ما الأكثر جمالاً وبساطة من الدمية؟ بالتأكيد ليست الدمية الملثمة التي تحمل حجراً، حيث تتحول اللعبة الى سلاح لنقل رسائل العنف الى الاولاد الفلسطينيين. 4 آلاف دمية تحريض تم ضبطها قبل اسبوعين في جمارك ميناء حيفا، لكن هذا طرف الجبل فقط. فالى جانب التحريض في الشبكة، الذي يشمل أوامر دقيقة للشبان كيف يطعنون، هناك ايضا تحريض ممأسس للسلطة الفلسطينية نفسها، التي تزرع الكراهية في الاولاد، وتحرض على العنف. لكن كما هي سلطات الدولة لا تعالج التحريض في الشبكات الاجتماعية بشكل كبير كما تم الكشف، الاسبوع الماضي، في تحقيق «يديعوت احرونوت»، فهكذا ايضا تتصرف تجاه ما يتعلق بالتحريض في وسائل الاعلام الرسمية للسلطة.
صحيح أن اسرائيل تتابع على الهامش بث راديو «حماس»، وفي الاسابيع الماضية اقتحم الجيش الاسرائيلي محطتي راديو في الخليل وصادر أدواتهما. لكن من الواضح للطرفين أن هذه اعمال موضعية لن تغير التوجه العام.
تتابع مئيرا عوفاديا التلفاز الرسمي للسلطة الفلسطينية منذ ثماني سنوات: ساعات طويلة تشاهد الاخبار وبرامج الضيوف وبرامج الاطفال، وتترجم ما يُقال عن دولة اسرائيل والشعب اليهودي.
في 29 أيار 2015 مثلا شاهدت في أحد برامج الاطفال طفلة عمرها 13 يتدلى شعرها على كتفيها وتردد الاغنية التالية: «يا أبناء صهيون الاسوأ بين البشر، أيها القردة البرابرة، القدس ستلفظكم أيها الأنجاس». وشاهدت عوفاديا أن الطفلة حظيت بالتصفيق و»برافو» من مقدمة البرنامج وهي فتاة فلسطينية جميلة تضع الماكياج ووضعت على رأسها منديلا أزرق. لكن عوفاديا لم تعد مزعزعة.
مركز الابحاث المقدسي «نظرة للصحافة الفلسطينية»، الذي عوفاديا واحدة من موظفيه الـ 17، تتابع منذ عشرين سنة ما تنشره الصحافة الفلسطينية والمواضيع التعليمية في السلطة الفلسطينية، حيث شاهد الموظفون الكثير من حملات التحريض والكراهية.
اغلبية الموظفين الذين يعملون في المركز هم من خريجي وحدات الاستخبارات العسكرية، ويتحدثون العربية، ولا يفضلون الكشف عن هوياتهم. وعوفاديا، التي تعتبر العربية اللغة الأم بالنسبة لها، ليس لديها مشكلة في الظهور لكنها تعاني من ازمة هوية عميقة. لماذا الأم غير محجبة؟ عوفاديا، التي تبلغ 25 سنة، ولدت وعاشت 15 سنة في المعمورة التي هي حي فاخر في الاسكندرية في مصر تحت اسم ميساء عبد الله، وعائلتها النبيلة كانت تملك مصنعا ناجحا للازياء، وعاشت سنوات طويلة برفاه وراحة، وحتى العام 2005 لم تعرف أنها يهودية. «آباؤنا لم يسمحوا لنا بالصلاة في المسجد أو الكنيسة أو زيارة بيوت الاصدقاء، ولم نفهم لماذا»، قالت عوفاديا. ابتسامتها لافتة. «كانت تحدث اشياء غريبة في البيت، ولم أفهمها، مثل وجبة السبت التي حرص عليها الجد والجدة والوالدان حيث كنا نأكل معا. «جدتي، التي كانت متدينة جدا، أشعلت الشموع كل يوم سبت، لكن نحن الاولاد لم نعرف لماذا.
