برقة..لتكن انطلاقة لـ "القيادة الوطنية الموحدة"!

1622458077-1144-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور 

لم يترك باب الإرهاب اليهودي (الاستيطاني وجيش العدو القومي) خيارا للفلسطيني للتفكير طويلا، بأن حماية الذات (أرضا وإنسانا) لا يمكنها أن تستمر كما كانت، بعدما باتت حركة الإعدام الحي وكأنها "لعبة أطفال" تمارسها الحركة الإرهابية، دون حساب لفعل رادع يعيد بعضا من وعي افتقده قادة دولة الكيان، وادواتها التي تعبث فسادا في أرض فلسطين.

عندما أطلقت بلدة بيتا ومنطقة جبل صبيح الإرباك الليلي ضد الحركة الإرهابية اليهودية، أدخلت عنصر مقاومة في سياق التفاعل الشعبي، وكان لهذا النموذج أن يتمدد الى كل بؤر المواجهات المنتشرة في مختلف مناطق الضفة والقدس، خاصة تلك التي أحدثت حراكا متعدد المظاهر، وكانت نقاط ضوء كفاحية، كما الشيخ جراح وسلوان، وبلدات جنين بعد معركة "عبور النفق الكبير"، لكن بعض الارتعاش الذي تسلل لداخل فصائل، وانتظارية فصائل أخرى لصفقة ما، كسر قيمة التطور في بيتا وجبل صبيح، كما الشيخ جراج وسلوان.

ومع ولادة حركة الفعل المقاوم الفردية (طعنا ودهسا)، وبعض عمليات نوعية مسلحة ردا على إرهاب مستوطني "حومش"، بدأت حركة منحى كفاحي تتبلور بسرعة فاقت تفكير بعض أطراف المشهد، عدوا محتل أو سلطة وأجهزة أمنية وفصائل، فجاءت "حالة الغضب الثورية" في برقة لتكسر بعضا من "جدار الرهبة" التي طالت زمنا، لترسم لوحة فعل ثوري غاضب، كانت مركز جذب لمحاور مساندة في مناطق مختلفة حول نابلس وجنين.

برقة، البلدة التي قررت كسر الظلامية وخرجت لتقود هبة شعبية ضد الإرهاب اليهودي، تعلن أن "المخزون الثوري الفلسطيني" بدأ يتحرك لتقرير مسار ضل الطريق، ولعل المفاجأة الأهم في تلك الحالة الغاضبة أن تكون حركة فتح في قلبها، وقيادتها، وعاد الهتاف باسمها عاليا، في ملمح قد يكون نقطة تصويب وطني عام.

برقة، كما بيتا وجبل صبيح فتحت باب "المقاومة الشعبية" واسعا، قد تشتعل في محيطها وتفتح الباب لتغيير المشهد نحو ترسيخ أدوات عمل تفرض على العدو القومي، إعادة جذرية لحسابات الاستخفاف السياسي بشعب وتاريخ، ومناورات ساذجة لشراء "صمت الفعل" ببعض من "تسهيلات" جنوبا، وترهيب سلطة مرتعشة شمالا.

برقة، التي خرجت في فعل الضرورة، الذي لا فعل غيره في معادلة الصراع مع دولة الإرهاب العنصرية والتطهير العرقي، تنادي كل قوى الشعب بمختلف مسمياتها، أن زمن "السبهللة السياسية" والنفاق الكلامي، بات خلفنا، ومن يبحث حضورا فليكن فعلا وليس لطما ودعوة عاجز وبيان نتُي ليكون خبرا.

برقة، تعلن أن قرارات لقاء رام الله/ بيروت سبتمبر 2020، يمكنها أن تكون واقعا، وترسم منها وعبرها إطلاق "القيادة الوطنية الموحدة" التي طالبوا بها، ثم ذهب كل منهم في طريق "تسوية مصالحه" بعضهم مع العدو، وبعضهم الى حيث يجلسون يمارسون حركة الشتم واللعن...

برقة، تطلق صرختها الى حركة فتح، لتنشيط ذاكرتها الوطنية، بأنها "أم الجماهير" كانت ويجب أن تبقى، وهي دون غيرها من يملك فتح الطريق لتشكيل تلك الجبهة الموحدة وتقودها، ولن تجد من يزاحمها طريقا، بعد أن جرب بعضهم مجربا زمنا، فكانت "خيبتهم مركبة"...

برقة، تكتب أحرفا لصناعة مشهد وطني يعيد روح الفلسطيني، الذي انطلق "شاهرا سيفه" نحو الاستقلال والتحرر وليس الارتباط والتبعية، والتوسل المستحدث لبعض من حياة!

برقة، تفتح الباب لهبة غضب تكسر العامود الفقري للحركة الإرهابية اليهودية، بفرعيها مؤسسة احتلالية وعصابات استيطانية، عشية انطلاقة الثورة الفلسطينية يناير 1965، لتعيد الى لوحة الكفاح شروقا بعدما أصابها عبث لم يحصد لا قمحا ولا نال زوانا.

برقة، تعلن أنها تنتظر من تحدث كثيرا كلاما ليكون فعلا واقعا...فهل تفعلها "أم الجماهير"...تلك هي المسألة التي لها ان ترسم معادلة مواجهة جديدة دونها ..وداعا يا "أنتم بلا مسميات أو ملامح"!

ملاحظة: الفيديو المسرب لأمن حماس وهو يقف متفرجا على تخريب جرافات العدو لمزارع فلسطينية ويمنع أهلها من "المواجهة وكأن هناك "تعاون أمني" مش تنسيق أمني..صار بدها نشر "التفاهمات" بين حكم غزة ودولة العدو...وبلاش تذاكي كتير!

تنويه خاص: حكومة "الإرهاب السياسي" في تل أبيب ستطلق أوسع حركة استيطانية في الجولان المحتل...هل يكون هناك رد خاص لكسر "الفرحة التاريخية" للمختل بينيت...أم نسمع مزيدا من "تجوع يا سمك"..متذكرينها!