البابا وأبو مازن والعقارات .. المقدسية

دعيبس.PNG
حجم الخط

بقلم: ابراهيم دعيبس

 

 

زار الرئيس ابو مازن ايطاليا والتقى هناك في حاضرة الفاتيكان بالبابا فرنسيس وتم الاتفاق على أهمية المواجهة المشتركة لمحاولات الاستيلاء على العقارات الكنسية بالقدس.
وللحقيقة والتاريخ، وكما يعلم الجميع فان الكنيسة الكاثوليكية التي يترأسها البابا، تحافظ وبكل قوة على الأملاك الكنسية بالمدينة المقدسة، واكثر من ذلك فقد استعادت املاكا كانت مسربة او في طريقها الى التسريب، وعملت على صيانتها وتطويرها، في حين ان هناك جهات اخرى عملت وتعمل على تسريب العقارات والاراضي مقابل أموال خاصة تتحول الى خزينة الذين يقومون بذلك شخصيا.
ان دور الفاتيكان والكنائس الكاثوليكية عموما، هو دور ايجابي في كل المجالات، وقد اقاموا مشاريع اسكان وتطوير واسعة في مختلف المجالات وما يزالون يقومون بذلك، خدمة للمجتمع والكنيسة في وقت واحد، والشواهد كثيرة على ذلك سواء بالقدس او بالداخل الفلسطيني او المناطق الاخرى كالضفة وقطاع غزة، بالاضافة طبعا للدول الأخرى غير فلسطين.

في ذكرى وعد بلفور
لا صوت الا .. للأقوياء
أجمعت لجنة من الجمعية العامة للأمم المتحدة على حق تقرير المصير لشعبنا، وأيد هذا القرار أكثر من مائة وخمسين دولة وصوتت ضده ست دول فقط.. ومن المعروف ان الأمم المتحدة اتخذت عدة قرارات مشابهة على مدى عشرات السنين، وأدانت الاحتلال وممارساته ولكن بالواقع ان شيئا لم يتغير ولم يستمع الاحتلال الى هذه القرارات، لأن الصوت المسموع هو صوت القوة فقط، بأشكالها المختلفة من عسكرية واقتصادية وسياسية والأهم الارادة والتفكير.
والحقيقة الواضحة اننا كعرب نملك امكانيات ضخمة وفعالة على مستوى العالم ، ولكننا نفتقد للادارة والمسؤولية، ونرى ان اسرائيل قليلة السكان والامكانات تسيطر على الواقع وتتحكم في القرارات والمواقف وتبدو وكأنها القوة الأقوى وان ما تريده يتم تنفيذه عموما، كما ان اليهود بالعالم رغم قلة اعدادهم يسيطرون وصوتهم يبدو الأقوى والأكثر استماعا.
ومناسبة هذا القول هو الذكرى المتكررة لوعد بلفور والاقوال الصاخبة في هذا المجال دون قراءة اسباب صدور هذا الوعد الى قيامها أساسا، لقد كان لليهود لدى صدور الوعد دور استراتيجي اقتصادي وسياسي ايام كانت بريطانيا تغرق في الحرب العالمية الأولى، وكانت تسعى لكسب هذه القوة الى جانبها ولهذا أصدر بلفور وعده المشؤوم هذا الذي لا نزال نكرر الأقوال ضده وضد بريطانيا اكثر من مائة عام، ولن نتوقف عن ذلك خلال السنوات القادمة.

اجتماعات وبيانات
نسمع كثيرا عن اجتماعات ولقاءات ونبدوات مختلفة حول قضايا متنوعة، ويصدر عنها كلها في الغالب بيانات استنكار وادانة وما يشبه ذلك من أقوال مكررة عموما وبلا أية نتائج عملية، وفي الجانب الاخر، من هذه الأشياء تقف جمعيات ومنظمات يسيطر عليها افراد بشكل دائم تقريبا، وكأنها «ملك شخصي»، ولهم ميزانياتهم وامتيازاتهم التي لا ينافسهم فيها أحد ولا يحاسبهم بصورة عامة، الا ما ندر.
وفي تقديري ان احدا لم يعد يستمع الى هذه الأمور ولا يهتم بها او يرى امكانية تنفيذ ما يقال، ويقف الناس في واد و «هؤلاء» في واد آخر، وللحقيقة فإن هناك بعض هذه الجماعات التي تقدم خدمات ميدانية حقيقية لكثيرين من فئات المجتمع الذين هم بحاجة لما تقدمه هذه الجماعات، مثل ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والفقراء والمعوزين.. والمطلوب من السلطة والجهات الرسمية ان تقوم بواجبها وتحاسب الذين يقومون بالمتاجرة بهذه الأمور.
وانا أكرر هذا القول بعد تجارب كثيرة في مثل هذه الأمور ومعرفة مباشرة بما يجري ورؤية الواقع على حاله وتفاصيله، كما أكرر القول ان الذين يعنيهم الأمر في السلطة لا يتفقون مع هذا القول ويغمضون عيونهم عما يجري، كما أن لبعضهم علاقات خاصة مباشرة وفوائد شخصية في هذا المجال.