وكانت الجدة تروي لنا قصصاً من التوراة، لكن هذا لم يكن يعنينا. أتذكر أنني أحببت طعم التفاح بالعسل لكنني لم أدرك أن هذا يتعلق برأس السنة. «الوالدان فضلا عدم القول لنا إننا يهود حتى لا نتحدث عن هذا في الخارج ولا يلحق بنا الضرر. كان هناك اولاد اشتبهوا بنا، وضحكوا علينا، وقالوا لي إنني أشبه اليهودية.
وحينما قلت لا قالوا لماذا أمك غير محجبة. ولم أعرف كيف أجيب فقلت لهم إننا علمانيون». حتى الصف السادس تعلمت عوفاديا في مدرسة «الاخوان المسلمين»، وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة قبطية. «لم أحب المدرسة الاسلامية. عانيت. لم أرغب بلبس الحجاب لكنهم أجبروني على ذلك.
كل يوم كان يطلب منا أن نحفظ أجزاء كاملة غيبا من القرآن. من لم يتعلم أو تحدث بشكل غير لائق تعرض للضرب. ضرب حقيقي وليس ملاطفة. ذات مرة تجرأت على اخراج لساني اثناء الحصة فأحضر المعلم عصا وضربني حتى انكسرت. علموني كراهية اليهود، وأنهم مخلوقات لها قرون وأنف طويل وذيل وأن أكره دولة اسرائيل، الدولة الأقبح في العالم».
مع اندلاع الانتفاضة في العام 2000 ازداد التضامن مع الفلسطينيين والكراهية لاسرائيل في المدرسة الاسلامية التي تعلمت فيها. «وضعت على الحائط في الصف صورتان لمحمد الدرة، الولد الذي قتله الاسرائيليون كما قالوا لنا. صورة قبل الموت وصورة اخرى بعد الموت فوق الحمالة. هذا ما كان أمام أعين الاولاد. جثة ولد. فهم الوالدان أنه لا معنى للبقاء في هذه المدرسة، فانتقلنا الى المدرسة القبطية، التي كانت أفضل كثيرا. هناك ايضا كان الضرب ولكن على امور خطيرة بالفعل».
في العام 2005 اضطرت العائلة الى ترك مصر بعد أن اقتحم الملثمون البيت، وقالوا إنه لا مجال لبقاء اليهود في مصر، ومن الافضل عدم ذهاب الاولاد الى المدرسة. «خمسة شباب ملتحين ويحملون العصي والسلاح اقتحموا البيت»، تتذكر عوفاديا. «في البداية حطموا زجاج البوابة الكهربائية وبعد ذلك دخلوا وصرخوا. عائلة اليهود. وبدؤوا بتحطيم كل محتويات البيت. سألوا عن الرجال، لكن جميع الرجال – الأب والعم والجد – لم يكونوا في البيت. «قاموا بدفع أمي فسقطت. صرخنا. أخي وابن عمي كانا في الطابق الاعلى. الشباب ذهبوا الى هناك وداسوا عليهم واطلقوا النار بالقرب من رؤوسهم لاخافتهم. سمعنا طلقات من الاسفل وكان الامر مخيفا. في النهاية تركوا البيت وجاءت الشرطة وأخذنا أمي الى المستشفى». ب
عد هذه الحادثة بثلاثة ايام جمع الجد احفاده السبعة وقال لهم إنهم يهود، وإنهم سيذهبون قريبا الى اسرائيل، ويسكنون في القدس. «لم أفهم من أين جاء هذا. الى اسرائيل؟ لماذا اضطر للذهاب الى بلاد فيها أناس أنوفهم طويلة ولهم ذيل؟ كانت هذه صدمة كبيرة. رد الاولاد بغضب، لكننا سافرنا في النهاية. «في البداية تعاملت مع الامر كرحلة. شعرت براحة في المعهد، لكن بعد ذلك انتقلت مع ابنة عمي دينا الى المدرسة الاعدادية ولم يكن الامر سهلا. تشاجرنا طول الوقت مع الفتيات. أنا بالذات، حيث كانوا يسمونني «فرعون».
