قناعتي وسأكتب عنها، فمنذ اللحظة التي قرأت فيها الورقة المصرية الأولى التي بنيت عليها كل البنود وترتيبات وتفاصيل خطوات المصالحة كانت خاطئة، وهنا أتحدث سياسة صافية وليست عواطف أو أمنيات.
كان خطأ ارتكبته القيادة الفلسطينية والمصرية السابقة في التراخي مع حماس وكان لديهم تصور أن حماس غول سوف يقدمون له ترضية والواقع أن حماس أصبحت غول بعدما وجدت ما يطرحونه من مكافآت ووظائف وتنسيبات ومشاركة في الحكم قبل اعادة الوضع لما كان عليه قبل يوم الانقلاب، بل كانت حماس تشعر بضعفها بعد الانقلاب وكيف قفزت في الهواء وكيف ستدير الحالة وكيف ستعاقب وكيف ستكون وما زاد تغولها هو استمرار عمليات التراضي على المكاسب ومضي الوقت حتى اندلاع الرببع العربي ووصول جماعة الإخوان للسلطة في مصر وبسقوط الأنظمة الأخرى في تونس واليمن وليبيا وتنامي فعل التيار الاسلامي وتطوير سلاحها وصواريخها وصمودها أمام الضربات والحروب الإسرائيلية على غزة وتواصل الانقسام أدى لترهل المنظمة وفتح والسلطة وتغييب التشريعي وتنامي ديكتاتورية عباس وعقوباته على الناس وتمسكه بالسلطة.
ليس عدم وجود رافعة فلسطينية هو الأساس أو هو السبب في غياب المصالحة، رغم لزوم ذلك، لاحقاً، كبديل لأخطاء مكافئة حماس على انقلابها في طريقة الحل، بل الأخطر من ذلك هي الأسس التي وضعت في الورقة المصرية الأولى التي كافأت الإنقلاب وأدخلتنا في ترتيبات ما ستجنيه حماس وعناصرها من مكاسب، وكان الأصل أن يكون الحل مبني على نقطة واحدة فقط وهي " تراجع حماس عن انقلابها فوراً " في ذلك الحين، وبعد ذلك إجراء انتخابات مبكرة و القيام باصلاح المنظمة والسلطة، ومن يعجبه ينضم للمنظمة ومن لا يعجبه يبقى خارجها، لو حدث هذا منذ البدء لما حدث هذا التدهور الفلسطيني الشامل، ولما كان هذا التغييب لكل المؤسسات وضعف الفعل الفلسطيني طوال 15 عام ضاعت فيه القضية.
نقطة واحدة هي الحل إذا أرادت الجزائر النجاح وهي إنهاء الإنقسام بتراجع حماس عن إنقلابها وتسليم غزة للسلطة المركزية يتبعها إجراء انتخابات عامة ورئاسية والمجلس الوطني واصلاح منظمة التحرير وانضمام من يرد الإنضمام.