صحف غربية : التحالف الإسلامي رسالته سياسية وغامضة

sy169zft199917
حجم الخط

محلل أمريكى: مؤشر على تآكل نفوذ واشنطن فى الشرق الأوسط..

إندنبدنت: التحالف الجديد خطوة رمزية وليست حقيقية..

كاتب بريطانى: قد تقدم إيران على تشكيل تحالف شيعى منافس


«هل يدحر التحالف تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا والعراق وليبيا؟ وكيف سيتم التنسيق بين 34 دولة لشنّ عمليات عسكرية؟ وما حجم مشاركة كل عضو فى التحالف؟ وهل ستتضمن قوات برية أم سينضم للتحالف الدولى وروسيا فى غاراتهم الجوية ضد تنظيم داعش؟».. هذه كانت أبرز التساؤلات التى دارت فى أذهان المراقبين والخبراء السياسيين حول إعلان الرياض عن التحالف الإسلامى العسكرى لمواجهة خطر الإرهاب

وقال مدير مركز التفاهم العربى ــ البريطانى، كريس دويل، إن السؤال الذى يجب طرحه «ما هو عمل التحالف وهل سيكون مؤثرا؟»، مشيرا إلى أنه من المبكر الحكم على تحالف مازال فى طور التكوين، ولم تظهر بعد الاستراتيجية الدقيقة له.

فيما قال الكاتب البريطانى إيان بلاك فى مقال بصحيفة الجارديان البريطانية إن التحالف المعلن عنه صُمم ليعكس الإرادة فى محاربة الإرهاب ومساعدة الغرب فى ذلك، ولكن التفاصيل المهمة عن طريقة عمله وإذا كان سيتبنى عمليات عسكرية فى الصفوف الأولى من الحرب، تبقى غير واضحة.

وفى السياق ذاته، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج تاون الأمريكية، روس هاريسون، إن «حقيقة تشكل التحالف الإسلامى من دول معظمها سنّة، يؤشر على المشاركة الإيجابية التى ستكون ضد تنظيم داعش»، موضحا أن الأغلبية السنّية فى التحالف تُظهر ازدراءهم لداعش، مشيرا إلى أن مشاركة عدد من الدول الإفريقية مثل تشاد والجابون والصومال، هو أمر مهم جدا نظرا لأن داعش بدأ تكوين تحالفات فى القارة السمراء.

فيما جاءت افتتاحية صحيفة «إندبندنت» البريطانية، بعنوان «التحالف العسكرى السعودى الجديد خطوة رمزية وليست حقيقية»، قائلة إن «إعلان السعودية إنشاءها تحالفا عسكريا سنيا يوحى بالثقة بالاسم فقط».

وأضافت الصحيفة أن «الولايات المتحدة طالما اشتكت من غياب وجود أى جيش سنى على الخطوط الأمامية لمحاربة داعش»، موضحة أن بعض المحللين يعتقدون أن هذا التحالف العسكرى سيأخذ زمام المبادرة لوضع يده على أكثر الجرائم الإرهابية تطرفا فى المنطقة.

وتساءلت الصحيفة عن دور الدول فى هذا التحالف، حيث لم يُفصح عن أى مؤتمر صحفى لتوضيح دورهم، مختتمة بالقول إنه «فى ظل عدم وجود خطة او استراتيجية فإن الإرهابيين لن يخافوا من هذا التحالف العسكرى السعودى».

بدوره، علّق الكاتب البريطانى المتخصص فى شئون الشرق الأوسط، روبرت فيسك، على التحالف الإسلامى العسكرى، متسائلا عن «عدم وجود إندونيسيا التى تعد أكبر دولة سنية فى العالم فى التحالف المُعادى للإرهاب».

وقال فيسك إنه رغم وجود دول تعانى من الفساد مثل «أفغانستان»، ودول ضعيفة مثل «لبنان»، وأخرى مفلسة مثل «تشاد» و«جزر القمر»، إلا أن الدولة التى تضم 200 مليون مسلم سنّى (إندونيسيا) غابت عن القائمة الطويلة لدول التحالف.

وأوضح فيسك أن «إندونيسيا التى عانت من الإرهاب نفسها قد تكون راغبة فى الانضمام إلى أخواتها من الدول المسلمة، ولكن يبدو أن مقتل 30 خادمة إندونيسية فى السعودية بعد محاكمات قضائية غير عادلة، دفع أكبر الدول الإسلامية إلى عدم ربط جيشها بالمملكة إلا بعد إنهاء هذا الظلم».

وأبدى فيسك دهشته من وجود باكستان فى التحالف الإسلامى، وذلك لأن المرة الأخيرة التى طلبت منها السعودية الانضمام إلى التحالف العربى لمكافحة الحوثيين فى اليمن، رفض البرلمان فى إسلام أباد طلب الرياض.

وأضاف فيسك أن التحالف الكبير يضم دولا عديدة مثقلة بديون دولية ضخمة أو تواجه خطر الانهيار الاقتصادى، مشيرا إلى أن القوة العسكرية الاستثنائية للتحالف لا تتمثل فى عدد الدول المشاركة، ولكن «كم مليون أو مليار دولار أمريكى تخطط السعودية أن تنفق على المساعدات العسكرية الأخوية؟».

وفى السياق ذاته، قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، تحت عنوان «هل تحالف السعودية ضد الإرهاب حقيقى؟»، قائلة إن دفع السعوديين تجاه محاربة الإرهاب مرحب به، ولكن الإعلان عن تحالف إسلامى دولى صعب تصديقه، كما أن تجاوزه لبعض الدول المسلمة سيكون له نتائج مقلقة.

وأضافت الصحيفة أن الجانب الشرير من التحالف الإسلامى هو إغفاله لإيران والعراق، موضحة أنه «إذا أصبح هذا التحالف قوة حقيقية على الأرض، قد يدفع طهران تجاه تشكيل تحالف شيعى منافس، ما قد يسفر عن عواقب مدمرة، نراها حاليا فى اليمن».

وفى وقت غاب الموقف الإيرانى الرسمى عن الساحة منذ الإعلان عن تشكيل تحالف إسلامى دون ذكر طهران، شنّت وسائل إعلام إيرانية هجوما على التحالف العسكرى، لتزعم أنه جاء بعد «هزيمة واشنطن».

 

عن "الشروق "