كانت لنا لهجة عربية ثقيلة فضحكوا علينا. شعرت بالاهانة وكنت أضرب. واستغرق المعلمون فترة طويلة ليعلموني عدم الضرب. لم استطع تحمل طريقة كلام البنات أو وقاحة المعلمين. يمكن أن يكون كل ما تعلمته في صغري عن اليهود قد أثر عليّ. رأيت البنات قبيحات وفظيعات». لكنك لم تشاهدي القرون والذيل؟ «في المرة الاولى التي مشيت فيها في «مئه شعاريم» كان هناك شاب حريدي – التصق بالحائط كي لا يقترب مني. فأدرت رأسي للتأكد من أنه بدون ذيل.
عندما أشاهد ما يعلمونه للاولاد الفلسطينيين واشاهد أولادا في جيل 7 سنوات يقولون في التلفاز إن اليهود قردة وخنازير وإن مديرة البرنامج تصفق لهم، أتفهمهم. ففي السابق كنت أنا نفسي أفكر بذلك». اخرس يا مُحتل علاقتها مع مركز «نظرة للصحافة الفلسطينية» بدأت منذ المرحلة الاعدادية. «تعلمت العربية وأحد العاملين في المركز قام باعطائنا حصة وطلب من كل طالبة أن تقرأ قطعة
. وحينما سمعني وأنا اقرأ قال للمعلمة إنني أتحدث مثل العرب، وسأل عني. فروت له المعلمة قصتي. فاقترح أن نأتي أنا ودينا للعمل في المركز اثناء العطلة الصيفية. كان عمري 17 وكنت متألقة لأنني أعمل. كانت هذه سعادة. وبعد الدراسة بدأت العمل هنا بانتظام». تأقلمها داخل المركز لم يكن سهلا. «كنت اجادل كثيرا باقي الموظفين. لأنه لم يكن لدي اصدقاء اسرائيليون ولم أكن اشاهد التلفاز الاسرائيلي. كنت مقتنعة أن اسرائيل تؤذي الفلسطينيين. وأخفيت عن رئيس المركز ايتمار ماركوس حقيقة أنني أبكي بسبب معاناة الفلسطينيين، لكنني كنت أقول لباقي الموظفين: الفلسطينيون جلسوا هنا وجئتم مع السلاح وأخرجتموهم بالقوة وأخذتم بيوتهم.
كان أحد الموظفين يجادلني طول الوقت وكنت أجيبه بنصف ضحكة: جيد، اخرس يا محتل. وكان الموظفون يضحكون ويقولون إنه يمكن اخراج مئيرا من مصر ولكن لا يمكن اخراج مصر من مئيرا». انكشافها أمام بث التلفاز الفلسطيني في اطار عملها في المعهد لم يساهم في تشكيل هويتها الاسرائيلية. «كل مرة شاهدت برنامج «في بيت بطل»، وهو برنامج تلفزيوني حيث تتم فيه زيارة بيت أسير واجراء مقابلة مع أمه، كنت أبكي. كنت أبكي مع الأمهات الفلسطينيات بسبب معاناتهن. ولم أفهم أنهم أدخلوا هؤلاء الى السجن لأنهم قاموا بتنفيذ عمليات.
اعتقدت أن الاسرائيليين ينكلون بهم بدون سبب. لا يتحدثون في البرنامج عما فعلوه قبل اعتقالهم. هذا يشبه ما يقوم به التلفاز الفلسطيني الآن، حيث يظهر الطفل الذي طعن في «بسغات زئيف» كضحية. لا يُظهرون أنه طعن، فقط أنهم اطلقوا النار عليه.
هكذا يعرضون معظم الحالات، وكأنهم يهاجمون في الشارع العربي ويطلقون النار عليه دون أن يفعل شيئاً. «في مرحلة معينة بدأ الموظفون في اقناعي بمشاهدة الاخبار في القنوات الاسرائيلية. كان أحد الموظفين يتصل معي في الساعة الثامنة ويذكرني بمشاهدة الاخبار بالعبرية. اليوم أنا لا احتاج الى التذكير.
