على قلب رجل واحد، يهب الفلسطينيون في بلدة برقة شمال غرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لمواجهة اقتحامات المستوطنين المستمرة لبؤرة استيطانية سابقة بأراضي البلدة، بحماية وتأمين من قوات جيش الاحتلال "الإسرائيلي".
عدسة وكالة "خبر" التقت أهالي البلدة لرصد معاناتهم جراء اقتحامات واعتداءات المستوطنين المتكررة للبلدة، في ظل ما تشهده من مواجهات يومية تُسفر عن تسجيل إصابات مُختلفة.
المواطن مصطفى حجي، وهو أحد سكان بلدة برقة، قال لمراسلنا: "إنَّ قوات الاحتلال أغلقت الطريق الواصل إلى شافي شمرون من داخل القرية، وأغلقوا كافة المداخل والطريق الواصل بين سبسطية وبرقة"، لافتاً إلى أنَّ هذا الأمر له ما بعده من اعتقالات واقتحامات.
وأكّد على أنَّ أهالي "برقة" يتصدون لقطعان المستوطنين ويخرجون عن بكرة أبيهم لصد الهجمات والدفاع عن الأرض والعرض، مُضيفاً: "لن يمروا ولن يصلوا بيوتنا ومقاومتنا مستمرة".
وأشار إلى أنَّ عشرات الفلسطينيين أُصيبوا برصاص الاحتلال الحي في القرية، بينهم إصابة حرجة لأحد الشبان الذي تم نقل له حوالي 16 وحدة دم، مُتمنياً له الشفاء التام والسلامة.
وأوضح أنَّ جيش الاحتلال يُعلن البلدة منطقة عسكرية مغلقة بعد إعلان المستوطنين نيتهم اقتحام "برقة"، لافتاً إلى أنَّ الإغلاقات المفاجئة للقرية تُبيّن نية المستوطنين اقتحام البلدة.
من جانبه، شدّد المواطن خالد صلاح، على أنَّ معاناة أهالي "برقة" مستمرة منذ عام 1978 أي منذ تأسيس المستعمرة المقاومة فوق أراضي البلدة، مُوضحاً أنّهم رفضوا منذ ذلك الحين التعايش مع المحتل المغتصب لأرضهم، واستمرت مقاومتهم لاعتداءات المستوطنين منذ ذلك الحين.
وأضاف صلاح، خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر": "منزلي كبقية المنازل في البلدة تعرض لأضرار بالغة جراء اعتداءات المستوطنين، وهي المرة الخامسة التي يتم تحطيم مكونات المنزل بسبب الاعتداءات"، مُشيراً إلى أنّ اعتداءات المستوطنين تتكرر بشكل أسبوعي، وتطال منازل وممتلكات المواطنين في البلدة.
وأكمل: "المستوطنون عبارة عن عصابات همجية إرهابية ضد الإنسان والبشر، حيث طال اعتدائهم الأخير مقابر الأموات في البلدة، وقاموا بتحطيم شواهد القبول"، مُؤكّداً على استمرار نضالهم وثباتهم فوق أرضهم حتى التحرير والنصر.
كما لفت المواطن نزار سيف، إلى أنَّ قوات الاحتلال أغلقت كافة الطرق المؤدية لبلدة "برقة"، ليُصبح أهالي البلدة في سجن كبير، مُشابه لحال قطاع غزّة المحاصر، مُبيّناً أنَّ بلدة "برقة" ستبقى قلعة الصمود ولن يتمكن المستوطنين من كسر عزيمتهم.
وقال سيف، لمراسل "خبر": "المستوطنون يحملون زجاجات بنزين حارقة ليقوموا بحرق البلدة وبيوتها واستمرار اعتداءاتهم على كل ممتلكات المواطنين".