«أخجل من ابني، ومن شكوى الأخوات والأقارب والأصدقاء منه؛ فهو دائم الشجار معهم، لا يمتثل لأوامر الكبار، ولا ينتبه لشرح مدرسيه، ينفعل ويتعصب على الجميع، وأحياناً يسب ويشتم، وزاد الأمر بمجرد أن وصل إلى الثالثة عشر من عمره، ودخل باب المراهقة».
العصبية هي السمة الغالبة على 68% من المراهقين، وهي الحالة الظاهرة التي تخفي العديد من المشاكل النفسية والانفعالات الداخلية، التي تموج في نفس المراهق، ولا يجد لها حلاً أو سبيلاً للخروج الآمن إلا عن طريق هذا الشجار والعصبية والشد والجذب مع من حوله.. أمام أي اعتراض يواجهه».
الأسباب كثيرة
* أحياناً كثيرة تكون الغيرة من مولود جديد، من أخ متميز، أو قريب في نطاق العائلة هي السبب.
* الشعور بالنقص لعيب خلقي أو عقلي ومعايرة أقرانه له بذلك.
* يعتقد المراهق بمشاجرته أنه يقوم بعملية تعويض، أو أنه يأخذ حقه أمام اضطهاد الكبار له، وإحساسه بالظلم، أو أنه غير مرغوب فيه.
* مشاجرات الابن المتكررة تشير إلى عصبيته، وتعلن تخبطه وعدم وضوح الطريق أمامه، ويحدث هذا عند انشغال الأبوين الزائد.
* تدليل الابن الزائد منذ طفولته وعدم الحزم معه فيما يقع من أخطاء.. يجعله يشُب على هذا السلوك، ويتشاجر إن قوبل بأي اعتراض.
* بداخل المراهق نشاط وطاقة زائدة.. إن لم يحسن الاستفادة منها انقلبت إلى عصبية وشجار.
* كثرة أوامر الآباء والمدرسين بالانضباط والتهديد والوعيد يخرج المراهق عن هدوئه فيتشاجر.
علاج الشجار..
1- على الوالد البحث في حالة الطفل الصحية؛ فربما تكون عصبيته وكثرة شجاره بسبب اختلال العقدة الدرقية أو الإمساك والإجهاد الزائد.
2- توعية الابن بالقيم والمثل والأخلاقيات الطيبة التي تجعله قريباً من الناس ومحبوباً بينهم.
3- اترك مساحة لخلافات ابنك المراهق مع إخوته الصغار أو الأكبر منه؛ فهو في مرحلة إثبات الذات.
4- الفرصة سانحة لتلقين ابنك أن الخلاف بين البشر أمر طبيعي، والفيصل هو المعاملة بخلق كريم لفض النزاع.
5- أعط ابنك مهاماً، وكلفه بمسؤوليات، وادفعه للعمل الجماعي، تُعلمه بذلك ضبط النفس والسلوك الطيب والحب والتعاون.
6- لا تُكثر من الشجار مع زوجتك -أمه- حالة وجود الابن؛ حتى لا يعتقد أن الرجولة هي الصوت العالي، والتشاجر مع الآخرين.
7- احذر أن تنحاز لأحد المتشاجرين من أبنائك، أو أن تحرجه، وما عليك إلا فض الشجار ومحاولة تقييم ما حدث بهدوء.
8- لا تسارع بضرب أحد لحساب آخر، أو إلقاء الخطأ على الجميع ومخاصمتهم بعد أي شجار؛ حتى لا تتولد الكراهية بينهم.