أكّد مراقبون على أهمية تجسيد الصورة النضالية الحقيقية للشهيد الرمز ياسر عرفات، ليبقى فكره حاضراً في عقول أبناء شعبنا الفلسطيني، كونه رمز نضالي يُمثل عموم الفلسطينيين وثورتهم المعاصرة.
جاء ذلك، اليوم الأربعاء، في ندوة سياسية بعنوان: "عرفات هوية وطن"، لمناقشة تبعات المعرض المُسيئ للرمز ياسر عرفات في رام الله قبل نحو أسبوعين، بمشاركة مفوض الإعلام بساحة غزّة، د.أحمد حسني، ومفوض التعبئة الفكرية أ. أحمد أبو النصر، والفنان ورسام الكاريكاتير أ.حنفي أبو سعدة.
وقال حسني في مداخلته: "إنَّ موقف تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، هو أنَّ ياسر عرفات آخر أنبياء الثورة ومحاولة تشويه صورته بذريعة فن الكاريكاتير لا يصدر إلا عن مرضى يُريدون هدم مرحلة كاملة ونموذج وحقبة تاريخية نضالية جسدها الراحل أبو عمار".
وأضاف: "شعبنا الفلسطيني بطبيعته يُقارن بين حقبة ياسر عرفات وخلفه الرئيس محمود عباس، وحينما تجري هذه المقارنة يتم الترحم على التاريخ الناصع للراحل أبو عمار، وذلك لما جسده على مدار تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة".
وتابع: "يتم من خلال المعرض محاولة المساواة بين من يرتدي البدلة العسكرية ومن يرتدي ربطة العنق"، مُردفاً: "من الممكن انتقاد عرفات ولكن ليس تشويه صورته".
وأشار إلى أنَّ تيار الإصلاح يعتبر أنَّ أيّ مساس بعرفات يعني المساس بشعبنا الفلسطيني وتاريخه ورمزيته، مُستدركاً: :بقاء عرفات بهذه الرمزية حتى يومنا هذا يُعري من جاء بعده".
وأكّد على أنَّ تيار الإصلاح لا يُفوت أيّ فرصة لتخليد ذكرى الشهيد عرفات، وكل ما يُجسد أيّ حقبة من تاريخ شعبنا النضالي، من أجل إعادة الاعتبار للنماذج الثورية الكبرى، ولمشروعنا الوطني ولحركة فتح.
وأكمل حسني: "نُحاول إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير في ظل محاولة تهميش دورها لحساب السلطة"، مُضيفاً: "لولا تيار الإصلاح على مدار العقد المنصرم لكان جيل بأكمله ذهب لتنظيمات أخرى، وبالتالي تم المحافظة على إرث هذه الحركة بحاضنة شكلها التيار الإصلاحي".
وشدّد على أنَّ تيار الإصلاح يعمل كمنظومة متكاملة، خاصة فيما يتعلق بالمناسبات الوطنية ومنها الحفاظ على صوة ياسر عرفات في وعي أبناء شعبنا، مُتابعاً: "في ذكرى عرفات أنجزنا فعاليات كبيرة تقديراً لتاريخه ولتبقى صورته حاضرة في عقول أبناء شعبنا".
من جانبه، أوضح أبو النصر، أنَّ أهداف معرض "عرفات هوية وطن" للشهيد الرمز ياسر عرفات، هي تقديم عرفات في صورته الحقيقية ووضعه في سياقه الحقيقي كرمز نضالي عالمي، ورفع مستوى الوعي بأسطورة مثل الرمز أبو عمار، ليبقى في مقدمة الصفوف، وأيضاً من أجل تجاوز حادثة الرسوم المسيئة له وكل محاولات تدمير رمزية عرفات والنضال الفلسطيني برمته.
وأضاف: "نحن نواجه كي الوعي بالحقيقة ونرد بالثوابت على كل محاولات تشويه الصورة الرمزية للشهيد الرمز ياسر عرفات"، مُردفاً: " من واجبنا الوطني كتيار إصلاح هو التذكير بأنَّ حركة فتح فكرة حملها ياسر عرفات والقيادات الأوائل، ثم حمل هذه الفكرة أجيالاً أخرى، ولأن الفكرة عظيمة كلما مر الوقت لا يتم الشعور بالغربة عن هذه الحركة".