ومع الوقت وجدت اصدقاء اسرائيليين وقبل اربع سنوات بدأت برؤية الامور بشكل مختلف وبتأييد اسرائيل». تأييدها لاسرائيل تنقله عوفاديا اليوم عن طريق الفيسبوك لاصدقائها في مصر والمغرب واليمن. «لأسفي الشديد، حتى بعد أن أوضح الامر، لا توجد فائدة. حاولت القول لهم إن وسائل الاعلام تُظهر لهم صورا غير صحيحة وأنهم لم يطلقوا النار هباء على طفل عمره 13 – لقد طعن طفلا في عمره واصابه اصابة بليغة.
عندما أسأل لماذا لا يقولون إن هذا ارهاب فانهم يجيبوني عادة: اخرسي أيتها اليهودية المتعفنة؛ يا قردة ويا خنزيرة لا تتحدثي العربية، أنت توسخين لغتنا. الناس متمسكون جدا بمواقفهم. يقولون إن هذا ليس ارهابا، وسنستمر في طعن الجميع حتى تخرجوا من أرضنا».
«حتى عندما شرحت بأدب، لا أحد اتفق معي. أنا أتفهمهم. أنا كنت في ذلك المكان، لكن لا يوجد لهم من يُظهر الطرف الثاني وهذا ما تعلموه منذ الصغر». الطفل الفلسطيني غير مذنب «التعليم في سن صغيرة يؤثر جدا. وقصة مئيرا تثبت ذلك»، قال ايتمار ماركوس، مدير معهد «نظرة للصحافة الفلسطينية». «ما يقف وراء الاولاد الذين يحملون السكين ويخرجون للطعن هو تعليم على الكراهية. إنهم ليسوا اطفالا سيئين. لقد أقنعوهم ببساطة أن هذا ما يريده الله: اليهودي سيئ ويجب قتله.
الطفل الفلسطيني ليس مسؤولا. إنه ضحية جهاز التعليم والاعلام اللذين يعلمانه الكراهية. «تعتمد الكراهية على شيئين اساسيين. القومية التي تريد تحرير فلسطين المحتلة، بما في ذلك حيفا وتل ابيب، والمسألة الدينية التي هي حسب رأيي الاكثر عمقا وأهمية، لأن الكراهية الدينية تصور اليهود على أنهم قتلة الانبياء وأبناء الشيطان وقردة وخنازير. في المجال القومي لا يوجد حق لدولة اسرائيل، وفي المجال الديني لا يوجد حق بالحياة لليهودي الفرد الذي يأمرنا الله بقتله.
الشهيد يحارب الاحتلال لكنه ايضا يحظى بمكانة خاصة لأنه ينفذ ارادة الله. والى أن يفهم العالم الى أي حد التحريض في وسائل الاعلام وجهاز التعليم الفلسطيني خطير، فان هذا لن يتوقف، وجميعنا سندفع الثمن». ماركوس (62 سنة) من سكان «غوش عتصيون»، جاء الى البلاد من نيويورك في 1974، لكنه لم يتخلص بعد من الأدب الأميركي.
حتى عندما ينقل رسالة صعبة فانه يتحدث بهدوء ولطف. وقد أقام في 1996 معهد «نظرة للصحافة الفلسطينية» باموال تبرعات يهود ومسيحيين افنغليين في الولايات المتحدة وكندا واستراليا. المتبرعون يمولون النشاط حتى اليوم. قبل ذلك كان مستشارا لوزير الاديان، شمعون شتريت، من حزب العمل. «نظرا لأنني مقرب من حزب العمل فان من عارضوا اتفاق اوسلو اعطوني افلام تحريض لعرفات لكي يثبتوا لي أن الاتفاق سيئ. وقد نقلت هذه الافلام الى اعضاء الكنيست في حزب العمل، وعندها تبلورت مجموعة تحولت مع الوقت الى حزب الطريق الثالث الذي عارض اوسلو. ايضا اعطينا لبيريس افلام التحريض، وقال لا يهمني ما يقوله عرفات بل يهمني ما يفعله. «بعد أن تفككت الحكومة قررت تجنيد الاموال وفحص امكانية متابعة وسائل الاعلام الفلسطينية. جندت الاموال وموظفين وهكذا بدأنا. وسريعا فهمنا أنه يوجد اثنان من عرفات: الذي يتحدث عن السلام بالانجليزية، والذي يشجع الارهاب بالعربية». المعهد قائم منذ عشرين سنة وما زال العالم يتعامل مع الفلسطينيين على أنهم ضحايا. «لا شك أن تأثيرنا على وسائل الاعلام الاسرائيلية بحاجة الى تحسين. قد يكون هناك ناس يفضلون عدم رؤية ما يناقض أيديولوجيتهم. الاكاذيب والتلون لدى أبو مازن واضحان. وقد رأى الجميع مؤخرا خطابه حيث زعم أن اسرائيل قتلت الشاب الذي نفذ العملية في «بسغات زئيف».
