالكم الله لا يهديلكم بال يا اللي في بالنا!

تنويه خاص: تخيلوا لو "حاكم عربي" هو اللي تم تصوريه نائما في قمة عالمية....يا سلام على الفضايح اللي كانت صارت..بس مين يقدر يهوب على راس الحية أمريكا..مع هيك حلو تبين انه بلد تهرم جوه وبره!