قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الأربعاء، على أنه لا يمكن أن ننسى دعم الشقيقة تونس وشعبها الشقيق، لدولة فلسطين وشعبها في مراحل نضاله المتعاقبة، وفي الهيئات والمنظمات الدولية كافة.
وذكر الرئيس عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي قيس سعيد، تربطنا بتونس الخضراء، قيادة وشعبا علاقات أخوية راسخة نعتز بها كثيرا، ولا ننسى أيامنا في تونس في العقدين الأخيرين من القرن الماضي، ولا يمكن أن ننسى عودتنا من ربوع هذه الديار الطيبة إلى وطننا لنبني أسس دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس في المؤتمر الصحفي مع نظيره التونسي:
بسم الله الرحمن الرحيم
سيادة الأخ الرئيس قيس سعيد
أثمن وأقدر وأوافق واحترم كل كلمة قلتموها في خطابكم هذا، ونحن نحترم ونقدر الشعب التونسي، ونقول كلمة تعودنا عليها دائما، إننا خرجنا من تونس إلى فلسطين، خرجنا من تونس وعدنا إلى فلسطين وكانت تونس هي المحطة الجميلة الرائعة التي عشنا فيها سنوات عظيمة مؤيدين مرحبا بنا مدعمين من كل فرد تونسي ومن كل حكومة تونسية، شكرا لكم فخامة الرئيس.
يسرني أن أتوجه في ختام اجتماعنا هذا بالتعبير عن بالغ سعادتي بلقائكم، وجزيل الشكر وعميق التقدير لسيادتكم على كرم الضيافة وحرارة الاستقبال في رحاب تونس الخضراء، هذا البلد العزيز الذي تربطنا بقيادته وشعبه علاقات أخوية راسخة نعتز بها كثيرا، فنحن لا ننسى أيامنا في تونس في العقدين الأخيرين من القرن الماضي، وفي هذا الوطن التونسي المضياف لمسنا وما زلنا، عمق أواصر الأخوة التونسية-الفلسطينية، كما أننا لا يمكن أن ننسى عودتنا من ربوع هذه الديار التونسية الطيبة إلى وطننا لنبني أسس دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.
لقد كانت الفرصة سانحة اليوم لبحث العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك مع أخي سيادة الرئيس قيس سعيد، وأطلعته على آخر المستجدات الفلسطينية، وتبادلنا الرأي في مجمل الموضوعات التي تهم بلدينا وشعبينا الشقيقين، وما يعزز العلاقات الأخوية بينهما في جميع المجالات، وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بما يعزز الشراكة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين.
وقد أطلعت سيادة الرئيس على معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني الذين يعيشون في فلسطين تحت نير الاحتلال والقهر والاضطهاد، ومن يعيش منهم في مخيمات اللجوء في فلسطين ودول الجوار والعالم، وأكدت لسيادة الرئيس، أننا لن نقبل ببقاء الاحتلال والابارتهايد الإسرائيلي لأرضنا وشعبنا، ولن نقبل بالاعتداءات على هوية وطابع وأهل القدس، ولا على المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وكنيسة القيامة، ولن نقبل بمواصلة عمليات القتل وهدم المنازل والتنكيل بأسرانا واحتجاز جثامين شهدائنا، ولا بمواصلة حصار قطاع غزة.
هل تتصورون يا سيدي أن اسرائيل تحتجز مئات جثامين الشهداء لديها، لا لشيء الا لعقاب أهالي الشهداء، لأن الشهيد استشهد وقام بواجبه، واسرائيل منذ سنوات تحتجز جثامين هؤلاء.
من ناحية أخرى، فإننا نمد أيدينا للسلام في إطار مؤتمر دولي ينعقد وفقا لقرارات الشرعية الدولية،
التي وضعوها والتي قرروها قد نقبل بها وقد تكون مجحفة وقبلنا بها لكنهم لم يقبلوا بها،
ويهدف -المؤتمر- لإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس، وأؤكد بأنه ستكون لنا خيارات وإجراءات في وقت قريب، إذا استمرت سلطات الاحتلال في طغيانها وممارساتها العدوانية ضد أبناء شعبنا وأرضنا بعاصمتها القدس.
نعم خلال شهر من الآن سنعقد المجلس المركزي لاتخاذ قرارات، ونحن نعني ما نقول، لم تعد لدينا الطاقة للانتظار والتحمل، سنأخذ القرارات التي تفيد شعبنا وفي إطار الشرعية الدولية ولن نخرج عنها.
وفي نفس الوقت، سنواصل العمل من أجل توحيد أرضنا وشعبنا، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون جميع القوى المشاركة فيها ملتزمة بالشرعية الدولية، هذا ما نسعى له وهذا ما تحدثنا به مع فخامة الرئيس سعيد، وكذلك مع فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، وقلنا نتمنى أن تقوم كلتا الدولتين بمساع من أجل وحدة الصف الفلسطيني، لأنه آن الأوان أن ينتهي هذا الانقسام البغيض الذي لا يفيد أحدا ويضر بقضيتنا وشعبنا، علينا أن ننهيه بأقصى سرعة ممكنة.
وقد تناولنا أيضا بالبحث، المسائل المصيرية التي تهم أقطار أمتنا العربية المجيدة، وبحثنا الوسائل الكفيلة بإنجاح مؤتمر القمة العربية القادمة التي ستعقد في الجمهورية الجزائرية الشقيقة، وقد أكدنا ضرورة استعادة اللحمة للصف العربي، آن الأوان أيضا أن تنتهي تلك الانقسامات التي لا ضرورة ولا قيمة لها إلا ايقاع الضرر بالأمة وبكل آمالاها وأهدافها، نتمنى أن تكون قمة الجزائر هي المكان الطبيعي لعودة اللُّحمة العربية مرة أخرى.
أخي سيادة رئيس الجمهورية قيس سعيد،
نشكركم على مواقفكم الثابتة والمبدئية المشرفة والداعمة للحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني، ونشكر الدولة التونسية والشعب التونسي الشقيق على دعم دولة فلسطين وشعبها في مراحل نضاله المتعاقبة، وفي الهيئات والمنظمات الدولية كافة، وفي كل ما تقدمونه وما أعلنتموه الآن، وهذا ليس جديدا عليكم، من دعم في مجال الثقافة والتعليم ونعرف أن تونس لا يمكن ان تبخل على الشعب الفلسطيني بشيء.
كما أشكركم سيادة الأخ الرئيس على كرم الضيافة الذي حظينا به من سيادتكم، والذي نعتبره تكريما لأبناء الشعب الفلسطيني كافة، متمنيا لسيادتكم شخصيا موفور الصحة والسعادة، وللجمهورية التونسية وشعبها الشقيق العزيز، دوام الرخاء والتقدم والاستقرار، الذي تقودون البلاد لتثبيت أركانه، وأنتم لها سيدي الرئيس، ونحن على ثقة تامة بأن تونس وشعبها الشقيق الكريم المضياف سينجحان في تخطي الصعاب والتحديات الحالية التي تواجهها بهمة واقتدار إن شاء الله.
ندعو الله لتونس بمزيد من التقدم والازدهار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.