هآرتس – هل سيكون “الشيخ جراح” على موعد مع جولة قتال أخرى في رمضان المقبل؟

C619D187-8362-4CA4-8F52-0E435A743C9F-e1548772995239.jpeg
حجم الخط

نير حسون – هآرتس 

 

إذا بدأت جولة العنف القادمة بين إسرائيل وحماس، وبين إسرائيل والسكان الفلسطينيين في القدس قريباً، فستبدأ في الزاوية الأقبح في المدينة، وهي قطعة الأرض الصغيرة التي تقع بين بيت عائلة يوشبيب وعائلة سالم في حي الشيخ جراح. هذه القطعة مغطاة بالقمامة ومخلفات البناء ومستنقع كبير من الوحل في الوسط وقربها سيارة محروقة وسياج محطم. هذه القطعة هي مركز المواجهات بين المستوطنين والفلسطينيين في الحي في الأسابيع الأخيرة.

 أقام رجال عضو الكنيست ايتمار بن غبير “مكتبه البرلماني” الجديد على هذه القطعة، الأحد، وهو مظلة باللون الأزرق وطاولة وكراسي بلاستيكية. وصل بن غبير إلى المكان صباحاً بعد أن ألقى تصريحاً هجومياً لعشرات المراسلين الذين أحاطوا به على خلفية صرخات معارضيه “لا قداسة في مدينة محتلة”. جلس وتحدث عبر الهاتف. بعد ذلك، إزاء انتصار الفلسطينيين في مجال الصوت، تم إحضار مكبر صوت كبير إلى المكان مربوط بمولد وبدأ بإطلاق الأغاني الدينية.

 تصاعد التوتر بسرعة في هذه القطعة الصغيرة؛ شتائم وتدافع، إلى كراسي تطير في الهواء، وغاز الفلفل الذي رشه مستوطن على أبناء عائلة سالم، المهددة بإخلاء بيتها. أصيبت فاطمة سالم (75 سنة) في يدها، وتم اعتقال ابنها، وأصيب ابن آخر في وجهه بسبب الغاز. فصل رجال الشرطة بين الطرفين، لكنهما واصلا الصراخ وشتم بعضهم. “قولوا ما الذي تريدونه، لكن بدون شتائم”، حاول قائد الشرطة إدخال القليل من النظام في هذه الفوضى. حتى الآن كان هناك أكثر من عشرة معتقلين.

خطط الطرفان لحشد عام، وفي المساء سجلت مواجهة جسدية بين عضو الكنيست أحمد الطيبي ونائب رئيس بلدية القدس آريه كينغ. هذه الرياح تذكر برياح هبت في الحي وفي أرجاء شرقي القدس في رمضان الماضي. في حينه، انتهى الأمر بجولة قتال مع حماس وعدد غير قليل من أعمال العنف في القدس وفي المدن المختلطة داخل البلاد. وفي حينه، نشرت الشبكات الاجتماعية دعوات لنشطاء اليمين من أجل المجيء والدفاع بأجسامهم عن السكان اليهود في الحي. أما الشبكات الاجتماعية العربية فنشرت أفلام فيديو عن المس بسالم وامرأة أخرى.

المس بالنساء بالنسبة لشباب شرقي القدس هو شعار التجنيد الأفضل. هو الثاني بعد المسجد الأقصى. مثلما في حينه أيضاً، فقد وجدت حماس هذه المرة أن عليها التدخل ونشر بيان تهديدي. ومثلما في حينه أيضاً، جاء بن غبير في هذه المرة أيضاً إلى الحي لافتتاح مكتب وسكب المزيد من الزيت على النار. ولكن كان بنيامين نتنياهو قد نجح في التوصل إلى اتفاق مع بن غبير لتفكيك المكتب مقابل زيادة عدد رجال الشرطة في الحي، لكن نتنياهو، خلافاً لنفتالي بينيت، كانت لديه وسائل ضغط على بن غبير. في نهاية المطاف دخل إلى الكنيست بفضل نتنياهو. لا توجد لدى بينيت وسيلة ضغط على عضو الكنيست المتطرف من هامش المعارضة، ولا توجد لبن غبير مصلحة في تهدئة النفوس لصالح رئيس الحكومة. وإذا كان أحد ما زال يبحث عن أنباء سيئة، فهي تنتظره في نهاية الطريق إخلاء أبناء عائلة سالم، وشهر رمضان الذي سيصادف نيسان.

