فور إعلان السعودية تشكيل التحالف الإسلامي والذي يضم 34 دولة لمحاربة الإرهاب، رحبت السلطة الفلسطينية في المشاركة في هذا التحالف، ذلك بعد مشاورات فلسطينية سعودية، لما في ذلك من أهمية لتحقيق الأمن والاستقرار لشعوب الأمتين العربية والإسلامية.
كثرت التساؤلات حول هذه المشاركة ، وما الداعي لها في ظل الهجمة الصهيونية الشرسة وانتفاضة القدس ، والتي من الأولى على السلطة الفلسطينية مواجهة ارهاب الدولة الإسرائيلية وليس ارهاب الدولة الإسلامية ، والذي لم يصل إلى فلسطين من الأساس .
في سياق هذه التساؤلات حول إمكانية مشاركة السلطة الفلسطينية، أوضح اللواء والمحلل العسكري ، واصف عريقات، أن السلطة الفلسطينية تٌدرك أن تحرير فلسطين لن يتم إلا بإجماع دولي وعربي، كما أن فلسطين من مصلحتها أن تكون بأي تحالف عربي وإسلامي ، من "الممكن" أن يحارب إسرائيل.
وأضاف: فلسطين منذ وعد بلفور تواجه إرهاب دولة إسرائيل لوحدها، بمساندة العرب، لكن العرب الآن انشغلوا بأنفسهم، ومن المصلحة العامة خلق مزاج عام يضع القضية الفلسطينية على أولويات هذا التحالف .
وقد تباينت ردود الأفعال ما بين المؤيدين والمعارضين لهذا الانضمام، فقد رأى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني ,أنه من الاجدر على السلطة ان تتريث وتكون مشاركتها معنوية حتى لا تقع السلطة في اطار التحالف والمحاور خاصة في ظل عدم وضوح معالم هذا التحالف بعد، وعدم توصيف حقيقي للارهاب ، متسائلا " ماذا لو اعتبر التحالف حركة حماس حركة ارهابية؟ ماذا سيكون رد فعل السلطة الفلسطينية؟ هل ستحارب حماس معهم؟ كما أن جماعة الاخوان المسلمين في مصر عليها اختلاف بعد ! ".
وعن دور فلسطين في التحالف الإسلامي، يرجح اللواء عريقات أن الدور الفلسطيني في الغالب سيكون توفيقي جامع ،بما يمكن فلسطين من استقطاب هذا التحالف لمواجهة اسرائيل، مؤكداً أن فلسطين بحكم أنها تحت الاحتلال لم يُطلب منها المشاركة العسكرية وهي معفية من هذا الدور بحكم مواجهتها لإرهاب أكبر من الإرهاب الذي سيحاربه هذا التحالف .
و يتوقع " الدجني" ، انه من المحتمل أن يكون دور فلسطين ما بين شقين الاول التدخل من خلال الامن المعلوماتي بمعنى ان يكون هناك معلومات من السلطة الى غرفة العمليات في الرياض وهذا يساهم في محاصرة تنظيم الدولة او أي تنظيم ارهابي متفق عليه .
والمحور الاخر التدخل العسكري في حال لزم الامر ان يكون هناك مشاركة عسكرية وهذا سيحرج السلطة لأنه لم يتم التعريف الحقيقي "بماذا ينظر التحالف إلى اسرائيل"؟.
وحتى لا يكثر الجدل في هذا الأمر ،طمئن اللواء عريقات، بأن فلسطين لن تتعجل ولن تستبق الأمور أبداً، إنما ستكون جزء من أي اجماع عربي واسلامي ،وأنها لن تكون غطاء لأي عمل غير مجمع عليه إسلامياً ولا عربياً .
وشدد على أن فلسطين غير معنية بأن تخسر أي طرف لأنها بحاجة للربح وليس للخسارة وهي معنية في هذه المعادلة الربح فقط على الصعيد العربي والإسلامي .
وعن سبب التردد في تأييد انضمام السلطة لهذا التحالف ، يتساءل "الدجني" هل ينظر هذا التحالف إلى اسرائيل بأنها دولة ارهابية ، وهل ينظر لأفعال المستوطنين بالإرهابية ، لافتاً إلى أن هذه المشاركة، ستعيد طرح السؤال على الطاولة، اين الاجهزة الامنية ,الأمر الذي من شأنه أن يوقع لوم كبير على السلطة وسيضعها في موقف الاحراج، لأنها ان كانت قادرة على تبادل المعلومات وارسال قوات لمحاربة الارهاب, "فالاولى ان تحارب الارهاب الاسرائيلي" .
ويعتقد الدجني أن التحالف سيواجه فشلاً حقيقياً بسبب التباينات الكبيرة بين الدول الأعضاء موضحاً أنه في ليبيا هناك حلفاء من الجماعات المصنفة ارهابياً من خلال الدول الموجودة حتى المملكة السعودية و أيضاً في اليمن هناك من ينظر الى "الحوثيين" انهم حلفاء وليس إرهابيين وهناك من يرى العكس، بالتالي فإن هذا التباين سينعكس بشكل حقيقي على المشهد القادم.
يشار إلى أن السعودية تقود تحالفا عربيا ضد الحوثيين في اليمن، كما تشارك في الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يشن ضربات جوية عسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق، كما وستشارك مصر وليبيا وتونس والمغرب الاردن والامارات والبحرين وقطر والكويت ولبنان ودولة فلسطين والسودان وتركيا وباكستان، و ابدت عشر دول اخرى ابرزها اندونيسيا، تأييدها للتحالف "وستتخذ الاجراءات اللازمة في هذا الشأن.