«حماس» تُعدّ «مفاجآت» قبيل جولة القتال المقبلة

50DFFC1C-3B3B-4FAB-B62B-7D70FFB3B06E-e1602167281427.jpeg
حجم الخط

بقلم: يوني بن مناحيم

 


مر نصف عام على انتهاء عملية "حارس الأسوار"، واستخلصت حركة "حماس" الدروس، وتستعد لجولة القتال المقبلة مع إسرائيل. في هذه الأثناء يسود قطاع غزة هدوء نسبي، وبالاستناد إلى مصادر في "حماس"، تنتظر الحركة نتائج الاجتماع المرتقب في القدس بين رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل، ورئيس الحكومة نفتالي بينت، ومن المتوقع أن يحسم هذا الاجتماع إلى أين ستتوجه الأمور في قطاع غزة في الأشهر المقبلة.
وقام وفد أمني، برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي إيل حولتا، قبل أيام، بزيارة القاهرة، حيث التقى رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل، وكان الهدف من اللقاء الإعداد للاجتماع الذي سيُعقد بين رئيس الحكومة نفتالي بينت، وبين الجنرال المصري. وشارك في الاجتماع رئيس "الشاباك" الجديد رونين بار، الذي يلتقي الجنرال المصري للمرة الأولى.
بالاستناد إلى مصادر مصرية، أعدّت الاستخبارات المصرية خطة شاملة للتوصل إلى تهدئة بعيدة الأمد تشمل 4 ملفات أساسية، ثلاثة منها تتعلق بتحسين الوضع الاقتصادي ومستوى الحياة في قطاع غزة، والرابع ملف صفقة تبادُل الأسرى بين إسرائيل و"حماس".
الخطة المصرية مقبولة مبدئياً من طرف "حماس" وسائر الفصائل الفلسطينية، وهي تنتظر رد إسرائيل، مع ذلك يتحفظون في "حماس" على الفكرة المصرية المتعلقة بتهدئة بعيدة المدى مع إسرائيل، فهم يعتبرون أنفسهم حركة "مقاومة"، ويوافقون على تهدئة بضعة أشهر فقط.
بحسب مصادر أمنية في إسرائيل، من الأفضل خفض التوقعات من الخطة المصرية، فالفجوات بين موقف إسرائيل وموقف "حماس" في موضوع صفقة تبادُل الأسرى كبيرة جداً، وليس من المتوقع حدوث اختراق. في "حماس" يعلمون هذا جيداً، لذلك هم يستعدون لجولة القتال المقبلة مع إسرائيل، وهم الآن في ذروة إعادة بناء شبكة الأنفاق (المترو) ومنظومة إنتاج الصواريخ.
في الأشهر الأخيرة تراجعت إسرائيل ووافقت على دخول مواد البناء إلى قطاع غزة (إسمنت وحديد) لبناء المساكن التي تضررت في الحرب الأخيرة. وبالاستناد إلى مصادر في القطاع، حصلت "حماس" على جزء من هذه المواد من أجل بناء شبكة الأنفاق التي تضررت.
الذراع العسكرية في "حماس" أجرت في الأسابيع الأخيرة سلسلة تجارب مكثفة لمسيّرات وصواريخ فوق البحر، وفي الأسبوع الماضي اعترضت منظومة "القبة الحديدية" مسيّرة تابعة لـ"حماس" كانت تقوم بتحليق تجريبي فوق البحر.
أسبوعياً، تُجري الذراع العسكرية في "حماس" تجارب على مسيّرات وصواريخ جديدة جرى تطويرها بصورة مستقلة بعد استخلاص دروس مباشرة من عملية "حارس الأسوار"، وتُطلَق الصواريخ التجريبية تجاه البحر. تتابع الاستخبارات الإسرائيلية عن كثب هذه التجارب لمعرفة التجديدات الأخيرة التي أُدخلت على الصواريخ، وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، تعمل "حماس" على زيادة مدى هذه الصواريخ وتحسين دقتها وزيادة المواد الناسفة التي تحملها رؤوسها. تجدر الإشارة إلى أن "حماس" أطلقت خلال العملية الأخيرة مئات الصواريخ على "غوش دان".
في الجيش الإسرائيلي يشعرون بالقلق حيال هذه التطورات، إذ تقوم إيران بتزويد "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بالمسيّرات، وتحاول وحدة التطوير في "حماس" إدخال تحسينات عليها وجعلها ملائمة للخطة العملانية للحركة.
الذراع العسكرية في "حماس" لا تحاول إخفاء تجاربها على المسيّرات والصواريخ الجديدة، وفي الجيش الإسرائيلي يشكّون في أن ما يجري هو جزء من خطة تضليل تقوم بها "حماس" لتضليل إسرائيل والقيام في هذه الأثناء بحفر الأنفاق تحت العائق الجديد الذي بناه الجيش الإسرائيلي حول قطاع غزة بطول 80 كيلومتراً، وإعادة بناء عمل الكوماندوز البحري للحركة الذي تضرر بقوة في عملية "حارس الأسوار".
التسلل إلى إسرائيل عبر البحر، ومهاجمة منصات الغاز في قلب البحر، وخطف مواطنين وجنود إسرائيليين، هي جزء من "المفاجآت" التي تعدّها الذراع العسكرية في "حماس" في جولة القتال المقبلة في مواجهة إسرائيل.

