استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم السبت، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، نائب رئيس الوزراء الأردني، وزير الخارجية أيمن الصفدي، والوفد المرافق له.
وقال وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، في مؤتمر صحفي مشترك مع الصفدي عقب اللقاء: "استقبلنا اليوم، نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية ممثلًا عن الملك عبد الله الثاني، لاستكمال المشاورات والتنسيق المعمق مابين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة فلسطين".
وأضاف: "نحن سعداء بهذه الزيارة، واللقاء الذي جرى اليوم مع الرئيس محمود عباس كان لقاء معمقاً، تمت فيه مناقشة كل القضايا المرتبطة بالقضية الفلسطينية".
وتابع: "نشكر جلالة الملك والأردن على الدور المميز والرائد في دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الإقليمية والدولية كافة".
وأشار إلى أن لقاء اليوم كان استمراراً للنقاش الدائم بين الرئيس والملك عبد الله الثاني، والقيادتين الفلسطينية والاردنية على المستويات كافة، وجرى فيه طرح الكثير من القضايا والتفاصيل، وحاولنا وضع رؤية واضحة للعمل المشترك خلال الفترة المقبلة لمواجهة التحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية.
من جانبه، أوضح الصفدي، أنّه جاء بتكليف من الملك عبد الله الثاني، لنقل رسالة إلى الرئيس محمود عباس، ترتبط بجهود المملكة المستمرة لتنسيق تحركاتنا من أجل إسناد الشعب الفلسطيني الشقيق وضمان إيجاد الأفق السياسي الحقيقي، الذي يأخذنا للسلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين، الذي يجسد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران عام 67، سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام.
وذكر أنّ الوضع الراهن لا يمكن لأن يستمر، هناك استحالة لبقاء الأمور في حالة الجمود التي هي عليه الآن، التحديات تتفاقم ولا بد من تحرك دولي حقيقي يأخذنا باتجاه انخراط فاعل للبحث عن حل للقضية الفلسطينية التي كانت وستبقى المركزية الأولى بالنسبة للأردن.
وقال الصفدي: "تحدثنا اليوم حول ثلاث قضايا، الأولى: الاستمرار وتنسيق الجهود لضمان إيجاد الدعم الاقتصادي اللازم حتى تستطيع السلطة الوطنية الفلسطينية تقديم ما تستطيعه للشعب الفلسطيني، خاصة أنّ هناك ضغوطاً اقتصادية كبيرة لا بد من إزالتها لتمكينها من القيام بدورها وفتح الآفاق الاقتصادية أمام الشعب الفلسطيني الشقيق".
وأشار إلى أن القضية الثانية التي تناولها اللقاء، الحفاظ على التهدئة، وكيف نحافظ عليها، عبر الانخراط مع جميع الأطراف الفاعلة، انطلاقا من أن الحفاظ عليها يتطلب عدم القيام بأي إجراءات لا شرعية تقوض فرص تحقيق السلام على أساس حل الدولتين واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأقصى، وهو ما يشكل أولوية للملك والأردن انطلاقاً من الوصاية الهاشمية.
أما القضية الثالثة، قال الصفدي، فهي إيجاد الأفق السياسي الحقيقي انطلاقا من استحالة استمرار الوضع الراهن وبالتالي كيف نعمل معاً من أجل تحقيق الزخم الإقليمي والدولي للعودة لجهد حقيقي يتيح التقدم باتجاه حل الدولتين.
واردف: إنّنا "متفقون ونعمل بتنسيق كامل يومي ومستمر، ورسالتنا للعالم أنه لا يمكن القفز فوق القضية الفلسطينية ولا يمكن تحقيق السلام العادل والشامل الا من خلال حل اساس الصراع في المنطقة وهو القضية الفلسطينية، هذه الأسس التي تلبي الحقوق للشعب الفلسطيني الشقيق وفي المقدمة حقه في الدولة المستقلة على كامل ترابه الوطني".
وحول دعم الأونروا، لفت الوزير الصفدي، إلى أنّ "المملكة نظمت بالتعاون مع مملكة السويد، مؤتمراً دولياً لحشد الدعم للأونروا، بهدف التأكيد على أنه يجب الاستمرار بتقديم الدعم اللازم لها حتى تستطيع تأدية خدماتها للاجئين وفق تكليفها الأممي، وهذا يشكل أولوية مشتركة لنا، خاصة أن الوكالة تعاني من عدم توفر الأموال اللازمة للقيام بدورها".
وتناول اللقاء أيضًا، قضية الشيخ جراح، وقال: "هذا موضوع أساسي بالنسبة للأردن، من الناحية القانونية قدمنا كل ما لدينا من أوراق ووثائق تثبت حق أهالي الشيخ جراح في بيوتهم، ومن الناحية السياسية تقوم المملكة بكل ما تستطيع من جهد لمنع تهجير أهالي الشيخ جراح من بيوتهم، لأن تهجيرهم جريمة حرب وفق القانون الدولي لا يمكن ان نقبل بها جميعاً".
وأكد الاستمرار بالعمل والتنسيق المشترك مع الاشقاء في جمهورية مصر العربية والشركاء في المجتمع الدولي من أجل إنهاء حالة الجمود الموجود حالياً وإيجاد افق حقيقي يأخذنا باتجاه السلام العادل والشامل، الذي يشكل خياراً استراتيجياً للجميع.
وأشار إلى أنّ اللقاء كان موسعاً ومعمقاً وكان هناك حديث عن خطوات مشتركة سنقوم بها من أجل إيجاد البيئة الإقليمية والدولية اللازمة لتحقيق الانفراج، الذي لا بد من تحقيقه للحيلولة دون تفجر الأوضاع بشكل لن تحمد عقباه، ولن تكون إلا عامل عدم استقرار في المنطقة برمتها.
وشكر الصفدي، الرئيس عباس، على الاستقبال والحوار المعمق، وقال: "اعتز أن نكون في دولة فلسطين وهي رسالة أخرى بأننا دائما إلى جانب أشقائنا في فلسطين وأنّ الأردن سيكون السند والأقرب إلى الشعب الفلسطيني".
وحضر اللقاء: عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج.