الوطن بحاجة للجميع ..!

thumb (7).jpg
حجم الخط

بقلم د. ابراهيم ابراش 

 

الظواهر الطبيعة متباينة ولكنها قائمة على التكامل ما بين: الليل والنهار، فصول السنة الأربعة، الحرارة والبرودة، اليابسة والبحار، السهول والجبال، الخ  كما خلق الله الناس قبائل وشعوب وطبقات وميز بينهم في مصادر رزقهم ، و قدرات البشر الجسدية والعقلية متباينة ولا يمكن لكل البشر أن يكونوا متساوين في كل شيء وإلا لخلقهم الله متساويين، أيضاً في مجال تقسيم العمل فهناك الطبيب والمهندس والمعلم والمزارع والتاجر والمناضل والجندي الخ، ولا يمكن لجميع البشر أن يمتهنوا حرفة واحدة.  

هذا التباين ضروري لقيام الاجتماع البشري، فشعور كل إنسان بنقص عنده يدفعه لتعويضه من عند الآخرين فيتحقق بذلك الاجتماع البشري وتقوم المجتمعات، وما كانت تستقيم وتستمر الحياة على الأرض لولا هذا التنوع والتباين مع التكامل لتصبح الحياة لوحة من الفسيفساء المتناسقة والمتناغمة متعددة الألوان والإيحاءات.

نفس الأمر على مستوى النظام أو النسق السياسي الدولي والمحلي، فالنظام الدولي مجموعة دول تختلف في أنظمتها السياسية وأيديولوجيتها ومستواها الاقتصادي ولغاتها وثقافتها كما تتضارب مصالحها، إلا أنها مضطرة  إلى التعايش والبحث عن المصلحة المشتركة وضمان حالة السلام العالمي. والنظام السياسي الداخلي أيضا نسق أو منظومة يقوم الفاعلون فيه بأدوار لحفظ التوازن والاستقرار من خلال قيام كل طرف أو فاعل بوظيفته دون التعدي على أدوار الآخرين.

لو تفهم الفاعلون السياسيون في النظام السياسي الفلسطيني: أحزاب وأيديولوجيات ومؤسسات وسلطات وأفراد، أن الاختلاف والتباين ظاهرة سياسية صحية بشرط أن يحترم بعضهم بعضا ويقدر كل طرف دور ووظيفة الأطراف الآخرين ولا يحاول إقصائهم والحلول محلهم واستوعبوا قاعدة (الاختلاف في إطار الوحدة) لو أدركوا وتفهموا هذا القانون الطبيعي والبشري ما وصل حالنا إلى ما نحن عليه.