قال مركز رواسي فلسطين للثقافة والفنون أنه يفتح أبوابه لكل المواهب الفلسطينية بكافة أشكالها وأنه سيكون بمثابة الحاضنة للشباب والمواهب المبدعة لإيصال صوتهم بمساعدة أصحاب الخبرة والكفاءة لكي تبقى مقولة :" على هذه الأرض ما يستحق الحياة" شعارا يحمله الفنانون للعالم اجمع .
وأكد المدير العام للمركز أ . فايز الحسني خلال لقاءٍ شبابي بعنوان " المواهب الشبابية الفلسطينية انتماءٌ وتفاعل نحو القدس", أن مركز رواسي فلسطين ينظر بعينٍ ثاقبة للقدس في التصدي لأي محاولة لتهويد القدس ومقدساتها وطمس هويتها الدينية والفلسطينية.
وأوضح الحسني أن الفن الفلسطيني هو أحد أهم الأدوات للنضال الفلسطيني, قائلاً :" الفن هو سلاح فعال لتطوير الفكر الفلسطيني الواعي والذي يحافظ على الهوية والميراث الثقافي في نضالاته ضد المحتل ".
ذاكراً نماذج وأعمال فنية أصبحت بمثابة مرجع تاريخي يوثق حالة الساحة الفلسطينية على مر السنين مثل :" ناجي العلي, عبد الحي مسلم, وإسماعيل شموط وسليمان منصور ومصطفى الحلاج وعبد عابدي وغيرهم الكثيرين", إلى جانب محمود درويش وإبراهيم بسيسو وغيرهم كركيزة أساسية في الفن المقاوم .
وأشار الحسني بأن الواقع الفلسطيني والسياسي يُلزم علينا أن نقف مع الشباب الفلسطيني الموهوب لمواصلة النضال الشعبي من خلال الفن .
بدوره أكد الإعلامي عبد الناصر أبو عون على أهمية الإعلام في إبراز المواهب الفلسطينية حيث يتوجب على وسائل الإعلام كافة أن تتطرق إلى جانب القضايا السياسية التي باتت تشكل الزاوية الأهم في المجتمع إلى المواهب وحشد كل الطاقات لفضح الاحتلال بشتى الوسائل الممكنة قائلاً :" الظروف التي نعيشها ألقت بظلال سوداوية على المواهب ولهذا علينا التركيز عليها لتكون نقطة الانطلاق للقضية الفلسطينية".
وأضاف أبو عون :" الكثير من الفنانين والأدباء استطاعوا أن يسجلوا بثقافتهم رمزاً للقضية ونجحوا حيث أخفق الكثير من السياسيين في إبراز القضية وفضح الاحتلال الغاشم " .
ولفت إلى أن جيل المواهب الشابة هو من سيقارع المحتل بالوسائل الفنية, معقباً على ذلك بقوله :" ندرك تماماً أن الاحتلال يسعى إلى سرقة الموروث الثقافي والفني وعلينا إحياءه من جديد والاهتمام بالمواهب وإبرازها".
من جهة أخرى أشاد خالد صافي الناشط في مجال الإعلام الجديد بدور مواقع التواصل الاجتماعي في استثمار المواهب الفلسطينية ونشر الموهبة وصناعة جمهور لها, كـ "الفيس بوك, وتويتر ويوتيوب وغيرها من المواقع التي تعتبر وسيلة ناجحة للوصول إلى أكبر نطاق ممكن حول العالم.
وأشار إلى أن الفلسطينيين متواجدون بشكل كثيف على مواقع التواصل الاجتماعي, فهناك ما يقارب "المليون ونصف فلسطيني (ثلث الشعب) , يمضي معظمهم نحو (25 دقيقة كحد أدنى) يومياً, وحوالي (90 ألف طفل فلسطيني لديهم حسابات على الفيس بوك) ".
ونوه صافي إلى أن أبواب الإعلام الجديد مفتوحة عالمياً وجماهيرياً لكل الأفكار الجديدة في عالم الفن, ذاكراً أمثلة لمجموعات شبابية نجحت بفعل مواقع التواصل الاجتماعي مثل:" بس يا زلمة , تغيير جو , تغاريد ", إضافة إلى محمد قريقع " بيكاسو فلسطين " الذي وجد من الفيس بوك مكان له بعد أن لم يجد من يحتضنه, و"محمد الديري" الفنان الذي مُلأت شوارع غزة بأعماله ولم يلقَ أي اهتمام إلا بعدما توجه إلى برنامج المواهب , ومحمد عساف وفرقة التخت الشرقي وغيرهم من الأعمال الشبابية التي عملت لأجل الارتقاء وإيجاد مكان لهم في هذا العالم .
ووجه صافي رسالة إلى كل صاحب موهبة في أي توجه كان "أن يجرب نفسه على مواقع التواصل الاجتماعي, ويحجز له مكان لإبراز موهبته وإيجاد جمهوره ".
فيما أثبت علي نسمان الفنان المسرحي الذي أبدع في المقاطع الكوميدية الساخرة والتي يصورها من خلال هاتفه المحمول لتسليط الضوء على الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية البارزة في المجتمع وتعزيز ثقافة المقاومة لإيصال الرسالة بشكل قوي ليس فقط تراجيدياً بل أيضاً من خلال "الكوميديا" حسب قوله .
وطالب نسمان بدعم المواهب والطاقات قائلاً :" لا يقتصر الأمر على برامج المواهب العالمية ونكتفي بالاعتماد عليها, بل نحن نستطيع إبرازها من خلال توحيد الرسالة والصوت ".