قال مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية، مُراد اشتيوي، إنَّ اعتداءات عصابات المستوطنين، يوم أمس، بحراسة وغطاء من قوات الاحتلال الإسرائيلي، على قرية برقة شمال غرب مدينة نابلس ومحاصرتها، يأتي في إطار محاولات استحداث عصابات جديدة تعمل في الضفة الغربية لتنفيذ اعتداءات قد تصل إلى حد المجازر، على غرار ما جري مع الشهيد محمد أبو اخضير عام 2014 وحرق منزل عائلة الدوابشة في العام 2015.
وأضاف اشتيوي، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" اليوم السبت: "إنَّ خطر المستوطنين يتعاظم؛ في ظل وجود نوايا لديهم لتشكيل عصابات بمعرفة قوات الاحتلال الإسرائيلي وبغطاء منها، على غرار عصابات الهاجاناة وغيرها من العصابات الصهيونية؛ لتنفيذ مجازر بحق الفلسطينيين".
وأكّد على أنَّ "قوات الاحتلال تستغل أيّ عمليات من الفلسطينيين ضد أهداف صهيونية؛ لإقامة بؤر استيطانية، وتُوفر للمستوطنين الغطاء والدعم لتنفيذ اعتداءات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، من إعطاب سياراتهم وكتابة شعارات عنصرية والاعتداءات على المساجد؛ وسرقة الأراضي".
وبالحديث عن أسباب تمكن المستوطنين من اقتحام قرية برقة، وهو الأمر الذي كان مُستبعدًا قبل 15 عاماً، أوضح اشتيوي، أنَّ جزءًا من مسببات هذا الأمر، هو عزل التجمعات الفلسطينية عن بعضها البعض عبر إقامة الحواجز العسكرية ونشر البؤر الاستيطانية بالقرب من التجمعات الفلسطينية.
وأكمل: "المستوطنون لا يجرؤون عىل القيام بأيّ اعتداءات دون توفير الحماية لهم من أجهزة أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي المختلفة".
وبشأن المطلوب لمنع استفراد المستوطنين بسكان القرى الفلسطينية المعزولة، قال اشتيوي: "إنَّه لابُد من ترجمة ما تمخضت عنه المؤتمرات الخاصة بالمقاومة الشعبية إلى واقع عملي، وذلك بتنفيذ بنك التوصيات التي بمجملها تدعو إلى تشكيل لجان حراسة للنقاط الشعبية على غرار الانتفاضة الأولي وتفعيل عمل فصائل العمل الوطني من أجل ردع المستوطنين".
وشدّد على أهمية الانتقال من رد الفعل إلى صناعة الفعل، عبر نقل المواجهة بدلاً من محيط القري الفلسطينية إلى الشوارع التي يستخدمها المستوطنين، مُردفاً: "هذا الأمر تم تجربته خلال الانتفاضة الأولي، وأيضاً خلال العدوان الأخير على غزّة في مايو الماضي".
وتابع: "التجربة أثبتت نجاحها في ما يُعرف بشارع 50 50، أيّ شارع قلقيلية نابلس"، لافتاً إلى الكلفة الباهظة التي تتكبدها دولة الاحتلال حين تنقل المستوطنيين بحراسة وجيبات خاصة من جيش الاحتلال.
وأوضح أنَّ عدم تفعيل لجان الحراسة جعَّل المستوطنين ينقلون المعركة لداخل القري الفلسطينية، داعياً السلطة الفلسطينية إلى مواصلة الجهد الدبلوماسي في محكمة الجنايات الدولية وفضح جرائم الاحتلال وممارساته العنصرية بحق الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال.
وأغلقت قوات الاحتلال، يوم أمس، مدخل قرية برقة بنابلس، وقام بمجزرة استيطانية أدت لتضرر أكثر من 30 منزل باعتداءات المستوطنين عبر تحطيم المنازل وترويع الأطفال وضرب النساء والرجال، خاصةً المنازل القريبة من مستوطنة حومش المُخلاه منذ العام 2005 بشكلٍ أحادي بالتزامن مع انسحاب الاحتلال من قطاع غزّة، بعد تنفيذ عملية فدائية فلسطينية أدت لمقتل مستوطن وإصابة اثنين وانسحاب المنفذ بسلام من المكان.
وحاول الأهالي التصدي لعربدة المستوطنين، لكّن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي والقنابل الغازية والمطاطية صوبهم، ما أدى إلى إصابات العشرات بحالات الاختناق.
ويُواجه الفلسطينيون خطراً محدقاً من المستوطنين أثناء تحركهم في ظل عمليات التحريض ضدهم وتشكيل عصابات صهيونية تُخطط لارتكاب مجازر بحقهم؛ لإفراغ الأرض من الفلسطينين.