قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول اليوم الثلاثاء، إن حالة الانقسام الراهنة تتعمق أكثر وتُبنى عليها مصالح خاصة ومفاهيم بدأت تنظر للنظام السياسي وكأنه ملكًا خاصًا لهذا التنظيم أو ذاك.
وأضاف الغول خلال لقاء سياسي في مقر نقابة الصحفيين بغزة، إن الانقسام فتح الطريق لتهرب العديد من الأنظمة العربية من تقديم الدعم للشعب الفلسطيني، متابعًا “بُني على هذا الانقسام إجراءات وسياسات عربية تعمق من الأزمة الفلسطينية، وفي ظل هذا الانقسام جاءت خطة ترامب وما تُسمى (صفقة القرن)، التي أعلنت ضم القدس كعاصمة للكيان الصهيوني وشرعت الاستيطان وضمت الجولان السوري المحتل”.
وأكمل أن اتفاقات المصالحة السابقة لم تنفذ، لأن كل طرف كان ينظر إليها من منظوره الخاص، وإنه لا غنى عن الوحدة للصمود والتمسك بالحقوق وتوحيد الأدوات النضالية لطرد الاحتلال، مردفًا أن الجبهة الشعبية بذلت جهودًا كبيرة على مدار سنوات الانقسام من أجل إنهائه من خلال رؤية وطنية دون أي حسابات خاصة.
وجاء في حديثه: "نحن أمام استعصاء في هذا العنوان وأمام استقطاب حاد في الساحة الفلسطينية وأمام رؤيتين مختلفتين، الأولى ترى أن إدخال حركة حماس إلى منظمة التحرير يشكل خطرًا على المنظمة، والثانية تدعو إلى قيادة جديدة تقود الساحة حاليًا، الانقسام لا يجب أن يمس بأي حالٍ من الأحوال منظمة التحرير الفلسطينية ككيان يمثل شعبنا”.
وذكر الغول: “الجبهة حرصت دومًا على التمييز ما بين الصراع الداخلي وما بين المس بالكيان، وعلى هذا الأساس قدمت رؤيتها السياسية ودافعت عن المنظمة وواجهت كل المحاولات التي كانت تريد المس بوحدانيتها .. هذه المنظمة التي عكست التمثيل الواسع للشعب الفلسطيني مطلوب أن تستوعب كل قوى وقطاعات شعبنا”.
واستحضر القيادي في الشعبية ضرورة معالجة هذا الأمر بفتح الأبواب أمام مشاركة الجميع دون تفرد أحد في المنظمة أو في قيادتها، حتى يتحمل الجميع المسؤولية، معتبرًا استمرار استبعاد أيٍ من القوى السياسية من الشراكة في المنظمة أنه لن يعالج المشكلة، وأي سعي من أي طرف لإيجاد بديل للمنظمة أيضًا لن يعالج المشكلة. كما قال.
وقال: "لا يمكن لقوّة بعينها على الساحة الفلسطينية أن تواجه التحديات التي تواجه شعبنا الفلسطيني منفردة، يمكن الاتفاق على تشكيل حكومة واحدة تعمل على دمج مؤسسات السلطتين ارتباطًا بكفاءات وليس بالمحاصصة بما يفتح الباب أمام كل كفاءات أبناء الشعب الفلسطيني".
وأكد على ضرورة الاتفاق على قيادة موحدة للمقاومة الشعبية، قائلًا “من الصعب إيقاف الاستيطان، ونموذج بيتا يمكن تعميمه في إطار خطة ورؤية متكاملة لتعميم هذا النموذج، يجب أن يحكم كل هذه العملية برنامج سياسي مشترك يفتح الخيارات أمام كل وسائل النضال لمقاومة الاحتلال .. يمكن أن نبحث وطنيًا كيفية الخروج من مأزق أوسلو، خاصة أن هذه الاتفاقات التي لم يبقى منها سوى القيود الأمنية والاقتصادية، وعلينا سحب الاعتراف بدولة الكيان التي لا تعترف لا بالفلسطينيين ولا بدولتهم، كل هذه القضايا مطلوب العمل عليها وطنيًا حتى لا نبقى نراوح في ذات المكان”.
