كنا عدة صحافيين حول طاولة في منتدى سبان قبل اسبوع. استمعنا لاقوال وزير الدفاع، حيث بدأ نقاش بالهمس: هل يعرف أن حديثه مسجل؟ لا أعتقد، لم يكن ليتحدث بشكل علني، يجب ارسال رسالة الى عوفر، المتحدث بلسانه. هل جُننت؟ انظر الى العناوين التي يُقدمها.
حينما انتهى يعلون من الحديث كنا على ثقة أن هزة ارضية ستحدث في توقيت سياسي حساس، حيث يهاجم الجمهوريون باراك اوباما متهمين إياه بأنه لا يعرف العالم الذي يعيش فيه، يأتي وزير الدفاع الاسرائيلي ويتحدث عن غياب القيادة الأميركية في الصراع ضد «داعش».
ليس من المعقول أنه يريد نشر هذا. اخطأنا. كان الامر بمثابة نصف عنوان فقط. يصل وزير دفاع دولة تستجدي من اجل الحصول على المزيد من الاموال من الولايات المتحدة، وينتقد الرئيس الأميركي في بيته، وبعد ايام قليلة من العملية في كاليفورنيا. هذا طبيعي بين قوة عظمى وبين حليفتها في الشرق الاوسط، والامر ليس بالجديد.
الوسيط الأبدي، دنيس روس كتب، في مذكراته عن اجتماع طاقم السلام برئاسته من اجل بلورة اقتراح الوساطة الأميركي بين اسرائيل والفلسطينيين. جميع اعضاء الطاقم، قال روس، اعتقدوا أنه يجب تقديم اقتراح جغرافي قائم على أساس حصول الفلسطينيين على اراضٍ تساوي في حجمها الاراضي التي تم احتلالها في العام 1967 مئة بالمئة.
جميعهم اعتقدوا ذلك. لكن الاقتراح الذي تم تقديمه كان مختلفا، ومنحت اسرائيل 3 بالمئة اضافية من اراضي الضفة الغربية. ذات مرة سألت روس لماذا؟ فأجاب بأن طاقم السلام لم يتصرف بشكل ديمقراطي، وهو كرئيس للطاقم لم يكن يعتقد أن مكانة الفلسطينيين مثل مكانة المصريين الذين حصلوا على 100 بالمئة من اراضيهم أو السوريين الذين اقترحت عليهم 100 بالمئة.
اضافة الى ذلك فان الرئيس بيل كلينتون لم يكن ليقبل ذلك أبدا. قال روس. صائب عريقات قال لي ذات مرة، لم يكن بيننا وبينكم اتفاق أبدا، كان الوسيط الأميركي يقدم الاقتراحات التي تناسب رئيس الحكومة الاسرائيلي. وهو على حق. اهارون ميلر، من طاقم السلام الأميركي، تحدث ذات مرة عن كيفية تحول الوساطة الأميركية الى أحادية الجانب.
قال ميلر: كنت هناك حينما تبدلت السلطة بين جورج بوش الأب والرئيس كلينتون، والازمة الكبيرة التي حدثت بين الادارة الأميركية وبين حكومة شامير حول الضمانات، حيث أخذت الادارة الأميركية على عاتقها عدم تكرار تلك الازمة وعدم التصادم مع اسرائيل.
يصل وزير الخارجية الأميركي الى بنيامين نتنياهو ويسمع منه كلمة «لا»، فيذهب الى أبو مازن وهو منكسر ليبشره أنه لم ينجح في الحصول على أي شيء من نتنياهو. استمعت الى جون كيري في منتدى سبان، وهو لم يتصنع، انه حقيقة متفطر القلب وقلق.
كان الانطباع هو أن اسرائيل تتدحرج بالفعل نحو حل السلطة الفلسطينية، انتفاضة ودولة ثنائية القومية. وقد قال في لحظة ما: «تذكروا ما قلته لكم»، حيث كانت ملامح وجهه متكدرة. في اليوم التالي وصلت هيلاري كلينتون الى منتدى سبان، وهي المرشحة الأقوى للحلول مكان اوباما. أراهن على أنها تفكر مثل جون كيري، لكنها تتحدث مثل كحلون، حيث يتم تشبيه العلاقة بين اسرائيل والولايات المتحدة مثل العلاقة داخل العائلة، وبدل أن يهب الأب لمساعدة ابنه وهو يرى أنه سيصطدم بالجدار، فانه يهمس له بأن يحذر.
عن «هآرتس»