بشكلٍ مفاجئ، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين، يوم أمس، عن نقل عميد الأسرى الفلسطينيين، الأسير فؤاد الشوبكي "82 عاماً"، المعتقل مُنذ 2006، إلى مُستشفى سوروكا الاحتلالي، وذلك بعد أنّ حكمت عليه المحكمة العسكرية "الإسرائيلية" بالسجن لمدة 20عاماً، بعدما اتهامه بالوقوف وراء عملية سفينة " كارين A" التي خطفتها "إسرائيل" من البحر الأحمر في الثالث من يناير 2002م.
وأوضحت الهيئة، أنَّ طاقماً من المحامين يُتابع حالة الأسير الشوبكي ووضعه الصحي، مع العلم أنّه يُعاني من عدة أمراض مزمنة، منها الضغط والسكري وأمراض في القلب.
حازم نجل الأسير فؤاد الشوبكي، أكّد لـ"وكالة خبر"، على أنَّ هيئة شؤون الأسرى أبلغت العائلة بالأمس، نبأ نقله لمستشفى سوروكا دون إبداء الأسباب؛ لكنّه أوضح أنّه تم إبلاغهم اليوم باستقرار وضعه الصحي.
وكشف أنَّ سبب نقله لسوروكا؛ جاء نتيجة شكوك بإصابته بسرطان في المعدة؛ خاصةً أنَّ كل الأعراض كانت تؤكد وجود شيء ما بالمعدة، كما بيّنت عيادة سجن النقب وجود سرطان في المعدة، ما استدعى نقله لسوروكا؛ لكن التحاليل كشفت خلوه من السرطان.
وأوضح نجل عميد الأسرى، أنَّ آخر زيارة للأسير كانت قبل ستة أشهر، الأمر الذي يزيد من قلق العائلة على وضعه الصحي في ظل عدم وجود رعاية طبية للأسرى داخل سجون الاحتلال واستمرار سياسية الإهمال الطبي.
ودعا الشوبكي، إلى ضرورة التحرك العاجل للإفراج عن والده الذي تجاوز 82 عامًا، الأمر الذي يُخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية.
من جهته، عبّر مدير العلاقات العامة والإعلام في جمعية حسام للأسرى والمحررين، موفق حميد، عن قلقه من وضع عميد الأسرى الصحي، في ظل كتمان مصلحة السجون أيّ معلومات عن حالته، ومعاناته من أمراض مزمنة كالضغط والسكري والقلب.
وأشار حميد، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، إلى المعاملة غير الإنسانية وسياسية الإهمال الطبي التي تتبعها مصلحة السجون مع الأسرى، عبر نقلهم بما وصفها "شاحنة البوسطة"، مُؤكّداً على أنَّ كل دول العالم تنقل الأسرى من مكان لآخر بشكلٍ لائق، إلا دولة الاحتلال تتعامل معهم عبر البوسطة وبشكل غير إنساني.
وأضاف: "الأسير الشوبكي، كان بمثابة وزير المالية في السلطة الفلسطينية، ويُعتبر من أهم المفاصل الوطنية بها، ومن أجل ذلك لابد أنّ تقوم السلطة بعمل اللازم تجاهه والوقوف معه، ومطالبة المجتمع الدولي ومُؤسسات حقوق الإنسان بالضغط على الاحتلال من أجل الإفراج عنه؛ خاصة أنَّ عمره تجاوز الـ82 عامًا".
وحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، يقبع في السجون الإسرائيلية حوالى 7400 أسير يتوزعون على 22 سجناً ومركز تحقيق إسرائيلي، منهم 543 أسيراً محكوماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة على الأقل من بينهم 104 أسرى معتقلين بشكل متواصل لأكثر من 20 عاماً، وهناك 550 أسيراً مريضاً، و530 معتقلاً إدارياً (بلا تهمة، يتجدد الاعتقال كل 6 شهور)، و38 أسيرة و180 طفلاً قاصراً دون الـ18″،
وهناك 227 شهيد من الحركة الأسيرة، من بينهم 72 سقطوا بسبب سياسة الإهمال الطبي، ولا تزال جثامين 8 منهم محتجزة، أقدمها يعود للأسير أنيس دولة من مدينة قلقيلية في الضفة الغربية منذ عام 1980.
كما أنَّ 253 شخصاً سقطوا بنيران إسرائيلية، ما زالت جثامينهم محتجزة في ما يُسمى بمقابر الأرقام، وما زال هناك 90 جثماناً محتجزاً منذ عام 2016، بعد انتفاضة الأفراد عام 2015، وذلك بقرار سياسي من الحكومة الإسرائيلية.
وتقول الأرقام إنَّ حوالى مليون فلسطيني، خاضوا تجربة الاعتقال، في جميع الأراضي الفلسطينية، منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948.