عن موقع "مركز القدس للشؤون العامة والسياسة"
«حماس» تُعدّ «مفاجآت» قبيل جولة القتال المقبلة

بقلم: يوني بن مناحيم

مر نصف عام على انتهاء عملية "حارس الأسوار"، واستخلصت حركة "حماس" الدروس، وتستعد لجولة القتال المقبلة مع إسرائيل. في هذه الأثناء يسود قطاع غزة هدوء نسبي، وبالاستناد إلى مصادر في "حماس"، تنتظر الحركة نتائج الاجتماع المرتقب في القدس بين رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل، ورئيس الحكومة نفتالي بينت، ومن المتوقع أن يحسم هذا الاجتماع إلى أين ستتوجه الأمور في قطاع غزة في الأشهر المقبلة.
وقام وفد أمني، برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي إيل حولتا، قبل أيام، بزيارة القاهرة، حيث التقى رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل، وكان الهدف من اللقاء الإعداد للاجتماع الذي سيُعقد بين رئيس الحكومة نفتالي بينت، وبين الجنرال المصري. وشارك في الاجتماع رئيس "الشاباك" الجديد رونين بار، الذي يلتقي الجنرال المصري للمرة الأولى.
بالاستناد إلى مصادر مصرية، أعدّت الاستخبارات المصرية خطة شاملة للتوصل إلى تهدئة بعيدة الأمد تشمل 4 ملفات أساسية، ثلاثة منها تتعلق بتحسين الوضع الاقتصادي ومستوى الحياة في قطاع غزة، والرابع ملف صفقة تبادُل الأسرى بين إسرائيل و"حماس".
الخطة المصرية مقبولة مبدئياً من طرف "حماس" وسائر الفصائل الفلسطينية، وهي تنتظر رد إسرائيل، مع ذلك يتحفظون في "حماس" على الفكرة المصرية المتعلقة بتهدئة بعيدة المدى مع إسرائيل، فهم يعتبرون أنفسهم حركة "مقاومة"، ويوافقون على تهدئة بضعة أشهر فقط.
بحسب مصادر أمنية في إسرائيل، من الأفضل خفض التوقعات من الخطة المصرية، فالفجوات بين موقف إسرائيل وموقف "حماس" في موضوع صفقة تبادُل الأسرى كبيرة جداً، وليس من المتوقع حدوث اختراق. في "حماس" يعلمون هذا جيداً، لذلك هم يستعدون لجولة القتال المقبلة مع إسرائيل، وهم الآن في ذروة إعادة بناء شبكة الأنفاق (المترو) ومنظومة إنتاج الصواريخ.
في الأشهر الأخيرة تراجعت إسرائيل ووافقت على دخول مواد البناء إلى قطاع غزة (إسمنت وحديد) لبناء المساكن التي تضررت في الحرب الأخيرة. وبالاستناد إلى مصادر في القطاع، حصلت "حماس" على جزء من هذه المواد من أجل بناء شبكة الأنفاق التي تضررت.
الذراع العسكرية في "حماس" أجرت في الأسابيع الأخيرة سلسلة تجارب مكثفة لمسيّرات وصواريخ فوق البحر، وفي الأسبوع الماضي اعترضت منظومة "القبة الحديدية" مسيّرة تابعة لـ"حماس" كانت تقوم بتحليق تجريبي فوق البحر.
أسبوعياً، تُجري الذراع العسكرية في "حماس" تجارب على مسيّرات وصواريخ جديدة جرى تطويرها بصورة مستقلة بعد استخلاص دروس مباشرة من عملية "حارس الأسوار"، وتُطلَق الصواريخ التجريبية تجاه البحر. تتابع الاستخبارات الإسرائيلية عن كثب هذه التجارب لمعرفة التجديدات الأخيرة التي أُدخلت على الصواريخ، وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، تعمل "حماس" على زيادة مدى هذه الصواريخ وتحسين دقتها وزيادة المواد الناسفة التي تحملها رؤوسها. تجدر الإشارة إلى أن "حماس" أطلقت خلال العملية الأخيرة مئات الصواريخ على "غوش دان".
في الجيش الإسرائيلي يشعرون بالقلق حيال هذه التطورات، إذ تقوم إيران بتزويد "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بالمسيّرات، وتحاول وحدة التطوير في "حماس" إدخال تحسينات عليها وجعلها ملائمة للخطة العملانية للحركة.
الذراع العسكرية في "حماس" لا تحاول إخفاء تجاربها على المسيّرات والصواريخ الجديدة، وفي الجيش الإسرائيلي يشكّون في أن ما يجري هو جزء من خطة تضليل تقوم بها "حماس" لتضليل إسرائيل والقيام في هذه الأثناء بحفر الأنفاق تحت العائق الجديد الذي بناه الجيش الإسرائيلي حول قطاع غزة بطول 80 كيلومتراً، وإعادة بناء عمل الكوماندوز البحري للحركة الذي تضرر بقوة في عملية "حارس الأسوار".
التسلل إلى إسرائيل عبر البحر، ومهاجمة منصات الغاز في قلب البحر، وخطف مواطنين وجنود إسرائيليين، هي جزء من "المفاجآت" التي تعدّها الذراع العسكرية في "حماس" في جولة القتال المقبلة في مواجهة إسرائيل.

عن موقع "مركز القدس للشؤون العامة والسياسة"