يصادف اليوم ذكرى استشهاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وعضو المجلس الثوري لحركة فتح زياد أبو عين في العاشر من ديسمبر عام 2014، وذلك بعد استهدافه بقنابل الغاز المسيل للدموع والاعتداء عليه بالضرب من قبل جنود إسرائيليين، حين كان يغرس غصن زيتون على أرض مهددة بالاستيطان والمصادرة في بلدة ترمسعيا شمال مدينة رام الله.
وتم إنشاء مؤسسة خاصة باسمه وهي "مؤسسة الشهيد زياد أبو عين" وفاءً لروحه وتخليداً لنضاله، وتم تعيين أحمد عساف رئيس مجلس إدارتها حيث تعهد بالسير على نهج الشهيد الراحل أبو عين.
وقال ماجد الحلو نائب رئيس المؤسسة إن الانتماء لمؤسسة الشهيد زياد أبو عين هو تأكيداً على التمسك بالثوابت الوطنية، والتي خلدها الشهيد أبو عين بنضاله على أرض الواقع.
وفي الحديث عن إحياء ذكرى رحيله الأولى، تم التوجه اليوم الخميس في تمام الساعة العاشرة صباحاً إلى مقبرة الشهداء في البيرة، لقراءة الفاتحة على روح الشهيد أبو عين وأرواح الشهداء الأبطال، ومن ثم وضع أكاليل الزهور على قبره باسم حركة فتح ومؤسسة الشهيد زياد أبو عين.
وفي تمام الساعة الثانية ظهراً قاموا بحفل تأبين للشهيد أبو عين في قصر رام الله الثقافي، بحضور الرئيس محمود عساف والقيادة الفلسطينية من اللجنة المركزية والتنفيذية، والوزراء والمحافظين، وحضور الجماهير الشعبية.
أما فعاليات يوم غد الجمعة، أشار عساف إلى أنه سيتم التوجه إلى المنطقة التي استشهد فيها أبو عين في ترمسعيا، حيث ستقام فيها صلاة الظهر وغرس 12 شجرة زيتون تخليداً لذكراه الأولى.
وأكد عساف على أن رسالة القيادة والشعب الفلسطيني في ظل إحياء ذكرى استشهاد الوزير أبو عين هي التمسك بالأرض والثوابت، ورفض جميع إجراءات الاحتلال خاصة للأراضي المهددة بالمصادرة والاستيطان، بالإضافة إلى إصرار الشعب الفلسطيني على زراعة الزيتون الذي حرم رصاص الاحتلال الشهيد أبو عين من زراعته.
تاريخه النضالي
يعتبر زياد أبو عين احد قيادات الثورة الفلسطينية التاريخيين ويشغل عضو المجلس الثوري لحركة فتح وكان يشغل منصب وكيل وزارة الأسرى منذ العام 2003، وقبلها شغل منصب مدير عام هيئة الرقابة العامة التي انيط بها محاربة الفساد وتقييم أداء السلطة الوطنية الفلسطينية، كذلك انتخب رئيسا لرابطة المقاتلين في المحافظات الشمالية وعضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح، ورئيس اتحاد الصناعيين الفلسطينيين ومسؤول ملف الرقابة الحركية بحركة فتح والان ملف الرقابة الحركية بالمجلس الثوري.
اعتقل أبو عين في العام 1977 أثناء ترؤسه اتحاد شباب فلسطين داخل فلسطين، وفي العام 79 أعيد اعتقاله في الولايات المتحدة الأمريكية بعد مطاردة ساخنة من قبل الموساد والمخابرات الأمريكية بتهمة القيام بعمليات مسلحة ادت الى قتل وجرح العشرات من الاسرائيليين، حيث تم اعتقاله في سجن شيكاغو لمدة ثلاثة اعوام وذلك حتى يتم تسليمه لسلطات ألاحتلال الإسرائيلي، حيث تحولت قضيته الى قضية عالمية حركت الضمير العالمي واشعلت المظاهرات في شتى عواصم العالم، ما ادى الى عقد عدة اجتماعات من هيئة الامم المتحدة ولجان حقوق الانسان والجامعة العربية.
وصدرت عدة قرارات دعت الولايات المتحدة الأمريكية الى عدم تسليمه للاحتلال، حيث استدعي السفير الامريكي في عدد من دول العالم وذلك للضغط على بلادهم من اجل عدم تسليمه، وخلال ذلك خاض ابو عين مجموعه من الإضرابات عن الطعام، حيث رفضت السلطات الامريكية السماح لطبيب من الصليب الاحمر الامريكي زيارته، فصمم ابو عين على مواصلة الاضراب المفتوح على الطعام مطالبا بحضور طبيب من الهلال الاحمر الفلسطيني من بيروت، وهذا ما كان تحت ضغوط الإضراب عن الطعام والخوف على حياته بعدما تحولت قضيته الى قضية راي عام دولي، حيث أحُضر طبيب بناءً على طلب أمريكا من مستشفى عكا ببيروت ارسله الرئيس الشهيد ابو عمار خصيصا لمعاينة ابو عين.
