أشــعــار محمـــود درويــش بلــغــة الإشـــارة ...

20151312202029
حجم الخط

كان مفاجأة كبيرة، ولعلها الأولى من نوعها في فلسطين، حين اعتلى كل من عدنان عايش، وشهد فروخ، وهيلينا كرينال، منصة متحف محمود درويش، قبل أيام، لتقديم قصيدتين له بلغة الإشارة الموجهة للصم والبكم، في حين تولت أسمهان ثابت مهمة ترجمة لغة الإشارة، كخطوة في مرحلة بناء العرض الفني الراقص «المفقود والموجود في المعنى»، والمستوحي من لغة الإشارة، عن فكرة وإخراج كرينال، ومن المقرر عرضه ضمن فعاليات مهرجان رام الله للرقص المعاصر في دورته الحادية عشرة، نيسان المقبل، وهو من إنتاج سنان منصور، بالتعاون مع مركز الشرق والمسرح الراقص، قبل الانطلاق بإنتاج المزيد من نصوص درويش بلغة الإشارة، لنشرها بين أكبر شريحة من الصم والبكم في العالم، وفق ما صرح منصور لـ»الأيام».
وكشف منصور: يجري بناء العمل الفني ليتم عرضه بشكل يكون قابلاً للتكيف مع المواقع المختلفة المحتملة التي سيتم عرضه فيها، حيث من الممكن أن يتم عرضه في المهرجانات الفنية، ةمسارح، بالاضافة الى القاعات الدراسية ومواقع خارجية، وغيرها.
وهذا العمل الفني هو استمرار وتطوير للمشروع الذي بدأ في العام 2012 بعنوان «المفقود والموجود من المعنى»، وهو ناتج تعاون بين ثلاث فنانين هم الراقصين الفلسطينيين عدنان عايش وشهد فروخ وهم اثنين من اكثر الراقصين الصم خبرة ومعرفة في مجال الرقص المعاصر والفنانة هيلينا كرينال من استونيا (مقيمة في فلسطين)، بالاضافة الى المنتج سنان منصور ومركز الشرق والمسرح الراقص في مدينة البيرة.
ويهدف المشروع، وفق منتجه والقائمين عليه، إلى لفت الانتباه الإيجابي للراقصين والاشخاص الذين لديهم مشاكل في السمع والنطق وعدم تصوَرهم كأشخاص ذوي إعاقة، وإنما تقديمهم كأشخاص تركيزهم، حضورهم على المسرح، ردود افعالعهم وإحساسهم بالوجود، بالإضافة إلى طلاقتهم في لغة الإشارة، هي أبعد من مهارات راقص متوسط .. ويقول منصور لـ»الأيام»: نحن نعتبر أنه من المهم أن نظهر للشباب (مع أو بدون إعاقة) أن الاختلاف لن يكون عائقا في السعي لتحقيق الأهداف، وتحقيق الطموحات والأحلام.
ويهدف المشروع، أيضاً الى رفع مستوى الثقة بالنفس للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ودفعهم ليكونوا أشخاص مؤثرين لهم دورهم في بناء، تطوير وقيادة مجتمعاتهم، وإلى تعزيز، وتشجيع بناء، وتنفيذ مشاريع ومبادرات مشابهة تشمل أشخاص ذوي احتياجات خاصة، سواء تستهدف هؤلاء الاشخاص، أو يكونوا جزءا من تنفيذ وادارة هذه المشاريع.
وختم منصور حديثه لـ»الأيام»، بالقول: بعد جولة العروض المحلية نطمح لجولات عروض في الدول العربية والغربية، حيث نود عرض هذا العمل، وأيضاً عقد ورشات رقص مع صم من خارج فلسطين بحيث يتم ترجمة قصائد للشاعر محمود درويش الى لغة الإشارة الخاصة بهذه البلدان وعرض الناتج هناك.
قدم كل من عدنان عايش، وشهد فروخ، وهيلينا كرينال، وبلغة الإشارة قصيدتي «أنا من هناك»، و»هو هادئ، وأنا كذلك» للشاعر الحاضر الغائب محمود درويش، حيث عبروا بطريقتهم الخاصة عما أبدعه الشاعر الذي قال في القصيدة الأولى «أنا من هناك ... تعلمت كل كلام يليق بمحكمة الدم كي أكسر القاعدة .. تعلمت كل الكلام، وفككته كي أركب مفردة واحدة. هي: الوطن» .. وفي الثانية «أفكر: هل هو المرآة أبصر فيه نفسي؟ .. ثم أنظر نحو عينيه، ولكن لا أراه ... فأترك المقهى على عجل. أفكر: ربما هو قاتل، أو ربما هو عابر قد ظن أني قاتل ... هو خائف، وأنا كذلك !...................عن جريدة الايام