يديعوت – خوفاً من روسيا.. إسرائيل ترفض طلب أوكرانيا تزويدها بـ”القبة الحديدية”

نداف ايال.jpeg
حجم الخط

يديعوت – بقلم: نداف ايال

 

تبذل إسرائيل كل ما في وسعها كي لا تجد نفسها في الوسط، بين الغرب وأوكرانيا من جهة، والروس من جهة أخرى. في السنة الماضية، وجدت إسرائيل نفسها في وضع مرتب حول أحد الإنجازات التكنولوجية المبهرة للغاية لديها، القبة الحديدية، ورغبة كييف في التزود بها. وكان يمكن لهذا التزود أن يضع إسرائيل في صلب أزمة شديدة للغاية حيال موسكو، في ذروة هذه الأيام – قبل لحظة من الغزو الروسي، وفقاً للتقديرات الغربية.

ابتداء من الصيف الماضي، بدأت إسرائيل سلسلة من الخطوات في محاولة لمنع الصدام مع الأمريكيين (ومع الأوكرانيين في القضية)، ونجحت في شطب الموضوع عن جدول الأعمال.

وأعربت محافل في أوكرانيا عن خيبة أملها من موقف إسرائيل: يمثل السلوك حول القبة الحديدية الوضع الاستثنائي الذي وجدت إسرائيل نفسها فيه: بشكل عملي، هي دولة ذات حدود مشتركة مع موسكو، بسبب سيطرة الكرملين الفعلية في الأزمة السورية. وتعتقد إسرائيل أن إدارة بايدن وزعماء الكونغرس يدركون الحاجة الإسرائيلية للحذر، ولهذا فقد تصرفوا “بحذر ومسؤولية” على حد تعبير هذه المحافل، بالنسبة للقبة الحديدية.

منظومة الدفاع ضد الصواريخ وقاذفات الهاون، القبة الحديدية، تم تطويرها في إسرائيل، ولكنها مشروع مشترك مع البنتاغون الأمريكي. الاتفاق بين الطرفين لا يسمح ببيع المنظومة لدولة ثالثة دون موافقة مشتركة. والنشر العظيم الذي حظي به هذا الموضوع عقب المواجهة العسكرية مع حماس في “حارس الأسوار” اكتسب شعبية هائلة في أوكرانيا أيضاً.

بدأ الأوكرانيون يعملون بجد في واشنطن كي يقنعوا مشرعين أمريكيين بالمبادرة لنقل منظومة الدفاع ضد الصواريخ والقذائف إليهم. وطلبت أوكرانيا بشكل رسمي من إدارة بايدن نقل صواريخ باتريوت والقبة الحديدية إلى أوكرانيا في الربيع الماضي.

ولم يكن الغزو الروسي يظهر في الأفق، ولكن الإدارة – بما في ذلك نواب في الكونغرس من طرفي المجلس، جمهوريين وديمقراطيين – مالوا لنهج أكثر عدوانية تجاه الكرملين حول استمرار الصراع المسلح في شرقي أوكرانيا.وهكذا أضيف إلى قانون الدفاع الأمريكي للعام 2022 تعديل يفترض أن يضغط على إدارة بايدن أن تبيع كييف منظومات دفاع جوية ومنظومات ضد الصواريخ والقاذفات، أو إرسال بطاريات القبة الحديدية المأهولة بالجيش الأمريكي.

هذا التعديل نفسه طلب من الإدارة رفع تقرير إلى لجنة القوات المسلحة يشرح سبب عدم بيع منظومات قائمة كهذه للأوكرانيين. وفي أيلول، نشر موقع “بوليتيكو” أنه كان للجيش الأمريكي إرسالية بطاريتين أوصيتا من رفائيل منطقية: فالقبة الحديدية على لا تنخرط في منظومة القيادة والتحكم الأمريكية المضادة للصواريخ، على حد قول مصادر عسكرية أمريكية اقتبسها النبأ.

وأعلمت مصادر في الكونغرس وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية أيضاً بهاتين البطاريتين اللتين كان يمكنهما أن تضعا إسرائيل في موقف معقد: أن ترفض إرادة جهاز الأمن الأمريكي إرسال القبة الحديدية إلى الأوكرانيين أو تتورط في مواجهة مع موسكو.

أوضحت إسرائيل للإدارة الأمريكية في محادثات غير رسمية، أنها لن تتمكن من الموافقة على نقل بطاريات قبة حديدية إلى كييف بسبب العلاقات مع روسيا.

والأوكرانيون، الذين شعروا بالنشاط الإسرائيلي، توجهوا في الأشهر الأخيرة مباشرة إلى حكومة بينيت – لبيد، وطلبوا دعماً إسرائيلياً لتزويدهم بالمنظومة. وتحدث وزير خارجية أوكرانيا عن الرغبة الأوكرانية في منظومة الدفاع الإسرائيلية في مقابلة مع “كان” في بداية الشهر. كما طلب الأوكرانيون بطاريات باتريوت من واشنطن، والتي أخذ فيها قرار مبدئي – حتى تشرين الثاني – بعدم تزويدهم بمنظومات دفاع من هذا النوع.

كما اقتنع الأمريكيون بالحجج الإسرائيلية، فشُطب نقل القبة الحديدية إلى أوكرانيا عن جدول الأعمال تماماً. فقد كان مهماً لإسرائيل أن تتم الأمور بصمت كي لا تسيء لكييف أيضاً.أما وزير الدفاع الأوكراني، فأوضح في بداية الشهر الحالي، أن بطاريات القبة الحديدية على أي حال لن تقدم جواباً لغرض الدفاع عن “المنشآت الاستراتيجية” في الدولة، مثل المهارات والمنشآت النووية، وذلك لأنها مخصصة للصواريخ وقاذفات الهاون التي “تنتج في معامل دول مجاورة”.

ولا يزال الأوكرانيون معنيين بصواريخ باتريوت، ولكن ثمة تقديرات بأن إدارة واشنطن تصر على رفضها في هذا الشأن. ولم يصلنا أي تعقيب على الأمور من مكتب وزير الخارجية.