محللون: رد حزب الله على اغتيال القنطار " أكثر من الصمت"، "وأقل من الحرب" .... وعلى حزب الله سؤال روسيا هل اعطت الضوء الأخضر لاغتياله؟

سمير القنطار مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله
حجم الخط

"أيقونة المقاومة" لدى حزب الله اللبناني، سمير القنطار، الصيد الثمين الذى تمكنت إسرائيل من إغتياله ، بعد رحلة قسرية طويله له في سجونها منذ أن كان إبن ال 17 عاماً، ليخرج ويتزعم مهمة تثوير طائفته "الدرزية" ضد اسرائيل في الجولان السوري المحتل، الذي يشهد صمتاً مطبقاً منذ إحتلاله حتى اليوم رغم رفع النظام السوري شعار العداء لإسرائيل، في مهمته داخل الحزب الذي خرق مقوله بيغن " إن الرب لم يخلق رجلاً، يستطيع أن يخرجك من السجن"، لكن اسرائيل أكدت اليوم قاعدة مهمة  أنها  "تلاحق المطلوبين لديها في أي زمان ومكان"، فأيُ رد متوقع لحزب الله على اغتيال قائده ؟

صيد ثمين

أطلقت إسرائيل سراح عميد الأسرى اللبنانيين ضمن صفقة مع حزب الله اللبناني في العام 2006، لكنها أكدت وقتها للصليب الأحمر والوسيط الألماني أنها لن تتركه وشأنه، وتحقق مرادها اليوم بإغتياله.

يقول الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطاالله حول الرد المتوقع من حزب الله على إغتيال القنطار" من الممكن أن يرد الحزب بعملية على الحدود أو المناطق المتنازع السيادة عليها بين سوريا - ولبنان".

ويشدد عطاالله على أن "الرد سيكون أكثر من صمت، وأقل من حرب، بمعنى أنه لن يرتقى لمستوى حرب ولن يصمت الحزب".

أما المحلل والمختص بالشأن الإسرائيلي "عمر جعارة" فيؤكد أن رد حزب الله على هذه الإغتيالات لن يكون سريعاً، وذلك لسوابق مضت كما هو الحال عند اغتيال عماد مغنيه ونجله.

وينوه أن " حزب الله في أي رد له سيكون ملتزم نصاً وروحاً بروح القرارات الدولية وبخاصة القرار 107، لذلك علينا عدم الإستغراب من تأخر الرد".

من جانبه يقول المحلل السياسي حسن عبده أن "الحزب لديه ظروف معقدة وخصوصاً الوضع في سوريا، ولذلك لن يقوم برد فوري على إغتيال القنطار، ولذلك الرد سيكون معقداً تبعاً لتعقد الوضع الإقليمي "

وقد قتل سمير القنطار بقصف لطائرتين إسرائيليتين حلقتا  فوق الجولان المحتل عند بحيرة طبريا دون أن تخترقا خط الهدنة أو تدخل الأجواء السورية عند العاشرة من ليل السبت وقصفت ب٤ صواريخ موجهة على مبنى ضاحية جرمانا الى الشرق من العاصمة السورية دمشق.

وبشأن توقع رد من فصائل المقاومة الفلسطينية على إغتيال القنطار بإعتباره كان ناشطاً في صفوف الثورة الفلسطينية  نفى المحلل أكرم عطا الله أن تقوم فصائل المقاومة الفلسطينية بالرد على ذلك، لأن القنطار ضابطاً في حزب الله، وإغتيل أثناء أدائه مهمة هناك، وليس عضواً في أي فصيل فلسطيني .

وكان القنطار قد إنضم لصفوف الثورة الفلسطينية ، ونفذ عملية في مدينة نهاريا  عام 1979، قتل فيها 6 جنود إسرائيليين، اعتقل على أثرها وقضى في سجون الإحتلال الإسرائيلي 28 عاماً، لينال بعدها وسام عميد الأسرى اللبنانيين.

أما عمر جعارة فيستبعد أن تقوم الفصائل الفلسطينية بأي رد لأنه ليس بمكانه قادة المقاومة الفلسطينية كالشقاقي وأحمد ياسين وأبو علي مصطفي، كما أنه قتل على الأراضي السورية وليس في الداخل الفلسطيني.

من جانبه أكد حسن عبده أنه " من الصعب التكهن بجغرافيا الرد الفلسطيني في 48، والضفة وغزة"، لكنه عاد وأكد أن الرد سيكون خارج فلسطين على الأغلب.

أين روسيا؟

حالة من "الفرح" تعم اسرائيل على إختلاف جبهاتها من يمين/ ووسط/ وويسار، وتصف الأمر بأنه "عدالة تاريخية"، وصفحة حساب قد طويت، لكن الحليف الروسي لسوريا وإيران وحزب الله، بتغطيته المجال الجوي الروسي بصواريخ S400، يكون قد أعطى ضوء أخضر لإسرائيل.

