كشف معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هارتس" عاموس هارئيل، أنّ قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي أبدت مخاوفها من إمكانية انتقال المقاومين الفلسطينيين إلى تنفيذ الهجمات المسلحة على نطاق واسع.
وفي تقرير نشرته الصحيفة قبل أيام، يشير هارئيل إلى أن الشروع في تشكيل خلايا مسلحة ينقل هبّة القدس المحتلة إلى مرحلة جديدة تماماً، على اعتبار أن جميع العمليات التي نفذت حتى الآن تمت بشكل فردي من دون تدخل التنظيمات الفلسطينية. وينقل هارئيل عن أوساط عسكرية قولها إنه "باستثناء عملية واحدة نفذتها خلية تابعة لحركة حماس في محيط مدينة نابلس قبل شهر"، على حد زعمه، فإن "جميع العمليات التي نفذت منذ اندلاع الهبّة قام بها شباب بشكل فردي". كما يلفت هارئيل إلى أن الانتشار الواسع لقوات الشرطة وجنود جيش الاحتلال في القدس المحتلة وفي أرجاء الضفة الغربية قد حوّل هؤلاء إلى أهداف سهلة للفلسطينيين الذين يقررون تنفيذ عمليات.
وبحسب هارئيل، فإن قيادات جيش الاحتلال تقرّ بعجزها عن ابتكار وسائل يمكن أن تُسهم في إحباط العمليات ذات الطابع الفردي قبل تنفيذها. ويشير إلى أن هناك خيبة أمل من نتائج عمليات رصد ومتابعة حسابات الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ إنها لم تنجح حتى الآن في توفير معلومات أفضت إلى إحباط عملية فردية خطط لها شاب فلسطيني.
وفي ذات السياق، نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية قبل أيام عن مصادر في قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي قولها إن انتقال الفلسطينيين لتنفيذ عمليات مسلحة على نطاق واسع سيشكل تحدياً كبيراً لجيش الاحتلال والمستوطنين. وحسب المصادر، فإن استخدام الأسلحة النارية في تنفيذ العمليات يعني شلّ قدرة المستوطنين على الحركة لأنه يعني تمكين المقاومين الفلسطينيين من نصب كمائن مسلحة على الشوارع الرئيسة التي يسلكها المستوطنون. وفي سياق آخر، يذكر موقع "وللا" الإخباري الإسرائيلي أن الكثير من المحال التجارية ومرافق الترفيه قد أغلقت أبوابها في القدس المحتلة بسبب تأثير عمليات الطعن والدهس التي ينفذها المقاومون الفلسطينيون. وينقل الموقع، عن رئيس رابطة التجار في القدس المحتلة، إيلي ليفي، قوله "لقد تلقينا ضربة موجعة، المركز التجاري في القدس يحتضر بسبب العمليات وما تبعها من خوف وقلق. لم أكن أتصور أن مدينتنا ستظهر على هذا النحو من الضعف في مواجهة هذه الموجة من العمليات". ويذهب ليفي في حديثه إلى حدّ دعوة الإسرائيليين للتوجه إلى القدس للتسوق فيها من أجل تعزيز حقيقة أنها "العاصمة الأبدية والموحدة لدولة إسرائيل"، على حد زعمه. ووفقاً لليفي، فإن عمليات المقاومة الفلسطينية قد نجحت في إجبار أصحاب محلات تجارية على إغلاقها على الرغم من أنه قد تم تدشينها قبل 25 عاماً.
وفي السياق، يشير موقع "وللا" إلى أن صاحب مطعم حمص كتب لافتة على باب المطعم موضحاً للزبائن الكثر الذين كانوا يرتادون المكان أنه لم يعد يستطيع مواصلة المخاطرة بفتح المطعم بسبب الواقع الأمني الخطير. وفي السياق، تبدي وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماماً كبيراً بنتائج استطلاع للرأي العام أجري في أوساط الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ودلل على تأييد جارف لعمليات الطعن بالسكاكين وشن عمليات مسلحة.
وحسب البحث، الذي أجراه "المركز الفلسطيني للسياسات والأبحاث"، وأعلنت نتائجه يوم الاثنين الماضي، فإن 67 في المائة من الذين شاركوا في الاستطلاع يؤيدون عمليات الطعن بالسكاكين، في حين أن 66 في المائة منهم يعتقدون أن الهبّة الحالية ستتحول إلى هبّة جماهيرية تستقطب كل قطاعات الشعب الفلسطيني. وتدلل النتائج على أن 68 في المائة من الجمهور الفلسطيني يؤيد الغاء اتفاقيات أوسلو، في حين يرفض 55 في المائة حل الدولتين، ويؤيد 65 في المائة المطالبة بإقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من منصبه. ويطالب 64 في المائة بوقف التعاون الأمني مع إسرائيل، في حين يرى 52 في المائة بأن إسرائيل ستتوقف عن البناء في المستوطنات في حال تخلت السلطة عن الوفاء بالتزاماتها. ويؤيد 70 في المائة منع إدخال البضائع الإسرائيلية بشكل مطلق للضفة الغربية وقطاع غزة. وفي السياق، يعتبر مراسل صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية للشؤون الفلسطينية، أساف جيور، أن نتائج الاستطلاع تدلل على التوجهات العامة للفلسطينيين.