قال عضو لجنة الدفاع عن حي سلوان بالقدس المحتلة، الباحث في شؤون القدس، فخري أبو دياب، إنَّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تُحاصر منزل عائلة المواطن المقدسي، محمود صالحية، وأغلقت المنطقة من جهة شارع نابلس ومن جهة وادي الجوز، بالإضافة إلى منع حركة المواطنين، تزامناً مع تواجد كثيف لقوات الاحتلال في المنطقة.
وأضاف أبو دياب، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" يوم الإثنين: "إنَّ حي الشيخ جراح مُستهدف بالكامل، حيث يُحاول الاحتلال الالتفاف على صمود وثبات أهالي الحي عبر محاكمه العنصرية"، مُشيراً إلى أنَّ ما يجري من محاولات التهجير القسري لعائلة "صالحية" باستخدام القوة، يُمكن أنّ يؤدي إلى إخلاء حي الشيخ جراح؛ ولذلك تم البدء بمنزل صالحية الذي يقع على أطراف الحي.
وحذَّر من انفجار الأوضاع الميدانية في القدس، إذا حاول الاحتلال إخلاء منزل صالحية بالقوة، مُؤكّداً على أنَّ الاحتلال يُخطط للسيطرة على حي الشيخ جراح بالكامل سواء من منطقة كرم الجاعوني أو الجهة الشرقية؛ لإقامة مشروع الاحتلال التهويدى؛ وإحلال المستوطنين وإقامة المستوطنات وفصل البلدة القديمة والمسجد الأقصى عن شمال القدس.
وأكّد على أنَّ ما يجري حالياً في الحي مُخالف للقانون الدولي؛ لكّن الاحتلال يُحاول كسب أصوات اليمين من خلال عمليات التهجير القسري؛ للحفاظ على الائتلاف الحكومي الهش.
وبالحديث إنّ كان منزل عائلة صالحية، ضمن العائلات الستة المهددة بالإخلاء في حي الشيخ جراح، قال أبو دياب: "إنَّ منزل عائلة صالحية ملاصق تماماً للقنصلية البريطانية وهو جزء من حي الشيخ جراح، وليس من ضمن البيوت المستهدفة سابقًا، كعائلة الكرد وحنون وغيرها من العائلات".
وأشار إلى أنَّ منزل صالحية يبعد عدة أمتار عن منزل عائلتي الكرد وحنون وبقية العائلات المقدسية المُهددة بالإخلاء، مُشّداً على أنَّ الاحتلال يُدرك عدم قبول أهالي القدس بأيّ تسويات أو مبادرات؛ لتسليم منازلهم للمستوطنين، تحت أيّ ذريعة؛ لذلك لجأ إلى استخدام قانون القوة.
وبسؤاله إنّ كان ما يجري مع عائلة صالحية، بمثابة عملية "جس نبض" للعائلات الأخرى في حي الشيخ جراح، أوضح أبو دياب، أنَّ منزل عائلة صالحية يقع على أطرف حي الشيخ جراح، وبالتالي ما يجري من محاولات الهدم والإخلاء تمهيدًا للتهجير القسري للسكان؛ يأتي لمعرفة رد فعل المقدسيين والفلسطينيين، وكذلك رد الفعل العربي والدولي.
وتابع: "حال تمكن الاحتلال من هدم منزل عائلة صالحية، ستكون بقية المنازل مُهددة بشكلٍ أكبر"، لافتاً إلى أنَّ بقية منازل حي الشيخ جراح مجاورة لبعضها البعض، بينما يقع منزل عائلة صالحية على أطراف الحي وحيداً، وبالتالي يُعتبر نقطة ضعيفة.
وتوقع أنَّ يرتكب الاحتلال مجزرة بحق عائلة صالحية؛ لأنّه يُريد إثبات قدرته على تنفيذ ما يُريد بالقوة، وذلك من أجل بث الرعب لدى العائلات المقدسية، ما قد يؤدي للتصعيد مع قوات الاحتلال.
وختم أبو دياب حديثه، بالقول: "إنَّ هدم منزل عائلة صالحية، قد يكون الشرارة التي تُشعل الأوضاع الميدانية في القدس، باتجاه هبة وانتفاضة جديدة في القدس وربما في الأراضي الفلسطينية ككل".