فضيحة عبد الله ترتر حيث ضجت جميع مواقع التواصل الإجتماعي، والمواقع الإلكترونية، ووسائل الإعلام في جمهورية مصر العربية بفضيحة عبد الله الشريف، وهي تسريب تسجيل لشخصية مستشاري رئيس الجمهورية المصرية.
ولد عبد الله الشريف في 25 مايو 1978م، في الإسكندرية، كما ويطلق عليه عبد الله ترتر، يُعد شاعر، ومدوِّن، ويوتيوبر، ومقدّم برامج سياسية ساخرة، وناقد مصري.
حيث اشتهر بنقده اللاذع للحكومة المصرية، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مما جعله شخصية مشهورة في جمهورية مصر العربية، وفي الوطن العربي ككل، نسب الإعلام المصري انتماءه للإخوان، لكنه أعلن أنه لا ينتمي إلى أي جماعة أو حزب سياسي.
رواية النظام المصري:
نشر شريف تسجيلاً صوتياً، على ما يبدو أنه محادثة هاتفية بين شخصين، قالا خلاله أنهما من مستشاري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأن أحدهما ضابط برتبة لواء يُدعى فاروق القاضي، وأخرى مستشارة بالرئاسة تُدعى ميرفت محمد علي.
وتمحور الحديث بينهما حول مشاريع للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، يتم من خلالها تمرير عقود بناء محطات، ومشاريع للهيئة التي يشرف عليها ضباط في الجيش.
أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً، ذكرت فيه نتائج تحقيقاتها بالتسجيلات التي نشرها شريف، وأكدت على أن القضية أساسها عملية نصب وانتحال شخصيات بهدف جني أموال بطريقة غير مشروعة.
وقالت وزارة الداخلية في بيانها: "أمكن لقطاع الأمن الوطني كشف ملابسات المحادثة الهاتفية، وضبط المتحدثين خلالها، حيث تبين أن الأول يُدعى حنفي عبد الرازق السيد محمـد (61 عام، عاطل، يقيم بمحافظة القاهرة، مسجل خطر جرائم نصب، وسبق اتهامه والحكم عليه في 22 قضية متنوعة منها النصب، القتل الخطأ، التنقيب عن الآثار...)، والثانية تُدعى ميرفت محمد علي أحمد البدوي (52 عام، حاصلة على ليسانس حقوق، تقيم بمحافظة الإسكندرية).
كما اتهمت وزارة الداخلية عبد الله الشريف بالتعاون مع سمسار، وحصوله على التسجيلات الهاتفية مقابل تسليمه مبلغ من المال، حيث تبين التواصل بين السمسار المذكور مع المدعو حنفي عبد الرازق، وحصوله على المحادثة الهاتفية المسجلة منه، محاولاً حنفي إقناعه بقوة علاقاته وإمكانية منحه فرص للاستثمار في مجال المقاولات في وقت لاحق.
وبحسب البيان، أسفرت التحريات عن تحديد السمسار القائم بالتواصل مع عبد الله الشريف، والذي تبين أنه يُدعى وائل عبد الرحمن سليمان محمد (42 عام - سمسار - يقيم بمحافظة الإسكندرية).
كما أكدت وزارة الداخلية على أن المذكورين هم أشخاص سيئو السمعة، انتهجوا أسلوب النصب والاحتيال بهدف التربح المادي، وأكدت عدم عملهم بأي من مؤسسات الدولة، أو أجهزتها الحكومية.
ؤ، يأتي ذلك في إطار السعي لإكساب ذاته الزخم الكافي، وإيهام الآخرين بتعدد علاقاته بمختلف المسؤولين بالدولة، وقدرته علـى إسناد عقود لتنفيذ بعض المشروعات الكبرى بالبلاد لأي شخص، وذلك في إطـار أعمال النصـب والاحتيال التي يضطلع بها".
قال المتهم حنفي في اعترافاته: "قمت باستغلال شخصية مستشار الرئيس للمواطنين الذين لديهم مشاكل بخصوص الأراضي والإستثمار، وبعد فترة بدأت أوطد علاقتي بأصحاب الشركات بإيهامهم بقدرتي على إنهاء تصاريح وأوراق رسمية مقابل عمولات، و عقب ذلك بدأت في تسجيل محادثات معهم حول المصالح التي يتم إنهاءها، وذلك لتقوية علاقاتي ومساعدتي في النصب على آخرين".
وأضاف المتهم: "قبل ثلاث شهور تعرفت على ميرفت محمد علي، وتحدثنا مع بعض، وفي إحدى المرات قمت بتسجيل الحوار بيننا، وأخذت منه عدة مكالمات، وأرسلتها للناس الذين أعرفهم، وفوجئت أن عبد الله الشريف نشر صوت لي ولميرفت مع تسريبات مفبركة".
أعلن الناشط عبد الله الشريف، مساء الإثنين 13 ديسمبر 2021، اعتقال قوات الأمن والده، وذلك عقب نشر وزارة الداخلية بيان الرد على التسريب الذي بثه شريف قبل أيام.
وقال شريف في تغريدة: "بعد إخوتي، تم الآن اعتقال والدي الشيخ المسنّ 74 عاماً، عقب بيان الداخلية الساذج؛ لأخرس وكي لا أضع بين أيديكم ما يهدم روايتهم كاملة، وأُشهد الله أنه بين يدي الآن، اللهم إني أستودعك أبي وإخوتي، اللهم ليس لهم إلاك، اللهم رحماك بهم فأنت أعلم ألا ذنب لهم"
أكد شريف بعد ذلك إطلاق السلطات سراح والده، بعد تعهده بعدم نشر التسريبات الجديدة لمستشار الرئيس السيسي، كما أكد أنه يواجه حملة شرسة من وسائل الإعلام المصرية، والتي تقوم بنشر العديد من الأخبار المسيئة عنه، وأضاف أن ما اتهم به ما هو إلا مجرد إشاعات مغرضة لتشويه سمعته أمام الجمهور