لكن قبل سنتين في احتفال رسمي للسلطة قال إن اسرائيل تريد هدم المسجد الاقصى. وهذا كذب. في كل سنة يحتفلون في السلطة الفلسطينية بحدث حصل قبل 46 سنة حيث قام استرالي مجنون باحراق المسجد الاقصى. وفي آب الماضي بث التلفاز الفلسطيني فيلما وثائقيا عن هذا الحادث، حيث قيل إن المخططين للحرق كانوا شخصيات يهودية رفيعة المستوى، وإن هناك تخطيطا اسرائيليا دقيقا لهدم المسجد.
في الصحيفة الرسمية للسلطة نشر الكذب أن اسرائيل بنت نموذجا للاقصى في غابة بن شيمن، وأن قوات خاصة للجيش الاسرائيلي تتدرب هناك على احتلال وهدم المسجد. نحن نعرف أن هناك تحريضا كبيرا في الاقصى. الشيخ خالد المغربي، الذي حرض على قتل اليهود في المسجد، تم اعتقاله بعد اكتشاف الامر، وتقرر تقديم لائحة اتهام ضده. «على مدى السنين يهتم أبو مازن بتربية الاطفال على كراهية اليهود كي يلقي بالكبريت ويحرق المكان عندما يريد.
الشرارة التي ستشعل المنطقة تكون دائما الاقصى. ومتى سيشعل المنطقة؟ عندما يريد طرح الموضوع الفلسطيني على البرنامج اليومي من جديد وحينما تشير الاستطلاعات أنه قد يفقد السلطة. حسب رأيي بعد قليل سيقوم أبو مازن بتهدئة اللهب كي يُظهر للعالم أنه يسيطر على الوضع، لكنه سيهتم طول الوقت برعاية الكراهية والاستمرار فيها».
يشدد ماركوس على دعم اقواله بالافلام والكاريكاتير والاقتباسات من وسائل الاعلام الرسمية للسلطة الفلسطينية. «ها هو» يقوم بادارة شاشة الحاسوب لنرى مقطعا من البرنامج التلفزيوني «البيت الجميل»، «هذا برنامج للاطفال في التلفاز، حيث جميع الموظفين والمخرجين والمقدمين هم من موظفي السلطة». من المناسب أن تكون «إرهابياً» 22 آذار 2013.
استوديو اصفر مزين بالالوان. وسادات حمراء على الارائك. طفلة في جيل 7، تردد اغنية «يا اعداء الله ابناء الخنازير، لقد قتلوا الاولاد بالسلاح مثل الافاعي، قطعوا اعضاءهم بالحجارة والسكاكين، اغتصبوا النساء في الميادين. دنسوا كتاب الله أمام الملايين». الطفلة تحظى بالتصفيق من مقدمة البرنامج. 13 أيار 2014. محمد (9 سنوات) يغني اغنية كتبها بنفسه. «عدونا الصهيوني هو شيطان له ذيل». «كل ذلك في التلفاز الرسمي»، قال ماركوس. «اضافة الى الكراهية الدينية لليهود هناك عدم الاعتراف باسرائيل.
الدمية تفتتح الحلقة وتتحدث عن تل ابيب وتقول للاولاد إن الحديث لا يدور عن تل ابيب بل يافا المحتلة التي ستعود لتكون جزءاً من فلسطين. هذه الرسالة ايضا تظهر في الكتب التعليمية».
