عنصريو الضفة مكنوا حماس وأضعفوا فتح وخانوا الانتفاضة

thumbgen (13)
حجم الخط

بعد فشل الجميع في نقل شعبنا للأمام مضت سنوات وبساط الريح يتنقل في الخيال لانتفاضة وثورة كبرى على الاحتلال وإسقاط الحكام كان يحدونا الأمل في غد فلسطيني مشرق يتخلص من الاحتلال والحكام معا بعد أن طفح الكيل وزاد الحد ولكنهم خانوا الانتفاضة بكل معانيها حتى أصبحوا يؤلفون رواياتهم الساذجة بأنهم يقودونها ولا أدري أين ومتى يقودون انتفاضة القدس إلا في الخيال وتزييف الواقع ومحاولة الدفاع عن آخر حصونهم وسلطاتهم فهل كانت انتفاضة القدس ثورة على الجميع؟ نعم كانت بدايتها فأصبح عصريو الضفة أحد اللاعبين لبطحها فمشروعهم تقلص حد الهذيان وخيانتهم الأمانة لشعب أراد النهوض وشباب صرحوا مرارا بألا ينتسبوا لهم ولغيرهم فذهبوا فرادى ليلحق بهم شعبهم ولكن!!

عنصريو الضفة مكنوا حماس حين ذهبوا لبيت حماس تاركين إخوتهم قيادة غزة في ذاك الاشكال ليتصالح من ليس له دم مع أولياء الدم ومن سخريات القدر وبجاحة الوجوه السافرة أن عايروا المتروكين من إخوانهم حين حاولوا التنسيق قليلا مع حماس المسيطرة على القطاع لجلب المساعدات للشعب الرهينة المتروك لمصيره فأي منطق في الدنيا يعطيهم الاحترام.

وهم مكنوا حماس حين أعطوها كل ما تريد في اتفاقهم وحين أرادت حماس أكثر أوقفوا الانبطاح وخافوا على مستقبلهم فالرواتب لموظفيها تعني أن حماس أصبحت دولة داخل الدولة أو سلطة داخل السلطة ولفهمهم أن المصالحة تعني مكانتهم وليس مصالحة من أجل شعب ومعاناته تماما كما تفكر حماس بالسيطرة هم يفكرون بأنهم عائدون للسيطرة ولكنهم بخطواتهم المتسارعة خوفا من أن يكون دحلان قد سبقهم إلى حماس أخطأوا التقدير وبقي دحلان يعرف ويدرك أين يقف من حماس فباتوا هؤلاء العنصريون ألعوبة في يد حماس ولكن بعد أن كسروا حاجز نفسي كبير كان بين شعبهم وحماس وجلسوا مع قياداتها واعترفوا بحق ميليشياتها فمكنوهم وأراحوهم من كثير من القلق والنتيجة كانت ارتاحت حماس وبقي الشعب يعاني وهم يتخبطون ويزدادون عنصرية ضد غزة فهذا هو منطق الضعفاء العنصريون.

أداروا السياسة من زاويتها الضيقة لتصفية حسابات مع إخوة لهم بالاستقواء بوجود حماس في غزة ولكنهم فشلوا وزادوا الطين بلة.

مكنوا حماس حين خرج الشعب كله في ذكرى انطلاقة فتح فأفرغوا الموقف من محتواه الصمودي السابق ومن محتواه المطلوب دعمه في اللاحق وهربوا من مسئولية شد أزر الفتحاويين للنهوض فدمروا روحهم المعنوية التي نهضت بعد خمس سنوات من الانقلاب.

خربوا فتح في الوقت الذي كانت تستعيد عافيتها بعد سياسات الرئيس الفاشلة منذ اعتلى سدة الحكم ففي العام 2011 حين كانت حماس ترزح تحت وطأة الحكم واحتياجات السكان واقتربوا من الندم على انقلابهم بسبب المسئوليات الجسام عن شعب واحتياجاته فأنقذهم عباس بشق فتح وفصل قائد كبير مثل دحلان وإخوانه وطاردوهم في الرواتب والمحاكم وكأنهم كانوا يريدون اخراج حماس من مأزقها.

خربوا فتح لأنهم بدؤوا التلاعب في التنظيم والمناطق وتأخير الانتخابات وكل يوم يرسلوا قائد جديد لغزة حتى مزقوها شر ممزق.

خربوا فتح بعنصريتهم حين ميزوا بين فتحاويي غزة والضفة وكيف لاحقوا الفتحاوين الغزاويين في الضفة وراقبوهم أمنيا ورصدوا تحركاتهم وأهملوا مصالحهم حتى أصبح الغزاوي في الضفة مطلي به القار أجرب فكتموا أنفاسهم بمساعدة بعض إخوانهم للأسف لردعهم .

