اكتشفت أن 4 فقط من الـ61 مهاجراً هم يهود!

حملة إسرائيلية سريّة في إثيوبيا لجلب عشرات المهاجرين الجدد

تنزيل (2).jpg
حجم الخط

بقلم: ميخائيل هاوزر طوف

 

 

 


جلبت إسرائيل، هذه السنة، في حملة سرية، عشرات المواطنين من إثيوبيا التي تجري فيها حرب أهلية، واكتشفت فقط عند وصولهم أن معظمهم ليسوا يهودا. وقد علمت «هآرتس» أن سلطة السكان والهجرة اعتبرت العملية، التي عرضت حياة الناس وعلاقات إسرائيل الدبلوماسية مع إثيوبيا للخطر، «مؤامرة» مخططا لها».
عندما هبطت في هذه السنة طائرة خاصة في مطار بن غوريون، كان انفعال حفنة من المشاركين في السر والذين عرفوا عن وصولها، كبيرا، فقد تم تهريب 61 شخصا من ذوي الجذور اليهودية من منطقة المعارك في إثيوبيا، التي تسودها حرب أهلية في السنة الأخيرة. ولكن سرعان ما بدأت تظهر شكوك كبيرة حولهم. ففي فحص أجرته سلطة السكان والهجرة تبين أن معظم القادمين جاؤوا بناء على طلب من مواطن إسرائيلي أراد أن يجلب إلى البلاد طليقته وأشخاصا قاموا بتشغيل مصالحه التجارية، وأنهم في معظمهم ليسوا يهودا، ويبدو أن حياتهم لم تكن معرضة للخطر.
في السنة الماضية اتخذت حكومة نتنياهو قرارا سريا لإحضار عدد من المواطنين الإثيوبيين إلى البلاد، حسب معلومات حصلوا عليها في إسرائيل تفيد بأن حياتهم في خطر. في الوقت ذاته، كانت الحرب الأهلية في إثيوبيا في المراحل الأولى، وتركزت بالأساس في منطقة الشمال في إقليم تغراي. كان الخوف على حياة عائلات لها جذور يهودية اعتبرت حسب السلطات في إسرائيل من «نسل إسرائيل». لذلك، كان من حقهم الهجرة إلى البلاد.
في هذه السنة صادقت حكومة بينيت على تنفيذ هذه العملية، وقد انطلقت العملية. 61 قادما جديدا تم جلبهم من إثيوبيا. وقد تم إسكانهم في مركز استيعاب في كيبوتس بيت ألفا، وهناك مروا بعملية تشخيص من قبل وزارة الداخلية وسلطة السكان والهجرة. ولكن حينها ظهرت علامات استفهام. فسرعان ما عرف أعضاء سلطة السكان والهجرة بأن الحديث كما يبدو لا يدور عن عائلات لها جذور يهودية وأن حياتها في حينه لم تكن معرضة لخطر حقيقي. لأنها في الأصل لم تكن تعيش في منطقة المعارك. في أعقاب هذه الشكوك فتحت سلطة السكان والهجرة تحقيقا سريا في الموضوع.

4 يهود فقط من بين الـ61
وصلت نتائج الفحص إلى «هآرتس». «هناك شك كبير بشأن انتماء من تمت دعوتهم لـ»نسل إسرائيل» رغم تصريحاتهم»، كتب في وثيقة رسمية لسلطة السكان. وكتب أيضا أن «معظم من تم جلبهم لم يأتوا أبدا من مناطق القتال كما تم الادعاء، ولم يكونوا أبدا معرضين للخطر. في الخلاصة، معظم أعضاء المجموعة المذكورة أعلاه لم تكن لهم أي احتمالية للوصول إلى البلاد». مصدر رفيع في سلطة السكان والهجرة قال للصحيفة: «حتى الآن نجحنا في إثبات الجذور اليهودية لأربعة قادمين جدد فقط».
عندما تبين الخطأ بدؤوا في سلطة السكان والهجرة في فحص من قام ببلورة قائمة القادمين الجدد. بصورة مثيرة للاستغراب اكتشفت السلطة أن 53 مهاجرا من بين الـ61 جاؤوا إلى البلاد بناء على طلب ومعلومات قدمها مواطن إسرائيلي باسم ساركا تسيوم. وحسب فحص اجرته «هآرتس»، فإن تسيوم هاجر إلى إسرائيل من إثيوبيا في 1996 وهو ليس شخصية معروفة في الجالية التيغرية في إسرائيل.
تفاجأ الموظفون في سلطة السكان والهجرة عند اكتشاف من هم هؤلاء المهاجرون الذين اهتم تسيوم بجلبهم إلى البلاد. «طليقته المسيحية دخلت إلى البلاد مع زوجها المسيحي وثلاثة أولاد مشتركين. شابان قالا إنهما أولاده. آخرون تمت دعوتهم من قبله قاموا بتشغيل مصالح تجارية أو عملوا في هذه المصالح التي تعود اليه»، كتب في وثيقة الفحص الذي أجرته سلطة السكان والهجرة.
رد الموظفون في سلطة السكان على الشخص الذي قام بتنظيم تصاريح الهجرة الاستثنائية لأقربائه والعاملين لديه، بشكل شديد. «الشعور الذي تولد لدينا هو أنه كانت هنا مؤامرة مخطط لها استغلت الجهاز»، كتب في ملخص الوثيقة الرسمية حول الموضوع، حيث وقعت عليها مديرة شعبة السكان المؤقتين في سلطة السكان والهجرة، ميخال يوسفوف.
«المخفي اكثر من المكشوف بخصوص النوايا التي قدمت من قبل ممثلي الجالية في البلاد»، قالت.
«ظاهرياً يبدو أنه كانت هنا خدعة كبيرة»، قال مصدر رفيع في الحكومة للصحيفة. «أنا غير متأكد من أننا قد اتخذنا قرارا حول عملية الهجرة هذه. ولكن يبدو أنه كانت هنا فوضى كبيرة».
وقالت مصادر رسمية في إسرائيل إن فحص سلطة السكان والهجرة تم بشكل متسرع ودون أن يتحدث موظفوها مع كبار ممثلي الطائفة التايغرية في البلاد، الذين يعرفون أشجار العائلة ويعرفون الجذور اليهودية للقادمين. وسواء أكان الأمر يتعلق بعائلات لها جذور يهودية أم لا، فان القادمين من إثيوبيا سيبقون في البلاد، هذا ما قالته مصادر عليا في الحكومة.
مؤخراً انتشرت الحرب الأهلية بشكل كبير في جميع أجزاء الدولة. مصادر إسرائيلية، من بينهم وزراء، تطرقوا إلى الحاجة للقيام بعملية أخرى لتهجير ذوي الجذور اليهودية الذين يوجدون في إثيوبيا. مع ذلك، تعارض هيئة الأمن القومي هذه العملية. «أنا غير واثق من أن هناك حاجة إلى جلب من ينتظرون في الوقت الحالي وبشكل عام»، كتب في وثيقة هيئة الأمن القومي التي صدرت، أول من أمس. «جلب الآلاف إلى إسرائيل دون فحص يهوديتهم هو خطأ ديمغرافي غير مسبوق وزائد وخطير».
اختار تسيوم عدم الرد على كل هذه الأقوال.
عن «هآرتس»