هآرتس – استمروا في تعقبنا كي نشعر بما يشعر به الفلسطينيون

0A4A0983-323E-4040-98A0-60987A26316C-e1608481804606.jpeg
حجم الخط

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي 

 

” عندما يتعلق الامر بالاسرائيليين اليهود فان الديمقراطيين الاسرائيليين يثورون. ولكن اذا أضر ذلك بملايين الفلسطينيين فان كل ما يستخدم ضدهم يعتبر ضرورة امنية ولا يقض مضاجع رئيسة المحكمة العليا “.

الديمقراطيون الاسرائيليون هائجون: الشباك يتعقبنا مرة اخرى. رئيسة المحكمة العليا، استر حيوت، قالت إن استخدام تعقبات الشباك لغرض مكافحة الكورونا “يوجد فيه ما من شأنه أن يلقي الرعب ويذهب النوم”؛ القاضي اسحق عميت تحدث عن “مركب حامضي يمكنه أن يلتهم الدفاعات الحديدية لأي ديمقراطية”؛ وزير الصحة، نيتسان هوروفيتس، قال قبل أن يتسلم منصبه بأن “هذه امور يفعلونها في دول ديكتاتورية”. كم هو جميل أنه يوجد عندنا حراس العتبة هؤلاء. فبدونهم ما كانت ستكون لدينا ديمقراطية. لذلك، من المحظور القيام بخطوة تذهب النوم من عيون حيوت الحساسة، بالاساس بعد أن لم يذهب النوم من عيونها.

الشباك ايضا لا يريد التعقب. فهو يفضل أن تفعل ذلك “جهة مدنية” حتى لا يضر هذا الامر بالثقة الكبيرة به. سمعته الجيدة التي وصلت بعيدا تصدعت. نحو 40 في المئة من الذين ارسلهم الى الحجر في الموجة السابقة تم ارسالهم بالخطأ. البروفيسور مردخاي كرمنتسر قام باجراء حساب ووجد أن 400 ألف شخص تم ارسالهم الى 1.5 مليون يوم حجر بدون أي مبرر. 

مرة اخرى كالعادة تغطية العيون والرؤية الانتقائية. نحو 5 ملايين شخص يعيشون منذ اكثر من خمسين سنة تحت النظام الشمولي لنفس هذا الشباك، الذي يخاف الآن على سمعته. وسائل التعقب التي تتبع ضدهم هي اكثر خطورة واختراق بدرجة لا تقدر، ونوم الاسرائيليين، من رئيسة المحكمة العليا وحتى آخر المجندين، لم يذهب من عيونهم.

فقط تعقب من يحملون “اوميكرون” لبضعة ايام هو الذي خلق الفرق بين اسرائيل الديمقراطية واسرائيل الديكتاتورية. ادعاء المنحدر الزلق هو أنهم سيبدأون بـ “اوميكرون”، ومن يعرف أين سينتهون. جيد، لقد بدأوا منذ وقت طويل ولم يتوقفوا بعد. ملايين الاشخاص، لا سيما سكان الضفة الغربية التي تحولت الى جزء لا يتجزأ من دولة اسرائيل، وبدرجة اقل سكان غزة، يمكنهم فقط الحلم بتعقبات الشباك. فبالنسبة لهم التعقب وسحق كل حقوق الانسان الاخرى هي روتين نهارهم وروتين ليلهم. ومعارضة تعقبات الكورونا هي ميزة اخرى من مميزات النفاق الاسرائيلي وتوارع دوائر اسرائيل الليبرالية. فيهم، فقط فيهم، ممنوع المس.

الفلسطينيون في المناطق يعيشون تحت غطاء سميك وخانة من التعقبات والتنصت والمطاردة والوشاية. لا يوجد الكثير من الشعوب في العالم يعيشون تحت نظام شمولي ومتشدد جدا مثل النظام الذي يوجد في المناطق. شاب قتل في مخيم بلاطة؟ خلال بضع ساعات تلقى المشغل الاسرائيلي لاخوته تعليمات من الشباك، الذي يعرف كل شيء، بعدم السماح لهم بالعمل في اسرائيل. في شوارع الضفة تنتشر آلاف الكاميرات، تشخص الوجوه ولون الملابس الداخلية، الجنود يقومون كل ليلة باقتحام غرف النوم وغرف الاولاد فقط لتصويرهم من اجل وضعها في البومات المجرمين التي توجد لدى الاحتلال، واسرائيل ترتعب من تعقبات الكورونا.

الى أي درجة يمكن للمجتمع أن يكون منافق ومتوارع ويحافظ على الضوء الشديد في ديمقراطيته الخيالية والمظلمة كليا للنظام الذي تقوده في ساحتها الخلفية. اذا كان الـ 400 ألف اسرائيلي تم ارسالهم بالخطأ الى الحجر فكم هو عدد الفلسطينيين الذين تم ارسالهم الى السجن بالخطأ على أيدي نفس هذا الجهاز؟ هل 40 ألف؟ 400 ألف؟. مع ذلك، رئيسة المحكمة العليا نامت بشكل جيد. هناك هذا يسمى أمن. واذا كان الامن يبرر كل شيء فلماذا لا يبرر ايضا مكافحة الوباء الذي يمكنه أن يسقط عدد كبير من الضحايا؟ هل هذا لا يعتبر أمن؟ لا، تقديس الاستبداد ليس بسبب الامن، بل لأن رعايا الديكتاتورية هم من الفلسطينيين. لذلك، ليس بسبب الامن، مسموح فعل كل شيء بهم. لذلك، ليس بسبب الامن، محظور فعل أي شيء باليهود. لذلك، فان نوم حيوت لا يزعجه أي شيء طالما أنه لا يتم المس بحقوق الاسرائيليين اليهود. 

عندما يهدد ذلك بأن يحدث، فقط عندها فان جميع الديمقراطيين الاسرائيليين يستيقظون للنضال من اجل الدفاع عن حياة ديمقراطيتهم. ولكن الديمقراطي الحقيقي يجب عليه القول الآن: استمروا في تعقبنا، اجعلونا نشعر للحظة بما نفعله منذ سنوات بملايين بني البشر.