خلال أوقات التصعيد

خبير إسرائيلي يكشف عن كواليس ومدة اتخاذ قرار بقصف أي هدف بغزة

قصف برج الجلاء.
حجم الخط

القدس المحتلة - وكالة خبر

كشف ضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي تفاصيل الكواليس التي تدور لدى غرفة التخطيط قبل قصف أي هدف بغزة خلال أوقات التصعيد.

وقال الخبير العسكري الإسرائيلي يوآف زيتون: "إنّ اتخاذ قرار بتنفيذ قصف جوي تجاه أي من الأهداف القتالية داخل غزة، يستغرق بضع ساعات".

وأضاف زيتون: "وفي الوقت ذاته أي استهداف  يطرح شكوكاً كبيرة حول مدى القدرة على القضاء على حماس من الجو فقط، وهو ما تعلمه جيدا غرفة التخطيط التي تتابع عن كثب عملية الهجوم التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية في رئاسة الأركان، حيث تجتمع مجموعة الضباط والجنود حول الطاولة تحاكي إجراءً لإعداد هدف لشن هجوم في قطاع غزة، كما فعلت مئات المرات في العام الماضي".

وتابع الخبير الإسرائيلي في تقريره لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "إنّ الشاشات الموجودة على الجدران فيها رسوم توضيحية لكل الأهداف المنتقاة، بعضها ثلاثية أبعاد، والبعض الآخر من زاوية جانبية، ويتم عرض واحدة تلو الأخرى بواسطة كاميرات خاصة".

وأكمل: "يتم التخطيط في هذه الحالة لمهاجمة جيش الاحتلال  لهذه الأهداف خلال ساعات قليلة فقط، ويخضع كل موقع منها لعملية استكشاف نهائية، وتتاح الفرصة لكل الأجهزة والوحدات العسكرية للإدلاء بالتعليقات، خاصة إن كان المقصود ضرب منشآت لإنتاج الصواريخ، لاسيما مع رفع حماس قدراتها الصاروخية، وتطويرها، خلال العام الماضي".

وقالت الصحيفة العبرية: "إنّ المعطيات الإسرائيلية تشير إلى أنّ تنفيذ أي عدوان على غزة يشمل تنسيقاً بين وحدات الاستخبارات والنار والجو، ويتم تشغيل هذه الوحدات المشتركة في مقر القيادة بمدينة بئر السبع جنوباً، والغرض هو إنشاء بنك جديد للمواقع المستهدفة، من خلال التعرف عليها، واحدا تلو الآخر، وإحالة المعلومات من مصادر مختلفة، ومن جميع مجالات الذكاء البصري، والتنصت والجواسيس والمخابرات، ثم يتم الانتقال إلى التخطيط التشغيلي على أرض الواقع".

وأردفت الصحيفة بالقول: "عادة تستغرق عملية قصف مواقع في غزة بضع ساعات، ويُطلب من الضباط والجنود الموجودين في مركز النار أن يتلقوا التعليمات استعداداً لخوض ساعة حرب صغيرة".

واستطردت الصحيفة: "أي خطأ يرتكبه الجيش قد يؤدي للتصعيد، فضلاً عن كون الجيش مهتماً بمهاجمة وتدمير البنية التحتية، مثل مخارط صنع الصواريخ، وليس استهداف المسلحين الموجودين داخل الموقع؛ خشية من رد فعل المقاومة"، لافتةً إلى أنّ هناك حالات استثنائية تتعلق بعدم قدرة الجيش على الوصول لبعض الأهداف على الأرض".

وأكملت: "إنّ الحروب الإسرائيلية تُؤكّد على أنّ أي قصف هو مسألة دقيقة للغاية، وعليه يجد الجيش نفسه مطالباً باستخلاص الدروس والعبر التي تعلمتها حماس للدفاع عن نفسها خلال الهجوم القادم، لأن مقاتليها لديهم الكثير من الخبرة العسكرية، ويقومون بتحديث مكوناتهم المتغيرة".

وأوضحت صحيفة يديعوت أنّ من التحديات الإشكالية التي تواجه سلاح الجو الإسرائيلي في قصفه المتكرر لأهداف عسكرية هو أن قطاع غزة مساحته ضيقة، والبيوت مزدحمة، والمواقع متراصة، قائلةً: "المشكلة أمام الجيش أن غزة مكان يتغير بسرعة، وليس سهلاً ضرب كل الأهداف المطلوبة بسبب قيود الطقس، أو الأنشطة العملياتية السرية الأخرى.