عام على التطبيع مع المغرب: ماذا في الأفق؟

20212212054037.jpg
حجم الخط

بقلم: إيتان جلبواع*


انضمام المغرب إلى اتفاقات أبراهام والإعلان الرسمي لاتفاق التطبيع مع إسرائيل قبل عام، وبعد أربعة أشهر على إعلان الاتفاقات مع الإمارات والبحرين، سمح بقيام محور جيو - سياسي - استراتيجي يبدأ من الخليج الفارسي، ويمر بالسودان، ويصل إلى شمال أفريقيا، وهو ما عزز الاتفاقات بصورة كبيرة.
تعاونت إسرائيل مع الغرب طوال أعوام، في الأساس في مجال الأمن والسياحة. في سنة 1995، وبعد اتفاقات أوسلو، أقامت الدولتان علاقات دبلوماسية ما لبثت أن قُطعت في سنة 2000 مع اندلاع الانتفاضة الثانية. الانضمام إلى اتفاقات أبراهام رمم وحسّن العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، ووسّعها إلى مجالات أُخرى.
انضم المغرب إلى اتفاقات أبراهام بسبب طموحه إلى الحصول على مقابل سياسي عظيم الأهمية من الرئيس الأميركي، حينذاك، دونالد ترامب. ففي سنة 1976 احتل المغرب الصحراء الغربية؛ ومنذ ذلك الحين، تدور حرب ضد جبهة التحرير، البوليساريو، التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية.
لم تعترف أغلبية دول العالم بالاحتلال المغربي، لذا، كان المغرب بحاجة إلى اعتراف أميركي للحصول على حق السيطرة على المنطقة مقابل الانضمام إلى اتفاقات أبراهام. ترامب، الذي كان مهتماً جداً بتوسيع الاتفاقات، استجاب للطلب.
في البداية، أقامت إسرائيل والمغرب علاقات دبلوماسية على مستوى الممثليات فقط، ثم فتحت إسرائيل مكتب اتصال في الرباط، ثم افتتح المغرب مكتب اتصال في تل أبيب.
وافق وزير الخارجية، يائير لبيد، خلال زيارة إلى المغرب، في آب الماضي، على رفع الممثلية إلى درجة سفارة، وأبرم اتفاقات تعاوُن في مجالات السياحة والثقافة والرياضة.
أيضاً النواحي العسكرية والأمنية شهدت تطورات مهمة. لكن الخطوة الأكثر أهمية حدثت في الشهر الماضي لدى زيارة وزير الدفاع، بني غانتس، إلى الرباط وتوقيعه اتفاق تعاون أمني. في تموز، قُرِّر فتح خطوط طيران مباشرة بين المغرب وإسرائيل، وازدادت التجارة بصورة كبيرة، في الأساس من جهة إسرائيل. وعلى الرغم من عودة الحرارة إلى العلاقات، فإنه من المهم التذكير بوجود أطراف إسلامية وأُخرى موالية للفلسطينيين في المغرب، تعارض التطبيع بين إسرائيل والمغرب وتتظاهر ضده.
في العام الأخير، برز تخوّف من أن تعرّض المواجهات بين إسرائيل والفلسطينيين، التي وصلت ذروتها خلال أحداث عملية "حارس الأسوار"، وأيضاً فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، الاتفاقات التي جرى التوصل إليها للخطر.
رئيس الحكومة المغربية، المنتهية ولايته، سعد الدين العثماني هنّأ إسماعيل هنية على "فوزه" في انتخابات "حماس" في حزيران الماضي، واستقبله في زيارة رسمية إلى المغرب. لكن على الرغم من ذلك، فإن العلاقات مع إسرائيل لم تتأثر. كما أعلنت إدارة بايدن أنها ستعزز اتفاقات أبراهام.
في الخلاصة، يمكن القول إن الاتفاقات نجحت في مواجهة اختبارات إقليمية، وحسّنت مكانة إسرائيل في المنطقة وعززتها. ويمكن التقدير بأن العلاقات مع المغرب ستزداد قوة في الأعوام المقبلة.

عن "معاريف"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*خبير في العلاقات الدولية في جامعة بار إيلان، وباحث كبير في معهد القدس للاستراتيجية والأمن.