الا ان الولايات المتحدة عمدت الى تسليم ابو عين الى اسرائيل حيث اقتيد وسط حراسات مشددة للتحقيق، حيث اعتبر ابو عين اول فلسطيني في التاريخ يسلم لاسرائيل، تلك التي حكمته بالسجن المؤبد وذلك من دون أي اعترافات وذلك تبعا لما كان يسمى قانون تامير، حيث تطوع عدد كبير من المحاميين الدوليين والعرب والفلسطينيين للدفاع عنه، وراس الفريق رمزي كلارك وزير العدل الاميريكي السابق.
وفي عملية تبادل الاسرى في العام 83 لحركة فتح، كان ابو عين على رأس اسماء المحررين ولكن وخلال عملية التحرير تم اختطافه من مطار اللد حيث كان يشرع بترحيله الى القاهرة ومن ثم للجزائر مع عشرات الاسرى، حيث أختطف على يد المخابرات الاسرائيلية اثناء عملية التبادل، مما اوجد ازمة كبيرة بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي والصليب الاحمر الدولي، بحيث حضر رئيس الصليب الاحمر الدولي للقاء اسحق شامير انذلك للمطالبة بالافراج الفوري عن ابو عين والتوجه معه الى جنيف، فكان رد شامير " ليس هناك اخلاق بيننا وبين المخربين ونحن قمنا بتبديل زياد بسجين اخر " مما حدى بالصليب الاحمر الى التوجه الى جنيف واستصدار قرار من مجلس حقوق الانسان باجماع دولي شامل ما عدا امريكا واسرائيل لالزام قوات الاحتلال الافراج الفوري عن ابو عين، حيث تعطلت صفقة تبادل الاسرى – احمد جبريل – لمدة عام ونصف بسبب تصميم جبريل على الافراج عن ابو عين.
وفي العام 85، كان ابو عين من ضمن ال 36 اسما المرفوض تحريرهم، الا ان في صفقة عقدت مع المبعوث النمساوي نصت على ان يتم اختيار 18 اسيرا منهم من قبل القيادة العامة، حيث كان زياد ابو عين من اولهم، حينها صمم ابو عين على الخروج من الاسر الى داخل الارض المحتلة رغم تحذيرات القيادة له للخروج للخارج نتيجة التهديدات المستمرة على حياته، الا انه صمم على البقاء في الداخل.
وخلال شهران من اعادة الافراج عنه، اعيد اعتقاله اداريا ضمن سياسة القبضة الحديدية بأمر شخصي من اسحق رابين، واعيد اعتقاله كذلك عدة مرات خلال الانتفاضات المتلاحقة.
زياد أبو عين في سطور:
زياد محمد أحمد أبو عين من مواليد 22/11/1959م، اعتقل للمرة الاولى بتاريخ 4/11/1977م، كما اعتقل للمرة الثانية بتاريخ 21/8/1979م، وأفرج عنه بتاريخ 20/5/1985م، ثم أعيد اعتقاله للمرة الثالثة بتاريخ 30/7/1985م، حيث كان أول معتقل ضمن حملة سياسة القبضة الحديدية، كما اعتقل أكثر من مرة اعتقالاً إدارياً لسنوات طويلة، منها اعتقاله في الانتفاضة الثانية ادارياً عام 2002م، بالإضافة إلى منعه من السفر فترات طويلة.
شغل أبو عين مناصب عديدة أهمها: عضو اتحاد الصناعيين الفلسطينيين عام 1991، ومدير عام هيئة الرقابة العامة في الضفة الغربية عام 1994م، ومدير هيئة الرقابة الداخلية في حركة فتح في الضفة الغربية 1993م، رئيس رابطة مقاتلي الثورة القدامى 1996م، عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح 1995م، رئيس لجنة الأسرى في مجلس التعبئة 2003م - م2007، وكيل وزارة الأسرى والمحررين 2006م، حتى تعيينه رئيسا لهيئة الجدار ومقاومة الاستيطان عام 2014م، وعضو منتخب في المجلس الثوري لحركة فتح.
ومن أبرز محطاته النضالية: اعتقل في السجون الأمريكية والإسرائيلية لمدة ثلاثة عشر عاماً، وأول معتقل عربي فلسطيني يتم تسليمه من قبل الولايات المتحدة لإسرائيل عام 1981م، صدرت لصالحه 7 قرارات من هيئة الأمم المتحدة تطالب الولايات المتحدة بالإفراج عنه، كما أنه أول أسير يحكم عليه بالسجن المؤبد دون أي اعتراف منه بالتهم المنسوبة إليه من قبل إسرائيل عام 1982م، ودعا إلى تطبيق فحوى قرار الأمم المتحدة "حق العودة 194"، وذلك من خلال المبادرة الشهيرة التي طرحها في ربيع العام 2008م، باسم مبادرة العودة والعيش المشترك، وله العديد من المساهمات الفكرية والإبداعية والأبحاث الفكرية والسياسية.