أحياناً يكون الحس الفضولي عند بعض النساء داء لا يمكن مقاومته، لاسيما إذا تعلق الأمر بأزواجهن، ويقود الفضول بعضهن دوماً للتلصص على هواتف الأزواج ومحاولة دخول حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي لمراقبتهم عن كثب من الداخل، كما أنهن لا يكتفين بمراقبة الواقع والحاضر، بل يسعين للنبش في الماضي ومعرفة أسراره ومطالعة الرسائل القديمة بمختلف السبل، فهل كل النساء يؤيدن هذا الفكر؟ وما رأي الشرع فيه؟
للإجابة على ذلك تابعي معنا السطور التالية:
بداية تقول فهيمة عبدالله "ربة منزل": "أتمنى أن أتمكن من الكشف عن حساب زوجي على "الفيس بوك" وقراءة جميع الرسائل القديمة؛ لأن ذلك سيتيح لي فرصة ذهبية للتعرف على أسراره التي لم أستطع معرفتها بوسائلي التقليدية، وسيعرفني بالماضي والحاضر معاً، ويجعلني أتبين من كل شكوكي".
وتقول لمياء مريشد "موظفة: "هذه الطرق التي قد تتبعها بعض الزوجات غير عقلانية، فلو فرضنا أن المرأة تولّد لديها حب الفضول لمعرفة أسرار زوجها فلماذا لا تلجأ للطرق العقلانية كمصارحته ومحاورته بدلاً من هذه الطرق التي تمثل اتهاماً للزوج، وتدل على انعدام الثقة والتفاهم بين الطرفين".
الرأي الشرعي: لا يجوز التلصص بين الأزواج
يقول الشيخ محمد الدريعي "أستاذ الشريعة في جامعة الملك سعود" تعليقاً على فكرة التجسس واستخدام الحيل لاختراق برامج التواصل وفضيحة صاحبها: "الأصل في ديننا الإسلامي هو الستر، خاصة على أهل المعاصي والذنوب، كما أنه لا يجوز شرعاً استجواب العاصي عن معاصيه وذنوبه بغرض فضحه وإفشاء أسراره، فرسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة"، والسيرة خير دليل على مبدأ الستر في ديننا الحنيف، فالصحابي ماعز -رضي الله عنه-عندما زنى وأتى الرسول -صلى الله عليه- قائلاً: "طهرني يا رسول الله"، لم يرد الرسول- صلى الله عليه وسلم- فضيحته وانصرف عن التشهير به قائلاً: "لعلك قبّلت ...لعلك كذا .."، ففكرة التلصص والتجسس غير جائزة وهي ضد الستر الذي أمر الله به"