.خربوا فتح بأن جعلوا الولاء للرئيس هو معيار الرضى في حركة تحرر لشعب ولوطن تحت الاحتلال بكذبة ساذجة اسمها الشرعية فأي شرعية التي تقطع رواتب الناس فأصبحت الشرعية في فتح هي الراتب وفقد الفتحاويون انتماءهم لقضية حرية الرأي وباتوا في ظلامية أكبر من ظلامية الارهاب وكأنهم يعملون فى شركة الرئيس وأعوانه.

خربوا فتح بأن رسخوا في أذهانهم أن فتح هي الرئيس والرئيس هو فتح فنقلوهم للصراع خارج دائرة التنافس الوطني والتنافس مع الاحزاب الاخرى وخاصة حماس واستسهل الفتحاويون اللعبة فمن لا يريد الاعلان عن حرية رأيه ذهب للراتب ومن احترم رأيه جاهر بحرية رأيه ولو كان ثمنها الراتب.

خربوا فتح بأن أضعفوا موقف الفتحاويين وكأنهم يتحملون وزر تلاعب الرئيس وبعض من لجنتهم المركزية في صرح عظيم مثل المجلس الوطني وسرقة القرار والنهج الديمقراطي بمحاولة التحايل على القانون وفشلت عملية التحايل على القانون وعادوا عن استقالاتهم في اللجنة التنفيذية التي أخذوا فيجريرتهم إليها بعض الفصائل الضعيفة في غفلة أو لمصلحة تواجدهم فكادت أن تصبح فضيحة القرن الواحد والعشرين بسرقة القرار بسرقة اللجنة التنفيذية.

خربوا فتح بإداراتهم السيئة مع الجيران العرب فأصبح الفتحاوي يعاني من تخبط سياساتهم مع الجيران.

خربوا فتح بمنع توظيف عناصر التنظيم من الشباب والخريجين لأنهم منعوا الوظائف طوال ثماني سنوات عن قطاع غزة في الوقت الذي تزداد عضوية حماس والجهاد الاسلامي وحصول أعضائهما على وظائف.

ثم خانوا الانتفاضة وكل من وقف محايدا أو تلاعب أو تآمر على انتفاضة القدس فهو خانها وكل من حاول أن يقدم مصالح الفصيل أو التمسك بالسلطة والحكم على مصالح انتفاضة الشعب التي بدأت بشباب القدس فهو قد خان الانتفاضة وكل من أحبط الجمهور الفلسطيني التواق للثورة على الاحتلال والحكام خان الانتفاضة فالشعب وصل لنتيجة أن الحل هو الثورة على الاحتلال واسقاط الحكام وتصدى هؤلاء المتأخرين عن وعي الشعب للانتفاضة إما مباشرة أو بإلهاء الناس عنها أولا بإشغالهم بماهية الانتفاضة ان كانت هبة أو انتفاضة إلخ.. وثانيا بالخطأ الجسيم الذي سارعت به الفصائل بالقول ان أرض المعركة هي الضفة وغزة هي مساندة وهذا لم يحدث عبر التاريخ بل كانت خيانة ومؤامرة على الانتفاضة وكان أخطر القضايا التي فردوا لها الاعلام وبعض كتاب السلطان والطوابير الخامسة من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وما بينهما من مثقفين نص كم وتجار المصالح والإعلاميين المأجورين والصحفيين المبيوعين ليناقشوا صحة إن كانت خسائر شعبنا الكبيرة مقابل الفعل الصغير للانتفاضة فمن أفهم هؤلاء أن الفعل صغير ومن أفهمهم أن الشعوب الثائرة ذاهبة إلى النصر بضربة واحدة ومن هذا الذي فكر ووزع عليهم بأن الانتفاضة لا تؤدي إلى النصر ومتى كنا سابقا وأي ثورة كانت ضامنة للنصر قبل تحركها فالثورة والثوار يملكون الارادة والثورة والثوار لم يكونوا بهذه العقليات الخربة الجاهلة بالعمل الثوري وإرادة الشعوب وإلا لكان كل عمل التنظيمات والأحزاب سابقا هو سذاجة وإدانة لهم بأنهم لم يحرزوا النصر وكانت خسائرنا كبيرة فليس هكذا تتحرر الشعوب أو يفكر الثوار في مواجهة المحتلين.

الواقع يقول غير ذلك فعملية التحرر والخلاص من الاحتلال هي عملية تراكمية وليست مدعاتها تكبير هذا الفصيل أو ذاك أو بقاؤه في السلطة من عدمه .. هذه الافكار الغريبة عن الثورة والثوار ولا يجوز التمسك بها والبناء عليه فنحن لسنا في سوق التجارة وعقلية الربح والخسارة إلا إذا تحولنا من ثوار على المحتل لتجار نجري وراء الربح وإذا كنا كذلك فلا لوم على التجار المتعاملين مع الشياطين من أجل الربح المادي .. ما جرى حتى الآن هو من نوع الخيانة للوطن والقضية فلا يعقل أن يقف فلسطيني أي فلسطيني محايدا أو متاجرا أو ضد من يجود بروحه للخلاص من الاحتلال وإلا سنصبح زنادقة الكون.