إدارة فاشلة: وزارة الدفاع والجيش يبذّران المال دون رقابة

اليكس-فيشمان.jpeg
حجم الخط

بقلم: اليكس فيشمان



يحصل شيء سيئ في إدارة مشاريع وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي، في كل ما يتعلق بالمشتريات الأساسية في الخارج.
حصل هذا في أمر الغواصات، وحصل هذا في شراء سفن "ساعر 6"، وفي شراء مروحيات يسعور الجديدة، وفي شراء طائرات الشحن بالوقود، والآن يحصل هذا في صفقة صغيرة نسبيا لشراء مروحيات بحرية تجري منذ ست سنوات ولا نرى لها نهاية.
في بيانات قسم التخطيط يبدو هذا مرتبا ومخططا حتى البرغي الأخير. أما في الواقع: حلم. بعض هذه الصفقات قد تصل إلى لجان التحقيق. وأخرى ستبقى مدفونة في إدارة حسابات وزارة الدفاع غير الملزمة بتقديم الحساب لأحد رغم أن مئات ملايين الدولارات تقع هناك في القمامة بسبب الإدارة الفاشلة.
فطمس الحقائق وإخفاء المعطيات هما سبب وجيه آخر للتردي في ثقة الجمهور في الجيش وفي وزارة الدفاع.
وأحد الأسرار الدفينة هو مثلا بأي قدر شذت صفقة المروحيات البحرية الجديدة عن الميزانية الأصلية؟ يبدو أن الحديث يدور عن عشرات وربما مئات ملايين الدولارات، لكن وزارة الدفاع تملأ فمها بالماء. ربما درءا للعار.
يا له من أمر رمزي وحزين: هذه السنة كان يفترض أن يبدأ بالعمل سرب مروحيات "سي هوك" بحرية بدلاً من سرب المروحيات القديمة.
وحسب الرواية الأخيرة لوزارة الدفاع فإن المروحيات الجديدة ستصل في 2024 وستكون تنفيذية في 2025. موعد آخر على الجليد.
لقد بدأت معالجة المروحية البحرية الجديدة بالذات بالقدم اليمنى. فقد اكتشف سلاح الجو بشكل مبكر شيخوخة المروحيات القديمة، وبعد الدراسة أشار، في منتصف العقد السابق، إلى البديل: مروحيات مستخدمة من طراز سي هوك خرجت من الخدمة في الأسطول الأميركي.
وادعى خبراء المشتريات في وزارة الدفاع منذ ذلك الحين بأن هذا خيار إشكالي، وذلك لأن هذه مروحيات مستخدمة. ونموذجها الأخير نزل من خط الإنتاج في العام 1996 وحتى الأحدث فيها يقترب عمره من 30 سنة.
فضلا عن هذا، نفذت إسبانيا صفقة مشابهة مع الأميركيين قبل بضع سنوات من ذلك فخاب ظنها.
أما سلاح الجو فأصر: لا يوجد مال. وبالعموم فإن المهم في هذه المروحية البحرية ليس المنصة بل الأجهزة التي عليها.
ناهيك عن أن الصيغة البرية للمروحية "بلاك هوك" تخدم في سلاح الجو، ما يفترض أن يسهل الاستيعاب والسياق. ومثلما هو الحال دوما فان ما يريده سلاح الجو هو ما يحصل.
في 2016 وقعت الصفقة: اشتريت ثماني مروحيات "سي هوك" مستخدمة، ثلاثة منها مخصصة مسبقا للتفكيك من أجل قطع الغيار، وخمسة تكوّن السرب التنفيذي.
استغرق وقت قصير آخر ووقعت الصفقة مع شركة اس.اي.اس في الباما لتحسين المروحيات الخمس. في المرحلة الأولى سيتم ترميم يستهدف جلب المروحية إلى الطيران (تعزيز المبنى، تجديد أجزاء آليه، محرك، جير، وما شابه) وفي المرحلة الثانية يتم إدخال أجهزة إسرائيلية خاصة إلى المروحية مثل البدلة الالكترونية وإضافة إلى قدرات تسليحية أخرى.
غير انهم اكتشفوا في حينه أن وضع المروحيات أسوأ بكثير مما ظنوا. فقد استغرض الترميم زمنا أطول، وأنفقوا مالا أكثر فوصلنا إلى 2022.
فقط مروحيتان رُمّمتا للطيران. أما الأخرى فلا تزال في العمل. فضلا عن ذلك، لم يتبقَ مال للمرحلة الثانية المتمثلة بإدخال الأجهزة الإسرائيلية. في هذه الأيام تجري مفاوضات مع الشركة الأميركية من أجل زيادة للثمن كي ينتهي العمل.
فقط مفاوضات، وليس اتفاقاً بعد. قسم من الأعمال سيتم في إسرائيل، وسيحتاجون إلى إصدار عطاءات، وهذا أيضا يستغرق وقتا.
وهكذا بحيث إن تاريخ الموعد (2024 – 2025) معلق في الهواء.
وفي هذه الأثناء تواصل المروحيات القديمة الشيخوخة، ولا أحد يلح، ولا أحد في جهاز الأمن يعطي الحساب لأحد. لا غرو أن ثقة الجمهور تتدهور.

عن "يديعوت"