الشعب الفلسطيني، مع الأسف في وضع لا يحسد عليه بين زعماء بعيدين عن الواقع وبعيدين عن حقيقة ما يجري في العالم من اتخاذ قرارات وسن قوانين، وكأنهم يعيشون في عالم آخر بعيد عن الواقع الذي نحن فيه. والزعماء يدركون قوة اعدائنا الصهاينة ومن يقف وراءه، كأمريكا وبريطانيا، ومازالوا صابرين على وعود لا تنفذ، مكتفين بالقليل من الدعم السياسي والمادي. فرحمة بهذا الشعب الأعزل من كل شيء. فعلى الصعيد الداخلي نرى ان الفصائل مختلفة غير موحدة أمام الهجمة الصهيونية التي يرتكبها يوميا المستعمرون الجدد بدعم من جيش الاحتلال، لذلك نرى ان قضيتنا تتراجع بدون اي افق سياسي او مالي او معنوي. وبالعكس نرى كل يوم اطفالنا وشبابنا يستشهدون بدون اي رد فعل حقيقي من جميع الفصائل غير التنديد والوعيد حتى أصبحنا في حالة ضياع لا نحسد عليها.
ونرى العدو الصهيوني يرتكب كل يوم جرائم مختلفة بعيدا عن القوانين والاعراف الدولية، من قتل يومي وتجريف اراض، وبناء مستعمرات، وهدم بيوت امام اصحابها الذين لا تشفع دموعهم، وصراخهم كي تصحو اقوى منظمة عالمية من نومها وتضع المحتل في قفص الاتهام. وبدلا من ذلك تستعمل اقوى دولة في العالم حق الفيتو ضد من يريد ان يردع الظالم عن عربدتة بحق هذا الشعب الصابر على ظلم الدول التي تدعي انها ديمقراطية.
ان اقل واجب عالمي وعربي هو الوقوف مع هذا الشعب بعيدا عن خلافات زعمائه، الذين بعنادهم تزداد معاناة هذا الشعب المظلوم منذ ٧٤ عاما، بدون اي افق لنهاية هذة المأساة داخل الوطن وخارجه.
الشعب الفلسطيني يطلب من زعمائه الرأفة في وضعه المعيشي المزري ، ولا ينتظر من اي دولة في العالم ان تنقذه، خصوصا الرئيس الاميركي بايدن الذي نراه يقف جبانا امام بينيت.
فعلى جميع الفصائل ان ترى الواقع الذي نحن فيه ولا تنظر لمصالحها الخاصة، وتعمل لمصلحة شعبها الذي وضع قضيته بيديها.
ان هذه الزعامات تعلم ان السياسة والركض وراء المادة فقط لا تكفي، بل الأهم هو وضع سياسة وطنية موحدة تقوم بواجب الدفاع عن حق هذا الشعب، من اعدامات يومية وهدم البيوت والاعتداء على المقدسات، بعيدا عن خلافاتها العقائدية، فهل من يسمع صوت الشعب؟.