امريكا اصبحت خادمة للدولة الوحيدة في العالم التي لا تنفذ القرارات الدولية

4UP8R.png
حجم الخط

بقلم: فيصل أبو خضرا – عضو المجلس الوطني الفلسطيني

 

مما يؤسف له اننا لا نزال بدون مقاومة شعبية وطنية , ولذلك يستخف الجميع بقدراتنا وصبرنا ، والاسباب من صنع زعمائنا الافاضل، الذين نأمل ان يحسوا بعذاب هذا الشعب الصابر على الأعداء وعلى اخطاء وخلافات زعمائه، سلطة في الضفة تتعامل مع العالم الذي نحن فيه بواقعية، وحكم في غزة مازال يتجاهل ما يجري في العالم من قرارات وقوانين دولية ، ولو حاولنا ان نحيد عن هذه القرارات ، فالنتيجة بكل اختصار ان نصبح في عزلة دولية لا مثيل لها ( هذا الواقع الذي نحن فيه.)

ومن العيب ان ترفض امريكا اي قرار اممي باوامر من ربيبتها اسرائيل.
امريكا القوية اصبحت بلا مباديء ، اي اصبحت من ضمن دول الموز ولا ثقه بها. وأحد الامثلة عندما اراد رئيس مجلس السيادة في السودان ان ينهي العزلة الدولية ، سافر الى اوغندا ليجتمع مع نتنياهو كي يضغط على امريكا لرفع السودان عن لائحة الارهاب، وكان الشرط ان يطبع مع اسرائيل ، وفورا انصاع ترامب لطلب نتنياهو .
وما يزيد الطين بلة، وفي اخر تصويت للجمعية العمومية ، فقد صوتت لصالح الفلسطينين ١٦٨دولة، اما الذي صوت ضد القرار، فقد كان امريكا اولا ثم دولة المحتل والتمييز العنصري وضد تقرير المصير ، وايضا جزر في المحيط الهادي التي لا يزيد عدد سكانهاعن نصف مليون نسمة، هذه هي امريكا الان. وكي تكتمل الصورة أذلالا ، اصبحت امريكا الدولة الوحيدة في العالم التي تخالف قرارات محكمة لاهاي.فاين الشرف الذي تتبجح به عدالة دولة الموز؟
خلال معركة سيف القدس هرولت امريكا لفلسطين الداخل تستجدي ما يسمى اسرائيل وتلبي طلباتها من الاسلحة والمعدات التي خسرتها وتؤكد دعمها اللا محدود لهذه الدولة المارقة، ومن ثم زارت السلطة تستجديها بعدم مهاجمة دولة المحتل. ومع الاسف لغاية اليوم لم تنفذ وعودها باعادة اعمار غزة وشكرا لمصر التي هرعت ، وتبرعت لاهل غزة.
اليوم وبكل ذل وصلف ترى بام العين اعتداء المستعمرين على الشعب الفلسطيني ، ابتداء من القتل الى سرقة الاراضي والاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية ، وهدم البيوت، والسبب حماية حكومة بينت وشاكيد الاستيطانية كي لاتسقط.
اليوم تسعى حكومة بينت بكل قوتها ان تغير امريكا من سياسة المفاوضات مع ايران الى أستعمال القوة كما حصل في افغانستان والعراق ، لانها لا تريد او تخاف من الدخول في اي حرب، كما حصل مع الجيش المصري الذي لقن الدولة المارقة في حرب العبور درسا لا يمكن نسيانه، ولولا امريكا لكانت دولة المحتل في خبر كان.
الان ترامب نادم على ما فعله لنتنياهو ، لانه اكتشف بعد فوات الاوان بان نتنياهو خائن وكاذب ، وسيحصل الضعيف بايدن من العنصري بينيت على نفس مصير ترامب،اي خسارتة في الانتخابات القادمة.
الشعب الفلسطيني صامد مهما عربدت دولة المحتل، لانه صاحب الارض ولا احد في العالم يستطيع ان يغير هذا الواقع. لا دول الموز ولا الدولة المارقة .
المشكلة الحقيقية للشعب الفلسطيني البطل الصابر لغاية الان هي زعماؤنا،
السلطة ما من شك هي الان واقعية في القبول بالقرارات الدولية، حتى انها تنازلت عن ٧٨ بالمائة من ارض فلسطين ، طبعا هذا تنازل كبير جدا واكثرية الشعب الفلسطيني لا يوافق عليه، انا ابن يافا الجميلة ولا يمكن ان اتنازل عن ملم واحد منها، ولكن مع الزمن انا واثق أنها ستعود لاهلها، مهما طال الزمن.
اما حماس والجهاد و الفصائل المؤيدة لهما يريدون الان التحرير من النهر الى البحر، وهذا مستحيل الان، فقط العالم يعترف بفلسطين على حدود العام ١٩٦٧م ، ولكن الزمن كفيل بعودة الحق لاصحابه، اذا توحدنا ورسمنا خطة واقعية لتحرير الوطن فلسطين.
رحم الله الزعيم التونسي عندما زار فلسطين ، قال – خذ وطالب، ومع الاسف لم نرض.
اما اخواننا في السلطة عليهم تغليب العقل وعدم الاعتماد على الجبان والخرفان بايدن، لأنه اجبن من تنفيذ وعده بنقل سفارته خوفا من بينيت وشاكيد، وايضا هو قالها بالفم المليان انا غير يهودي ولكني صهيوني.
لا ادري كيف سينفذ وعده بحل الدولتين ، الا اذا كان يفكربما طرحه علينا الجاهل ترامب. الحمد لله ان ترامب اكتشف مؤخرا ان نتنياهو كاذب .

لذلك على السلطة ان تسعى جاهدة لانهاء الانقسام و مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل المشروعة والمنصوص عليها دوليا ، ما عدااستعمال الصواريخ، لان الصواريخ تضر اخواننا في غزة اكثر بكثير من منافعها. وعدم انتظار بايدن ، لانه اجبن من ترامب ، ولا اي دولة في العالم ، والاعتماد على وحدتنا الوطنية .

يقول الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) والله المستعان.