في يوم غضب فلسطيني خاص، تمكن أهل الشيخ جراح ومن وقف معهم من طرد الإرهابي بن غفير عضو الكنيست الإسرائيلي، والذي يجب أن يصبح هدفا وطنيا مشروعا لحصاره داخليا وخارجيا، واعتباره أحد رموز الجريمة والفصل العنصري، مطلوبا للعدالة الإنسانية.
طرد الإرهابي من الشيخ جراح في مشهد يثير الاعتزاز الوطني، يجب أن تكون قوة دفع لاستمرار الدفاع عن هوية الحي بدفع أدوات تعزيز لمواجهة قرار دولة الفصل العنصري، بمحاولة تطهير أهله كمقدمة لتهويده، وتلك معركة وطنية كبرى لا يجب السماح بخسارتها، كونها رافعة التصدي للمشروع التوراتي الذي يتنامى في مناحي القدس بأشكال مختلفة.
معركة الشيخ جراح، التي لم تتوقف رغم "هزالة " الفعل الرسمي (حكومات وفصائل)، ما بعد حرب مايو 2021، يجب مواصلتها، كونها رافعة للمواجهة والتحدي، ورمز وطني للمعركة الأوسع في "بقايا الوطن"، وكجزء ميداني لمحاصرة الحالة الانقسامية التي ضربت الجسد الفلسطيني منذ نجاح الإرهابي شارون من تنفيذ خطته عام 2005، بالخروج من قطاع غزة، ما سمح بانتخابات يناير 2006 لتمديد فترة انتقالية، فتحت الباب لدولة الإرهاب بصناعة انقسام كسر العمود الفقري للكفاحية الفلسطينية.
ومع فشل كل محاولة جادة لحصار الانقسام، يبدو أن تطورا نوعيا قد تشهده الضفة الغربية، يعيد رسم طريق وحدودي، بعيدا عن ضجيج "حوار الفنادق"، وصراخ ساسة فاقدي الروح الكفاحية، ليبدئوا مسار "حوار الميدان" بصناعة فعل مشترك ضد عدو مشترك، عبر اعلان غرفة فعل ثوري أسموها "كتيبة جنين" قوامها أبناء حركة فتح (أم الجماهير) كما يتغنى دوما بها منتسبيها، وأبناء حركة الجهاد – سرايا القدس، مقدمة عملية لصناعة وحدة بلا ضجيج أو مساومات تبدأ ولا تنتهي، تتفق ولا تنفذ.
"كتيبة جنين"، اول إعلان عملي ميداني بين جناحين من الأجنحة المسلحة ما بعد المواجهة الوطنية الكبرى 2000 – 2004، رغم ان التعاون والتنسيق لم ينته بين الأجنحة المختلفة، لكن التطور الفوري وتشكيل غرفة مشتركة لمواجهة قوات الاحتلال الغازية لبلدة سيلة الحارثية، والخروج المسلح، أي كان زمنه، رسالة سياسية من طراز خاص.
الإعلان عن تشكيل "كتيبة جنين" الموحدة من أجنحة عسكرية وفصيلين ليسا متفقين سياسيا على الصعيد الرسمي، هي الرصاصة الأهم التي تنطلق ليس ضد العدو المشترك قوات الاحتلال ومؤسسته الأمنية، ولكنها ضد "النكبة الانقسامية" وأدواتها، ورد فعل خالي من الحركة الاستعراضية، بأن فلسطين شعبا وأرضا أقوى من هزيمتها بيد أهلها.
"كتيبة جنين"، التطور العملي الأبرز خلال الفترة الماضية، وأي كان زمن استمرارها، فهي رسالة لن تنتهي بأن الوحدة الوطنية تبدأ من فعل الميدان وليس كلام الفنادق خالية البث الكفاحي، وأن الوطنية الفلسطينية ليست شكلا مقولبا، بل دوما كانت أصل الإبداع الثوري.
"كتيبة جنين"، رصاصة حية ومباشرة ضد العدو القومي وأيضا ضد العدو الداخلي الانقسامي، وقتاله بات ضرورة يجب أن تنطلق ولا تتوقف، دون الحصول على تصريح مرور من هذا الطرف أو ذاك، فالوحدة الميدانية تاريخيا كانت هي الحارس الأول لوحدة الثورة الفلسطينية قديمها ومعاصرها، قبل أن تتمكن "الجرثومة الانقسامية" أن تنال من الجسد الوطني، بأدوات محلية.
"كتيبة جنين" وحي "الشيخ جراح" عنوانان فلسطينيان يخترقان زمن "الهمالة السياسية"، ويصنعان زمنا للفعل الكفاحي...!
ملاحظة: حسنا فعل الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، باستخدامه تعبير "الإرهاب اليهودي" كوصف لما يحدث في الشيخ جراح...وصف يجب أن يكون اللغة المستخدمة في الإعلام الرسمي، وليس "فعطة حكي" لمرة واحدة!
تنويه خاص: رغم "سوداوية المشهد العام...أهل فلسطين لا ينسون أبدا فرحتهم الخاصة بـ "عيد الحب"...فعل إنساني تجسيد لعشق الحياة وترسيخا بأن روح طائر الفينيق لن يكسرها عدو أو انقسامي...وكل "فالنتين" وشعب فلسطين كاسر للظلام!