وأكمل: "المحطات النضالية لياسر عرفات بدأت بالكفاح المسلح مروراً بالثورة الفلسطينية، حيث قاد الراحل العديد من المعارك، لكن أصبحت قيادة الحركة الحالية تسير في طريق غريب عن ما كان يفعله قادة فتح العظماء".
واختتم أبو النصر حديثه، قائلاً: "إنَّ تيار الإصلاح يعكف على وضع خطة عمل تحتوي على مجموعة برامج فكرية سيتم تنفيذها بالتوازي، منها إطلاق صالون فكري يرفع مستوى الوعي ويصنع كادر أكثر ثقافة، ومن أجل تقديم فكر التيار الاجتماعي والثقافي، وإثراء جموع أبناء شعبنا بتاريخ حركة فتح".
من جهته، بيّن حنفي، أنَّ تناول صور عرفات بشكلٍ ساخر في معرض الصور برام الله غير مقبول على الإطلاق، لأنَّ فن الكاريكاتير موجود لمقاومة كل أشكال الظلم، وهو أحد أهم أشكال الفن، وحملها ناجي العلي ضد قيم الاحتلال، وهو فن النقد الساخر كونه يجلب اهتمام النقاد.
وأضاف: "المعرض الذي تم تنظيمه في رام الله لا يحمل أيّ قيمة تُعبر عن ياسر عرفات، ولا يوجد له أيّ رسالة، ولا يُمكن تفسير ما جرى إلا أنّه سخرية من رجل يحمل قيمة كبيرة للشعب الفلسطيني".
وتابع حنفي: "الفلسطينيون في كافة أماكن تواجدهم أجمعوا على أنَّ ما حدث إساءة لأبو عمار، وهي ليست المرة الأولى، لكّن ما حدث تجاوز لكل الخطوط الحمراء، لأنّه يتم العمل على إقصاء مدرسة ياسر عرفات وكل من يتبنى فكره وإبعادهم عن الحياة السياسية لحساب نظام الرئيس محمود عباس".
وشدّد على أنّه تم الالتفاف على محاولة تشويه عرفات بهذا المعرض، بحجج واهية بينها أنَّ ريشة فنانين من حول العالم هي من رسمت صورته، لكّن المعضلة الحقيقية ليست في الرسام بل المؤسسة التي تحمل اسمه وسمحت بنشر هذه الصور المسيئة.
واستدرك: "ممنوع الاقتراب أو المساس بعرفات لما يحمله من رمزية للشعب الفلسطيني فهو الأب والقائد لشعبنا، والجميع يرى كيف تراجع واقعنا بعد رحيله"، لافتاً إلى أنَّ فن الكاريكاتير هو النقد وليس السخرية وتشويه صورة هذا الرمز النضالي.
وعن معرض "عرفات هوية وطن"، قال حنفي: "إنَّ فريق من كوادر التيار اجتمعوا لتحديد رسائل المعرض وبحث ما سيتم تسليط الضوء عليه، وتعمدنا تقسيم العمل لمجموعة من المراحل الزمنية التي عايشها عرفات"، مُردفاً: "تم تجسيد عرفات بصور مجردة لما يمثله من إباء وللحفاظ على الصورة الذهنية له، رداً على محاولات تشويه صورته في المعرض المسيئ".
واستطرد: "تم تجسيد تاريخ ياسر عرفات العسكري وتواجده بين المقاتلين، واحتضانه لكل أبناء حركة فتح لتوصيل رسائل بأنَّ عرفات كان يحتضن أبناء الشهداء والمقاتلين، كما تم الإشارة إلى جهود حركة فتح في ميادين التصنيع العسكري".
وأضاف: "المعرض جّّسد ياسر عرفات رجل السلام، ومؤسس السلطة، وعلاقاته العالمية، وأخيراً مرحلة الحصار والاستشهاد، وصور أخرى تؤرخ تواجده بجانب الشهيد الشيخ أحمد ياسين، لتأكيد أهمية الوحدة الوطنية"، مُشيراً إلى أنّ المعرض عبَّر عن ياسر عرفات باعتباره القلعة التي تضخ السلام حول العالم.