وتطرق القيادي في الشعبية للقاء الذي كان من المقرر أن يعقد مع قيادة حركة فتح لمناقشة قضايا أساسية للمساهمة في إيجاد حلول لعدد من الملفات، مشيرًا إلى "أن اللقاء كان يهدف إلى الاتفاق على خطوات وصولاً إلى فترة العام التي حددها الرئيس محمود عباس، ولوضع أسس من أجل الوصول إلى هذه المحطة، ونحن جاهزون للتصرف على أساسها وللأسف هذا اللقاء حتى الآن لم يحصل”.
وحول المشاركة في اجتماع المجلس المركزي المرتقب، بين الغول “المعالجة للمجلس المركزي وغيره ليست معالجة إدارية، وإذا جرى اللقاء مع حركة فتح سنطرح هذا الأمر، وإذا توفرت الشروط السياسية والتنظيمية، فسنبحث مشاركة الجبهة في المجلس”.
وتابع: “نريد لمؤسسات المنظمة أن تتحول إلى أداة قيادية فعلية وتأخذ قرارات تكون حصيلة بحث مشترك إما يفتح الطريق أمام الخروج من الأزمة، والمشاركة الشكلية في المؤسسات لن تفيد في شيء، نريد أن نعطي المجلس المركزي الدور الذي تأسس من أجله، والجبهة وعلى لسان الشهيد أبو علي مصطفى هي التي اقترحت صيغة المجلس المركزي من الأساس”.
وواصل “المجلس لا دور له إلا في اجتماعات يغلب عليها البعد الإداري، ونحن سنبذل كل الجهد لحوار جدي ومسؤول في هذا الإطار”.
وعن الواقع السياسي العام، قال القيادي في الشعبية إنه لا يمكن الحديث عن الواقع الراهن الذي تعيشه القضية الفلسطينية بمعزل عما يُحيط بها إقليميًا ودوليًا.
وجاء في حديثه: “على الصعيد الدولي هناك تحولات عنوانها الرئيس الاهتمام بقضايا أبعد ما تكون عن القضية الفلسطينية”، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية الحالية لا تضع القضية الفلسطينية ضمن أولوياتها، الأمر الذي يعطي إسرائيل مساحة أكبر لتعميق مشروعها في فلسطين.
ورأى الغول أن الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية لا تملك قدرة على فرض قراراتها أو ممارسة سياسات أو إجراءات تمكن من الضغط على الاحتلال من أجل الاستجابة للقرارات الدولية، الوضع الدولي بمجمله لا يعطي في هذه اللحظة أهمية كما كان في فترات سابقة تتصل بالقضية الفلسطينية”.
وقال: “نحن أمام تحولات على الصعيد الرسمي العربي، وهذه التحولات لم تلتزم حول ما يسمى (المبادرة العربية) وتقيم علاقات تطبيعية ببعد سياسي وأمني مما يمكن دولة الكيان من التحرر من أية ضغوط واتساع دائرة نفوذها في المنطقة”.
وواصل “الواقع المحيط هو واقع مجافي للحالة الفلسطينية رغم كل ما يجري شعبيًا على أهميته لمواجهة التطبيع، ورغم تسمك الجماهير العربية بالقضية الوطنية”.
واعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، أن النظام الرسمي العربي يعيش في حالة انهيار، بالتوازي مع غياب كامل لجامعة الدول العربية من القضايا العربية الهامة، مستدركًا: “يطرحون الحلول الاقتصادية للفلسطينيين دون أي حل سياسي يمكن أن يعطي أملاً لشعبنا الفلسطيني”.