ذريعة بن غبير الفورية لقرار القدوم إلى الحي، هي الحريق الذي اندلع في بيت عائلة يوشبيب، وهي العائلة اليهودية الوحيدة في هذا القسم من الحي. وهي تعيش في أحد البيوت التي احتلها المستوطنون قبل سنوات. ليل الجمعة، جلس أسامة ادكيدك على الأريكة في بيته، المجاور لبيت يوشبيب. “شاهدت من النافذة لمعاناً في سلك الكهرباء”، قال. “خرجت وشاهدت دخاناً يتصاعد من البيت. قالت ابنتي: ليوشبيب ابن وبنت. هيا لننقذهم. إذا كان نائماً فيجب كسر الباب. ركضتُ وطرقت الباب واتصلت بالشرطة والإطفائية”.

لحسن الحظ، أبناء العائلة لم يكونوا في البيت. حدثت أضرار في إحدى الغرف، غير بعيد عن سرير الطفلة. أصيب أحد رجال الشرطة إصابة طفيفة بسبب استنشاق الدخان عندما دخل البيت. نشطاء اليمين الذين ملأوا الحي، على قناعة بأن الأمر يتعلق بحريق متعمد هدفه القتل. الفلسطينيون على قناعة بأن هذا مجرد تماس كهربائي. من ناحية الوقائع، تم إحراق سيارة يوشبيب في السابق تسع مرات. هيكل السيارة الأخيرة المحترق، ما زال في قطعة الأرض الصغيرة أمام البيت. لم تسارع الشرطة إلى التحديد بأن الأمر يتعلق بحريق متعمد، ونشرت السبت بياناً تقول فيه بأنها وجدت أدلة تثير الاشتباه بحريق متعمد. الشباك يشارك في التحقيق في هذه الحادثة.

       طفاية حريق جاهزة في الصالون

         يتصاعد التوتر في الشيخ جراح بالتدريج في السنة الأخيرة. جولة القتال الأخيرة، عملية “حارس الأسوار”، اندلعت على خلفية إخلاءات متوقعة في الحي. الأمر يتعلق بـ 13 عائلة يتوقع إخلاؤها في شرق الحي. وما زالت ملفات الإخلاء منذ ذلك الحين عالقة في المحكمة العليا؛ لأن الطرفين رفضا عرض القضاة للحل الوسط الذي يمنع الإخلاء.

في هذه الأثناء، جدد نشطاء اليمين وعلى رأسهم نائب رئيس بلدية القدس كينغ، إجراءات الإخلاء ضد 11 شخصاً من أبناء عائلة سالم، التي تعيش في الطرف الثاني من الحي. تعيش العائلة في هذا المكان منذ العام 1951 بموجب اتفاق إيجار محمي بينها وبين المسؤول الأردني عن أملاك العدو. ذريعة الإخلاء، مثلما في كل الحالات في الحي، هي القانون المميز الذي يمكن اليهود من المطالبة والحصول على ممتلكاتهم قبل العام 1967، لكنه يمنع ذلك عن الفلسطينيين.

 قامت مسجلة التنفيذ قبل أسبوعين بتأجيل الإخلاء، بسبب طلب للشرطة خوفاً من اندلاع العنف. نافذة الفرص الجديدة التي أعطيت للمستوطنين لتنفيذ الإخلاء هي بين مطلع آذار ومطلع نيسان. السؤال المفتوح هو: متى ستمكن الشرطة من تنفيذ الإخلاء؟ في 3 نيسان سيبدأ شهر رمضان. يخشى أوساط المستوطنين من أن تستغل الشرطة ذلك كذريعة، وتطلب تأجيل الإخلاء إلى ما بعد رمضان. اندماج شهر رمضان والإخلاء هو وصفة مجربة للعنف وفقدان السيطرة.

ادكيدك هو الشخص الوحيد من بين الجيران الفلسطينيين ليوشبيب الذي له علاقة معه. وكما قلنا، هو أيضاً كان أول من استدعى الشرطة عند اندلاع النار. ولكن هذا لم يساعده في يوم الجمعة، عندما قام أحد الشباب اليهود بمهاجمته بحجر وغاز الفلفل، وتعرض اثنان آخران لسيارته ومزقا الصادم الأمامي. في هذه الأثناء، أنهي استعداده للجولة القادمة. قرب بوابة المدخل عصا كبيرة، وفي الصالون طفاية حريق.