يزداد القلق العالمي والخوف من تصعيد الأزمة الأوكرانية والتي سيكون لها تداعيات اقتصادية خطيرة على دول أوروبا، وتتصاعد الهيستريا الأمريكية بتأجيج الذعر في العالم بقرب الغزو الروسي لأوكرانيا،
وتعلو نغمة تهديد ووعيد الولايات المتحدة الأمريكية وتابعتها دولة إنجلترا بالرد بحزم على أي غزو روسي لأوكرانيا وتكبيد روسيا خسائر فادحة ، وتزداد تخوفات ألمانيا وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي
إذا تعقدت الأزمة وفرضت أمريكا عقوبات اقتصادية على روسيا مما يجبر ألمانيا ودول أوروبا على استيراد الغاز المرتفع الأسعار من أمريكا وقطر ، لذا تقوم ألمانيا وفرنسا وبولندا بوساطة لحل الأزمة دبلوماسيا ، تجنبا لحرب في القارة الأوروبية.
وسط كل هذه الظروف يجيء الرد القوى من روسيا والصين عقب لقائهما معا قبل بداية الدورة الأوليمبية الشتوية في بكين في الرابع من فبراير هذا العام 2022، حيث التقى الرئيس الصيني شى جين بينج مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأصدرا بيانا قويا استراتيجيا حول العلاقة بين الدولتين وحول موقفهما من العلاقات الدولية والتصعيد الأمريكي ضد الصين وروسيا في منطقة المحيط الهادي وأسيا وأوروبا، وقال الرئيس شى جين بينج " إن بكين وموسكو تدعمان بقوة الجهود المبذولة لحماية مصالحهما الرئيسية فى العالم والثقة المتبادلة مستمرة فى النمو"، وأشاد الرئيس الروسي بوتين بالطابع غير المسبوق لعلاقات بلاده مع الصين وأكد على أن روسيا ستمد الصين ب10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا انطلاقا من أقصى الشرق الروسي.
إن أهمية هذا اللقاء أنه يأتي في الوقت الذى يهدد فيه حلف الناتو روسيا بنشر قوات بالقرب من حدودها ويسعى لضم أوكرانيا، وذلك بجانب إرسال قوات من أمريكا وبعض الدول الأوروبية إلى دول أوروبا الشرقية المتاخمة للحدود الروسية، وفى نفس الوقت يطالبون روسيا بمنع نشر قوات للدفاع عن أراضيها وعن نفسها!!.
تحدث البيان في مقدمته عن أن العالم يشهد بداية حقبة جديدة بتعدد الأقطاب، ونشوء مجتمع المعلومات والحوكمة الدولية ، والتعددية الثقافية، والعولمة الاقتصادية ، وأشار إلى إعادة الاعتبار للأمم المتحدة على أساس المساواة بين الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية وإنهاء التجاوزات التي أدخلتها أمريكا فى بنية العلاقات الدولية في مرحلة سيطرة القطب الواحد على العالم.
لقد أكد البيان الصادر عن اللقاء الروسي الصيني على عدد من النقاط الهامة :
إقامة علاقة استراتيجية ودعم متبادل بين الدولتين في مواجهة الأزمات والقرارات الأمريكية والدول الغربية التي تضر بدولتي روسيا أو الصين، ولحماية مصالحهما وسيادتهما ووحدة أراضيهما، والتزام روسيا بالصين الواحدة، وان تايوان جزء منها.
ضرورة الحوار والتعاون بين كل دول العالم لمواجهة الأزمة الصحية الناشئة عن تفشى فيروس كوفيد19
الالتزام بقواعد النظام الدولي بإنشاء علاقات بين الدول تقوم على الاحترام المتبادل والتعايش السلمى مع تحقيق التنمية المستدامة والتنمية العلمية والتكنولوجية لكل الدول دون تمييز. إدانة الإرهاب مع تشكيل جبهة عالمية لمواجهته تقوم فيها الأمم المتحدة بدور رئيسي.
التزام أمريكا بالاتفاقيات الدولية بالتخلص من مخزون الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ، وتخفيض نشر الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى في منطقة أسيا والمحيط الهادي وأوروبا ، مع سحب الدول النووية كل أسلحتها النووية المنتشرة خارج حدودها لتقليص خطر اندلاع حرب نووية.
معارضة الدولتين توسع الحلف الأطلنطى وضم أوكرانيا له ، ومعارضة إقامة أحلاف ومعسكرات في منطقة أسيا والمحيط الهادي مثل حلف " الأوكوس " بين أمريكا واستراليا وبريطانيا باعتباره سباق تسلح نووي يهدد الأمن والاستقرار الاستراتيجي.
وقبل أن أنهى المقال لابد من أن أشير إلى أن العالم يحبس أنفاسه في انتظار اندلاع حرب نعانى من تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية ، أو حل سلمى للأزمة الروسية الأمريكية عن طريق الوساطة التي تقوم بها كل من ألمانيا وفرنسا من أجل تجنب الحروب والدمار ، ومن أجل عالم يسوده السلام والاستقرار. لقد أكدت روسيا أكثر من مرة على أنها لن تقوم بالاعتداء على دولة أوكرانيا ولكنها ستدافع عن أمنها في حالة ضم أوكرانيا لحلف الأطلنطى، أو اعتداء أوكرانيا على إقليم " الدونباس" الذى يسكنه مواطنون روس ، ولكن الهيستيريا الأمريكية والبريطانية تقرع ليلا ونهارا طبول الحرب.
قيادية في الحزب الاشتراكي المصري