” بسخاء وزعت سارة نتنياهو العمل في العائلة بحيث يناسب مهارات الأب والابن. الابن طرح الفكرة والأب صاغها وهي صادقت عليها. والكلمة الاخيرة دائما كانت لها “.
النموذج المثالي لزوجة السياسي هي صونيا بيرتس – المرأة التي لا تُسمع ولا تُرى. سارة نتنياهو ليست كذلك. يمكن العودة والكتابة عن المجوهرات والصراخ والـ 11 حقيبة. ولكن لا يمكن نفي أنها ظاهرة فريدة. مارغريت تاتشر حكمت 11 سنة، غولدا مئير خمس سنوات فقط، أما هي، مع فترة توقف قصيرة، 15 سنة.
في البداية اعتقدنا أنها زوجة اخرى لسياسي. من زوجة سياسي نتوقع أن تترأس جمعية للدفاع عن القطط وتصمت. ولكن زوجات السياسيين لا يصمتن حقا، ودائما يوجد من يصغي اليهن. وزير العدل يصغي للسيدة ساعر، ورئيس الحكومة البديل يصغي للسيدة لبيد. ومن يدفع اسرائيل كاتس؟ وهل السيدة درعي تبقى فقط في المطبخ؟ وهل السيد شلاين يصمت؟. وما تفكر به السيدة بينيت بشأن قرارات زوجها اصبح معروف الآن.
ولكن من جلبت التغيير الحقيقي هي نتنياهو. فزوجها لم يصغ لها فقط، بل هو امتثل لها. هي لم تحطم فقط سقف الزجاج من فوق رأس نساء السياسيين، بل شكلت قيادة مستقلة وسرية. هي فعلت ذلك ليس بفضل الاعيب سياسية، بل بقوة شخصيتها اللامعة وسحرها الشخصي وتواضعها المشهور. المقابلات التي اجرتها قليلة وخطاباتها معدودة. وتواضع انغيلا ميركل مقارنة مع تواضعها يبدو مثل هياج الغرائز منفلت العقال.
الصراع الحقيقي على القيادة لم يكن في بلفور. القوة لم تكن متوازنة. إبن غبي وزوج مستخذي مهدا طريقها للحكم. ما الذي تقوم باخفائه؟. سر الاخلاص المتقد لبيبي لم يحل لغزه حتى الآن. وهي غير مفهومة بحد ذاتها. والشائعات عن وثيقة سرية تلزمه بأن يمسك بيدها الى الأبد لم يتم دحضها حتى الآن.
ولكن البقع العمياء لم تؤثر عليها. فهي بسخاء قامت بتوزيع العمل بحيث يناسب مهارات الاثنين اللذين يعملان معها. الابن قدم الفكرة والأب صاغ وهي صادقت. الكلمة الاخيرة كانت دائما لها. صحيح أنه كان هناك صراخ مخيف، لكن يمكن، اذا شئتم، أن تعتبروا ذلك عملية تعليمية. واسمحوا لي، حتى املائية (هي اخصائية نفسية ومعها اللقب الاول والثاني).
يجب القول لصالحها بأنه رغم أنها اوروبية لطيفة، إلا أنها لم تتردد في الغوص في الوحل المحلي وأن تنزل الى تفاصيله الصغيرة. نعم، هي المسؤولة عن توطن باردوغو في “صوت الجيش”. نعم، هي طلبت من موقع “واللاه” أن يزيل صورها وهي ترتدي تنورة غير مناسبة. هذا صحيح، لكن من الذي ضغط من اجل نقل السفارة الى القدس؟ ومن الذي وقف من وراء اتفاقات ابراهام؟ ومن الذي وقف من وراء تعيين رئيس الاركان؟. أنا شخصيا لا أعرف، لكن لدي تخمين.
الفضل على انجازاتها نسبته سارة، من طيبة قلبها، لممثلها. وهو رد عليها بأقوال مخلصة ووفية. ولصالحه نقول بأنه غير بعض الامور. ولكنه لم ينحرف في أي يوم عن التعليمات التي تلقاها. ولو أنكم عرفتم كم سيكون ردها مؤلم على أي انحراف لعرفتم لماذا. هو فعل كل ما في استطاعته، لكن الجلوس في المعارضة أضر بأدائه. ومطالبته بحماية عائلته قرأها من بيان أملاه عليه خاطفوه والمسدس مصوب على رأسه.
مطالبته بحماية عائلته تم رفضها في الحقيقة. ولكن الفضل على قاعدة أنه لا يتم انتخاب فقط السياسي، بل ايضا عائلته، يعود لها. في الانتخابات القادمة سيتم فحص المواقف السياسية للازواج والزوجات وكأنهم/ كأنهن هم المرشحون/ المرشحات بأنفسهم/ بأنفسهن. من الآن فصاعدا لن نتردد في السؤال قبل أي انتخابات: ما الذي تفكر به س. بشأن التطعيم؟ هل غيلات تؤيد مهاجمة ايران؟. في المناظرة التي ستجرى قبل الانتخابات القادمة يجب اشراك الزوجات ايضا. تخيلوا مواجهة ثلاثية بمشاركة السيدات ساعر وليبرمان وشلاين، ووزن ثقيل مع السيدات نتنياهو ولبيد وبينيت، بعد الدعاية.
لم تكن لها ولاية سهلة. كان هناك من سخروا منها. بني تسيفر بسخريته المشهورة وبلسانه المعتاد جيدا على الامور المتعاكسة سماها “جذابة”، وحتى “شهوانية”، وهي بسذاجتها استقبلت المديح بابتسامة محرجة ونظرة خجولة. “الدولة بدون بيبي لن تصمد”، قالت قبل عشرين سنة، قبل فترة طويلة من المحاكمة والرشوة والغواصات. ومثل من وقفت فترة طويلة على رأس الدولة، يجب أخذ اقوالها بالجدية الجديرة بها.