هآرتس – 319 فلسطيني قتلوا في 2021، في إسرائيل هم مخربين

0A4A0983-323E-4040-98A0-60987A26316C-e1608481804606.jpeg
حجم الخط

هآرتس– بقلم  جدعون ليفي  

 

هذا العام هو 2022 وما زال هنالك في اليمين الإسرائيلي معارضون للحديث مع محمود عباس: يقولون هو إرهابي. هذا العام هو 2022 وحتى الآن يوجد من يطلقون الادعاء الباطل والمضحك هذا بجدية تامة، ليس هنالك جدوى من تصحيحهم. على كل حال لقاء عباس مع بني غانتس لم يستهدف سوى تحسين صيانة الاحتلال. ولكن ليس بالإمكان الانتقال إلى جدول الأعمال العادي إزاء الوقاحة التي لا تصدق والتي ترافق تبريرات الإدانة بعد كل لقاء مع عباس.

على يد محدثه الإسرائيلي يوجد دم أكثر مما يوجد على يد رجل السياسة المسن من رام الله. لا نريد الحديث مع مخربين وقتلة؟ بالعكس – يجب عدم الحديث مع غانتس. كل زعيم فلسطيني التقى مع غانتس ومع أمثاله يتنازل عن كرامته أكثر بكثير من محدثه الإسرائيلي. غانتس هو “مخرب” أكثر بكثير من عباس. وليس فقط أنه لا يحاول إخفاء ذلك بل هو يتفاخر بذلك. أيضاً يتسحق رابين كان مخرباً أكثر من ياسر عرفات. كان ثمة دم أكثر على يديه، من أيام 1948 فصاعداً. ومن تعذب حقاً من مصافحتهما، ومن كلف نفسه أن يعبر عن ذلك؟ انه رابين المعذب. يداه الطاهرتان خشيتا من مصافحة الأيدي الملطخة لمحدثه.

العالم يغفر أعمال قتل معينة ولا يغفر أخرى، أيضاً عندما تكون عدم شرعيتهما متساوية. ولي عهد السعودية محمد بن سلمان فقد تقريباً كل عالمه في أعقاب مقتل الصحفي جمال خاشقجي. وحقاً فإن هذا القتل كان وحشياً – وكأن هنالك قتل ليس كذلك – بما في ذلك تقطيع جثة في القنصلية وعلاقة مثبتة بذلك مع بن سلمان. ولي عهد السعودية أرسل قتلة الصحفي – وهو ودولته عوقبا بمقاطعات. 

ومن الذي أرسل قتلة صحفي آخر؟ في 8 تموز 1972 فُجرت سيارة الصحفي، الكاتب والمفكر الفلسطيني من مواليد عكا غسان كنفاني، كنفاني وابنة أخته ابنة السابعة عشر قتلا. صحيح أن جثة كنفاني لم تقطع. وهو لم يقتل في قنصلية بل بالقرب من بيته، هل مقتله كان أكثر شرعية من مقتل خاشقجي؟ بماذا؟ كلاهما كانا معارضين للنظام، الخاشقجي للنظام في بلاده، وكنفاني للنظام في بلاده المفقودة. الأول أيد الاخوان المسلمين والثاني كان ناشطاً سياسياً في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. مقتله كان أحد أعمال التصفية الأكثر إجراماً لدولة إسرائيل، العديدة. أحد ما أعطى الأمر و أحد ما نفذ. عملية القتل جرت نتائج، غمزة عين أو لا مبالاة. هل أحد ما في العالم خطر بباله أن يفرض عقوبات على إسرائيل في أعقاب مقتل كنفاني؟ من المضحك طرح هذه الاحتمالية اساساً. كنفاني تم تصفيته وهذا مسموح، والخاشقجي قُتل وهذا ممنوع.

في السنة الماضية قتلت إسرائيل 319 فلسطينياً، هذه كانت سنة هادئة تماماً بدون حرب تماماً، والعمليات كانت قليلة نسبياً.319 قتيل فلسطيني، تقريباً كلها كانت عبثاً، تقريباً كلهم لم يكونوا يستحقون الموت، تقريباً كلهم لم يكونوا مسلحين، والقليل من بينهم عرضوا حياة أحد بالخطر. جزء منهم متظاهرون وفلاحون، فقط قلة منهم حاولوا القيام بأعمال إرهابية حقاً. ومع ذلك عباس وافق الالتقاء بمن قاد أعمال القتل هذه، وأعطى الأوامر، وأيد، وحتى امتدح.

حسب بيانات “بتسيلم” فإنه في هذا العام قُتل 11 اسرائيلياً أي أقل بـ 29 مرة. 11:319. إن قلة القتلى الإسرائيليين بالتأكيد يفرح إسرائيليين عديدين، ولكن إلى جانب السرور، لا يتسرب لسبب ما السؤال المقلق: ما هو نوع هذا التناسب؟ هل يدلل فقط على ميزان القوى بين الطرفين؟ هل قتلة الـ 319 هم الأفضل حقاً ويدافعون عن أنفسهم في حين أن قتلة الـ 11 هم المخربون والقتلة والذين يمنع الالتقاء مع زعمائهم؟ والأهم من ذلك، كم من الدم الفلسطيني يتوجب أن يسفك من أجل أن يتجرأوا في إسرائيل على ان يجيبوا بشجاعة ونزاهة، للمرة الأولى في تاريخ هذه الدولة، من هنا هو الإرهابي حقاً ومن هو الذي يدافع عن حقوقه – لحظة قبل أن يحرضون على أنه محظور الالتقاء مع عباس نظراً لأنه إرهابي.