وحسب اقواله فقد جرت في رام الله احتفالات لوزارة التعليم الفلسطينية حيث تم زرع اشجار على اسماء «المخربين» مؤخرا. وفي الاعلان الرسمي الذي نشرته وزارة التعليم جاء: وزارة التعليم والتعليم العالي ستقوم بغرس اشجار الزيتون وهي تحمل اسماء شهداء الهبة الجماهيرية المتواصلة من اجل القدس ردا على الهجمات البربرية التي ينفذها الاحتلال الاسرائيلي ضد ابناء شعبنا واولادنا.
هذه النشاطات جاءت لتؤكد تقدير الوزارة للشهداء ولتعزيز الانتماء للارض والقيم القومية والانسانية في عقول الشباب». *حينما تجدون معلومات كهذه فهل تتصلون بجهات سياسية؟ ـ «في السابق كانت لنا اتصالات مباشرة مع نتنياهو. حيث كنت أنقل المواد عن طريق المستشار الاعلامي الخاص به. ما زال نتنياهو حتى اليوم يستخدم موادنا لكن يحتاج الى وقت لتصله المواد.
في السنوات الخمس الاخيرة نشارك كل ثلاثة اشهر في لقاء يتم في مكتب رئيس الحكومة، حيث تشارك جهات استخبارية. وفي اكثر من مرة فاجأناهم بالمواد واحيانا اشعر أنه من خلال وسائلنا البسيطة تحولنا الى وزارة خارجية لدولة اسرائيل». * قد تكونون تُبرزون الكراهية وتُضخمونها؟ ما فائدة كل ذلك؟ ـ «ننشر ايضا امورا ايجابية. ففي أحد كتبنا التي نشرناها عن التعليم الفلسطيني هناك جزء كامل لامور ايجابية.
ايضا حينما يتحدث التلفاز بايجابية فنحن نظهر ذلك. وبالتأكيد هناك فائدة في الكشف عن المواد السلبية. نحن نقدمها في البرلمانات الاوروبية والمنتديات المختلفة في الولايات المتحدة وكندا، وننجح هناك كثيرا.
الاوروبيون يتزعزعون مما يرون، وبعد ذلك يقولون إن هذا لا يعنيهم. حينها نقول لهم عن الاموال التي نقلتها دولهم للسلطة الفلسطينية ونبين لهم أن التعليم على الكراهية يتم تمويله باموالهم. «نجحنا في احداث تغيير دستوري مهم في الولايات المتحدة حول تمويل الارهاب.
في البرلمانات في هولندا وألمانيا وبريطانيا تم اتخاذ قرارات مهمة في اعقاب معطياتنا: الاوروبيون طلبوا من أبو مازن اغلاق وزارة الاسرى في السلطة الفلسطينية، حيث نُقل من خلالها شهريا 15 مليون شيكل لعائلات الاسرى. هذا مبلغ ضخم، لكن أبو مازن كعادته لا يقول الحقيقة. فقد أقام في «م.ت.ف» هيئة شؤون الاسرى التي تنقل الاموال للمنظمة وهذه بدورها تنقلها للاسرى، وعندنا الاثبات على ذلك. «الراتب الشهري الذي يحصل عليه السجين الفلسطيني في السجن الاسرائيلي قد يصل الى 12 ألف شيكل. أما متوسط الرواتب في السلطة فهو 3 آلاف شيكل.
ما هي الرسالة التي ينقلها ذلك للشباب؟ يرى الشباب الاسرى بعد تحررهم وهم يشترون السيارات الفاخرة ويبنون الفيلات. فلماذا، اذاً، لا يصبحون ارهابيين؟. «اؤمن أن الضغط الاقتصادي على السلطة الفلسطينية سيدفع الشعب الفلسطيني الى تغيير قيادته وانتهاج طريق جديدة. هناك كثير من الفلسطينيين المعتدلين وعندي بعض الاصدقاء منهم». * هل يوجد اليوم زعيم فلسطيني يستطيع أن يختار طريقا اخرى؟ ـ «للأسف الشديد لا. كان سلام فياض هو الوحيد الذي لم يحرض على الكراهية. لكنه لا يحظى بالتأييد الجماهيري. لا توجد طريق اخرى: الحل الوحيد هو وجود قيادة جديدة تبدأ بالتعليم من أجل السلام». عن «يديعوت» -