يقول أكرم عطا الله حول حالة الفرح التي تعم اسرائيل بإغتيال القنطار "عندما أطلق سراح القنطار أبلغ الوسطاء الألمان والصليب الأحمر أنه سيبقى مطلوبا لديها، واذا سنحت الفرصة لإغتياله لن تفوتها"

وتابع "القنطار كان يتحرك خفيه عن اسرائيل، وحتى إستطاعت إصطياده في سوريا".

أما حسن عبدو فيرى أن اسرائيل تحكمها حكومة يمينية متطرفة، وهى تقود المجتمع الإسرائيلي نحو هذا المسار.

ويقول عبدو أنه سبق وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن  في تحدي منه لخروج القنطار "أن الرب لم يخلق رجلاً يستطيع أن يخرجك من السجن".

وجدير بالذكر أن حزب الله اللبناني تمكن من اطلاق سراح القنطار في عملية تبادل لجنود إسرائيليين أسرهم حزب الله خلال عملية "الوعد الصادق" عام الفين وستة.   

من جانبه يؤكد عمر جعارة أن" اسرائيل كعادتها لا تعترف بجرائمها، فقد نقلت الخبر عن الإعلام الرسمي السوري"

وتابع "عندما أجرى الإعلام الإسرائيلي صباح اليوم مقابلة مع أحد أفراد أسرة "هارلن" التي قتل عدد من أفرادها على يد القنطار قالت أن صفحة الحساب قد طويت"

وينوه جعارة إلى أن اسرائيل كعادتها منذ ال48 حتى اليوم تطارد من يقتل أفرادها، في أي زمان ومكان.

وبشأن التساؤل كيف إخترقت الطائرات الإسرائيلية الأجواء السورية في ظل نظام الحماية الجوية بs400 ، يقول أكرم عطا الله " لا يمكن إعفاء روسيا من دخول الطائرات الإسرائيلية الاجواء السورية وهي مغلقة بنظام s400، وقبلها s300".

ويؤكد "على ايران وحزب الله طلب إيجابة من روسيا حول الأمر، هل تمت الضربة بإعطاء ضوء أخضرأم تم التغاضي عن دوره"

أما عمر جعاره فيرى أن بيت القصيد في اغتيال القنطار وهو ينتمي للطائفة الدرزية الموجودة بالجولان السوري المحتل، وهي تلتزم الصمت منذ احتلاله، وهو في مهمة شعبية من قبل حزب الله لتثوريها ضد اسرائيل.

ويضيف "أن مهمة القنطار داخل سوريا ضد مصلحة "بشار الأسد" الرئيس السوري، الذي يملك سلاحاً كيماوياً لم يستخدمه طيلة 30 عاماً مضت، وكذلك إسرائيل التي لا تريد أن يثور الدروز ضدها"

وينفي جعارة أن يكون قنطار في ذات الوقت قائداً بالصفوف الأولى للحزب لأنه ينتمي لطائفه درزية وهو ماركسي علماني، فيما الحزب عقيدته دينية شيعية بالمقام الأول.

أما أكرم عطاالله فيقول أن القنطار هو خسارة كبيرة للحزب وأيقونة لديها وضربة مؤلمة لديها، ولا فرق بين مغنية والقنطار.

ويتابع أن القنطار أكثر أهمية لدى الحزب من مغنية الذي كان ضابطاً صغيراً، أما القنطار يقود المقاومة الشعبية في تثوير الدروز في سوريا.

وحول توقيت إغتيال القنطار يرى حسن عبدو أن إسرائيل تحاول خلط الأوراق في المنطقة وخاصة بعد التدخل الروسي، و بعد تراجع دور المسلحين بعد هجمات الجيش السوري والإمدادات الروسية.

ويشدد على أنها لا تريد أن تكون خارج اللعبة الإقليمية الدولية وتريد التدخل في الشأن السوري لإحراج روسيا.

أما أكرم عطالله فينفي أن يكون هناك دلاله لتوقيت عملية الإغتيال ومن المبالغة الحديث حول هذا الأمر.

فيما يشدد عمر جعارة على أن لب الموضوع يتلخص بخطر شخص القنطار على إسرائيل بمهمته لتثوير الدروز في الجولان، وأمر الإعتقال يتعلق بتقارير ومعلومات إستخبارتية.

في الختام، نجحت إسرائيل في إغتيال عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار،  فهل تمتلك لبنان الدولة الحق في محاكمة اسرائيل على جريمة إغتياله وفق قرارات الشرعية الدولية؟