المصالح الشخصية والأيديولوجيا : هل يستطيع "أردوغان" الجمع بينهما ؟

images
حجم الخط

تركيا تتهم اسرائيل بالوقوف خلف تجدد العمليات العسكرية الكردية يونيو "2010"

"إسرائيل" تتهم تركيا بمساعدة حماس ببناء وتوسيع ميناء غزة البحري‏ مايو "2010"

تركيا تتهم اسرائيل بمساعدة "حزب العمال الكردي" بمعلومات استخبارية حساسة (يناير )-  "2012"

(إسرائيل) تتهم تركيا باستضافة قواعد تدريب للقسام  فبراير "2015"

"ديسمبر 2015"

تركيا وإسرائيل "تتفقان مبدئيا على تطبيع العلاقات بينهما"

أنقرة وتل أبيب تتفقان على تطبيع العلاقات و تقييد نشاط " حماس " في تركيا

أوغلو: المباحثات متواصلة مع إسرائيل حول تطبيع العلاقات

إنَ المتابع الجيد لكل المتغيرات التي تدور في فلك عالم السياسة ، يعرف أن تلك العناوين الإخبارية والمتناقضة هي حقيقية وليست افتراء، فبعد أن ساد التوتر الشديد بين العلاقات التركية الإسرائيلية وتبادل الاتهامات الحساسة بين الطرفين ، أعقبتها سنوات قليلة، انعكست تلك التراشقات وتحولت إلى اتفاقات وتفاهمات توطأ القدم إلى التطبيع الكامل بين الدولتين.

من جهة اخرى ، شهدت السنوات الفائتة علاقة جيدة مع حركة المقاومة الإسلامية " حماس" و" تركيا" ؟وسلسلة طويلة من المواقف والاجراءات التركية لنصرة الفلسطينيين و حركة حماس والتي ما توقفت من نيل اهتماماً كبيراً من الحكومة التركية.

وقد كان أردوغان في كافة خطاباته الاعلامية يؤكد على أن شرطه للتصالح مع اسرائيل –بعد حادثة مرمرة- هو فك حصار غزة ، ولكن هل ستؤدي هذه التغيرات إلى تغيير المواقف من ناحية حركة حماس وتركيا من ناحية اخرى في هذا السياق ، رفض القيادي في حركة حماس محمود الزهار التعليق على التقارير حول عودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل وتعهد أنقرة بتقييد نشاطات حماس على أراضيها.

وقال الزهار في حديث للميادين نت "حتى الآن لم تتضح صورة الموضوع وحين يصبح هناك موقف رسمي تركي حول ما يتم تداوله نعلن الموقف المناسب"، لافتاً إلى أن "ما ورد حتى الآن لا مستند له ونقل عن مصادر مجهولة وبالتالي لا يمكن الأخذ به"

كما ويرى د.أحمد يوسف القيادي في حركة حماس، أن السياسة بين الدول "عبارة عن مصالح، وقضايا المبادئ والأخلاق تتفاوت بين دولة وأخرى"، مؤكداً أن تطبيع العلاقة بين أنقرة وتل أبيب "لن يغير شيء، ويبدو بأن حركة حماس ما زالت واثقة  من أن تركيا لن تغير موقفها تجاه حركة حماس، أو القضية الفلسطينية" بحسب تصريح د. يوسف .

بناء على هذه العوامل والمحددات ، يرى الخبير في الشؤون التركية الإسرائيلية ، الدكتور ابراهيم عبيد، أن تركيا لن تضحي بعلاقاتها مع اسرائيل من أجل حركة حماس، وكذلك تركيا ستحافظ على خط متوازي - الى حد ما -  بين علاقاتها مع اسرائيل وسياستها تجاه حركة حماس .

وأوضح  أن  المستفيد الأول من سياسة تركيا  تجاه القضية الفلسطينية هو حزب العدالة والتنمية الذي يحاول ان يستثمر تعاطفه مع القضية تجاه حصد اصوات الشارع التركي في أي انتخابات رئاسية او برلمانية مقبلة .

وعن موقف حركة حماس تجاه التطبيع التركي الإسرائيلي، وقيام تركيا بوقف نشاط حركة حماس في تركيا، ومنع دخول القيادي في حماس صالح العاروري، يعتقد "د. عبيد" أن  حركة حماس تريد أن تتريث حتى تتضح الرؤية  ، ولا أن حماس في حالة من الترقب الآن .

وأضاف "د.عبيد " أن حماس تدرك أن هناك علاقات استراتيجية ما بين تركيا واسرائيل، وقد حاولت حماس استثمار علاقاتها التركية الجيدة لصالح القضية الفلسطينية، مرجحاً أن حماس لن تتجه إلى التصريحات بحق تركيا ذلك لأن الحركة وعلى المستوى الاقليمي والدولي في وضع  لا تحسد عليه – بحسب وصفه – كما أن حماس غير معنية بالتصعيد مع تركيا ولا مع أي دولة عربية خاصة ان كانت مؤيدة للقضية الفلسطينية .  

وتوقع عبيد أنه من الممكن أن تتخلى تركيا عن التصريحات  الداعمة للقضية الفلسطينية – بعد اكتمال التطبيع- و بقوة، موضحاً ان حزب العدالة والتنمية يتعامل بطريقة براغماتية بحتة في قضايا الشرق الاوسط خاصة الفلسطينية.

بهذا يمكن القول ، إنه وعلى الرغم من كل التطورات في العلاقة التركية الإسرائيلية والتي من شأنها أن تؤثر وبشكل كبير على ولاء تركيا لحركة حماس والقضية  الفلسطينية ، إلا أن حركة حماس ما زالت في موقف التريث والترقب، ولم يغضبها هذا التقارب من منطلق ادراك أن المصالح السياسية دائماً تُغلّب فيها البراغماتية قبل أي شيء .