معادلة… هشام الهواش.. لن أخجل الا من دمع أمي

69db5a5b872bb7ce4f09d917d4df6665.jpg
حجم الخط

بقلم: حمدي فراج

 

كأني بالاسير المناضل الصنديد العنيد هشام ابو هواش، وأي شخص يستطيع ان يتخيل نفسه مكانه، يسمع تصريح أمين عام حركة الجهاد زياد النخالة، يعتبر موته عملية اغتيال تتطلب الرد، وطبعا لأنه القائد رقم واحد في الحركة، فإن البقية الباقية من قيادات الحركة ووسائل اعلامها، ستكرر ما قاله القائد تكرارا حرفيا.

كنت سأشعر بالحزن على حالي، فهم لن ينصرونني الا بعد ان أموت، وكأنهم لا يدركون انني أموت منذ 140 يوما، فكيف فقدت اكثر من نصف وزني خلالها، كيف احتملت نظرات امي وزوجتي وابنائي الخمسة وهم يتوسلونني التوقف، بل كم رأيت توسلاتهم اصبحت اكثر جدية وحميمية وتخوفية وملحاحية بعد تصريح القائد ، الذي لن يفعل شيئا قبل ان أرحل عن هذه الدنيا.

إن الاحتلال يا سيدي يغتالني كل يوم، بل كل ساعة على مدار ساعات يومي الذي اصبح كله ليل. أو تظن انني كنت أحسب حساب الموت، قبل ان أخوض معركتي مع هذا العدو، كان همي أن أكشف مدى حقده وكراهيته للانسان الفلسطيني حتى عندما يكون في قبضته أسيرا معفرا بالقيود والزنزانة والبرش والذل، كان همي ان أقول لكل العالم الحر والمتمدن والمتحضر انني معتقل دون ذنب او تهمة ستة اشهر يتم تمديدها تلقائيا عدة مرات، كان همي ان اقول للمنظمات الحقوقية الدولية والاسرائيلية انني أشتاق ان امثل امام محكمة حتى لو كانت معادية وعسكرية، فتتلى علي لائحة اتهامي، فأقوم بالرد عليها. ولكن شيئا من هذا لم يحدث، بل ان ما حدث معي حدث مع المئات والالاف من قبلي، يزج بهم في الاقبية دون ان يعرفوا لماذا، وخاض عشراتهم اضرابا فرديا ضد هذا الظلم، وبعضهم قضى بالاطعام القصري، حتى قررت نقابة أطبائهم ان لا تقدم على سلوك لا أخلاقي من هذا القبيل، ولكم اسعد قلبي ان لا تأتي حماس على التهديد بتجويع أسراها الاسرائيليين لديها محاكية ما يفعله الاسرائيلييون معي ، نحن لا نفعل ما يفعلونه، والا اصبحنا مثلهم. لقد قررت ليلى خالد في آخر لحظة ان تتوقف عن خطف الطائرة لانه كان على متنها ام تهدهد طفلها، بل كفت الجبهة الشعبية من يومها عن خطف الطائرات، لقد أحرقت اسرائيل الاخضر العربي واليابس، وهددت بقصف الاهرامات في مصر، فهل نقصف معالمهم؛ قبر يوسف و قبر راحيل، ونحن الذين حافظنا عليها الاف السنين.

أنا شخصيا لا اريد منكم ان تقصفوا اسرائيل لانها اغتالتني. هناك ألف سبب لتفعلوا ذلك عل اقلها انها اغتصبت وطننا وشردت شعبنا واحتلت بقية ارضنا، انا اريد حريتي التي هي جزء لا يتجزأ من حرية شعبي، التي عند مذبحها قضى الالاف شهداء واسرى وجرحى ومشردين. أنا بمعركتي هذه اردت ان يتقاطع نضالي مع نضالكم، كجدول ضحل يصب في مياه نهر الكفاح العظيم، انا أحب الحياة واريد ان اعود الى قريتي وبيتي وابنائي واحبائي . وإن مت “فلن أخجل الا من دمع أمي”.