فيما العالم المنافق-وما أكثره- يحتفل فيما يسمى ب»المحرقة الصهيونية»ويجعل لها تاريخا «27 كانون الثاني».. نجد هذا العالم يتجاهل المحرقة الفلسطينية ،المستمرة منذ «105» اعوام .. منذ الوعد المشؤوم ..وعد بلفور»1917» وحتى اليوم..
يقينا ان هذا النفاق مربوط بالمؤامرة الدولية الكبرى، التي نفذتها بريطانيا واميركا والعديد من الدول الغربية لاقامة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين العربية .. وتشريد شعبها في اربعة رياح الارض.
هذه المؤامرة القذرة لم تنته ، بل ها هي مستمرة في صورة الدعم المستمر للكيان الغاصب، من قبل بريطانيا في البداية،وهي التي نفذت المؤامرة ، ثم سلمت «الجمل وما حمل» لحليفتها واشنطن لتستمر في احتضان هذا الكيان الباغي..
فواشنطن هي وراء سوق العالم الغربي بالعصا ، ليتذكر بالقوة ما يسمى « المحرقة الصهيونية»، وبالمقابل عليه ان يقوم باغلاق فمه وعينيه واذنيه عن المحارق التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ، وقد بلغت اكثر من «55» محرقة ومجزرة ومذبحة، منذ عام النكبة والي اليوم ، كما يقول المؤرخ الفلسطيني سلمان ابو ستة..
ليس هناك من شعب في العالم تعرض لمذابح وعلى مدى قرن من الزمان كما هو الشعب الفلسطيني.. الذي قدم اكثر من نصف مليون شهيد ، واكثر من مليون دخلوا المعتقلات والسجون الاسرائيلية منذ عام 67،وحكم على نصف شعبه «7» ملايين بالتشرد في اماكن اللجوء والشتات ، فيما النصف الاخر اكثر من «7» ملايين في الداخل يقاسون مرارة الارهاب الصهيوني على مدار الساعة.. الذي استباح الشجر والحجر والمقدسات وحرق البيوت على راس ساكنيها «جريمة الدوابشة» .
وليس سرا ان أخطر انواع التواطؤ مع العدو ، هو تواطؤ ذوي القربى ..الذين قفزوا أخيرا من الخندق العربي المقاوم ،الى الخندق الممالىء للاحتلال .. صدقوا الرواية الصهيونية الكاذبة .. الخادعة .. المخادعة، وكذبوا الرواية العربية المدعومة بالتاريخ الذي لا يكذب، والجغرافيا التي لا تريم .. والوقائع الصادقة .. والاسلام العظيم.
هذا التحول اللاطبيعي ، وغير المنطقي ، يعود الى فرية .. اكذوبة ، روجها العدو ومن لف لفه، من المهزومين .. الساقطين .. المرجفين .. وفحواها هو: « من لم ترض عنه تل ابيب.. لا يرضى عنه البيت الابيض»..!! وهكذا تقاطرت وفود الى اسرائيل ..ما شكل ضربة موجعة لاهلنا المرابطين في القدس والاقصى ..لان هذه الطعنة جاءت في الوقت الذي يرفض فيه العدو الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني ، ويعتبرهم مجرد قوما طارئين..على ارض اسرائيل.ليس لهم الحق في تقرير المصير واقامة الدولة..
وقبل ان نختم هذ المقال . تؤكد ان ما يعلو المشهد الفلسطيني هو الزبد .. غثاء السيل ، والذي سيذهب حتما الى هباء.. مصداقا لقوله تعالى « فاما الزبد فيذهب جفاء ، واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض» صدق الله العظيم.
وطوبى للمرابطين في بيت المقدس واكناف بيت المقدس والذي اعتبر عليه السلام شهيدهم بسبعين شهيدا ..
وسحقا للساقطين والمهزومين.. فهم كثغاء السيل…
عن “الدستور الاردنية”